تناقضت الروايات الإسرائيلية بشأن عودة الأسير فرحان القاضي من قطاع غزة، الذي كان محتجزًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ورغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تحريره في عملية عسكرية، ظهرت تقارير إعلامية تشير إلى أن القاضي تمكّن من الفرار من المقاومين قبل أن يتم إنقاذه.
روت إذاعة جيش الاحتلال تفاصيل متضاربة، إذ قالت بداية إن الجيش نجح بتحرير القاضي ومن ثم أشارت إلى أنه تم العثور عليه "صدفة"
وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن القاضي هرب من المقاومين داخل نفق في غزة، مما دفع الجيش للتدخل وإنقاذه. وأضافت الصحيفة أن الجنود حاولوا معرفة ما إذا كان محتجزًا مع أسرى آخرين، ووافق رئيس أركان الجيش على استمرار العمليات في المنطقة.
في المقابل، قدم جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" رواية رسمية مختلفة، حيث أكدا أن عملية تحرير القاضي تمت من وحدة الكوماندوز البحري واللواء 401 ووحدة يهالوم الهندسية، في عملية معقدة جنوبي قطاع غزة. وأوضح البيان أن تفاصيل العملية لا يمكن الإفصاح عنها حفاظًا على أمن الأسرى والقوات.
وقال وزير جيش الاحتلال يؤآف غالانت إنه في إطار عملية جريئة وإصرار قوات الجيش والشاباك، نجح مقاتلونا في تخليص فرحان وإعادته لأحضان عائلته، مضيفًا أن هذه العملية تضاف لسلسلة عمليات تقرّبنا من تحقيق كل أهداف الحرب، على حدّ قوله.
وروت إذاعة جيش الاحتلال تفاصيل متضاربة، إذ قالت بداية إن القاضي لم يهرب كما زعمت بعض الشائعات، بل تم العثور عليه في نفق جنوبي غزة وتم تحريره بواسطة القوات. وأشارت إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها الجيش في إنقاذ أسير على قيد الحياة من نفق تحت الأرض منذ بداية الحرب.
يوسي ملمان، خبير الشؤون الاستخبارية: أعتقد أن المتحدث باسم الجيش والشاباك بالغا قليلاً في إعلان العلاقات العامة الخاص بهما، حيث تفاخرا بـ "إنقاذ" فرحان قاضي
ومن ثم قالت إن قوات الاحتلال عثرت على فرحان القاضي بالصدفة داخل أحد الأنفاق، وهو ما يشير إلى أن العملية لم تكن مخططًا لها مسبقًا. وأضافت أن هذا يفسر الصورة التي تظهر فيها رئيس الأركان هرتسي هليفي، وهو يتلقى تحديثات حول إنقاذ القاضي أثناء وجوده على متن مروحية متجهة إلى الغور، بدلاً من متابعته للعملية من مقر قيادة هيئة الأركان أو من قسم العمليات في الشاباك.
ونقلت عن مصدرين أمنيين تحدثا مع إذاعة جيش الاحتلال، أن القاضي تمكّن من الفرار من حراسه بنفسه قبل أن تصل إليه قوات الاحتلال وتحرره من النفق.
فيما ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن القاضي عُثر عليه في نفق بعمق 27 مترًا وكان بحالة جيدة. وتم نقله إلى مستشفى سوروكا لتلقي العلاج، مشيرة إلى أن القاضي كان قد بقي مع أسرى آخرين قبل أن يتم نقلهم من قبل الحراس.
فيما قال يوسي ملمان، خبير الشؤون الاستخبارية، في تغريدة على "إكس":: أعتقد أن المتحدث باسم الجيش والشاباك بالغا قليلاً في إعلان العلاقات العامة الخاص بهما، حيث تفاخرا بـ "إنقاذ" فرحان قاضي. ولم تذكر الرسالة أن فرحان، رغم أنه كان منهكًا ويعاني من سوء التغذية، هرب عبر النفق. وورد في الرسالة مقاتلو الشاباك ووحدة يهلوم ، لكنهم التقوا به بالصدفة خلال نشاط في النفق الذي هرب فيه القاضي. من حسن حظهم أنهم لم يقتلوه".
وتأتي استعادة القاضي في وقت يبقى فيه 108 أسرى إسرائيليين محتجزين في غزة، بينهم 36 تؤكد هيئة البث الإسرائيلية أنهم "ليسوا على قيد الحياة".