26-يوليو-2024
قائد كتيبة طولكرم "أبو شجاع" بعد حصار الأمن الفلسطيني لمستشفى تواجد فيه

قائد كتيبة طولكرم "أبو شجاع" بعد حصار الأمن الفلسطيني لمستشفى تواجد فيه

تناقضت الرواية التي قدّمتها محافظة طولكرم مع الرواية التي ساقتها حركة فتح في المدينة، والمتعلقة بما جرى في مستشفى "ثابت ثابت" الحكومي بعد ظهر الجمعة، واتّهام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمحاولة اعتقال قائد "كتيبة طولكرم" التابعة لـ "سرايا القدس" محمد جابر الملقّب "أبو شجاع".

اتّهمت حركة الجهاد الإسلامي الأمن الفلسطيني بمحاصرة قائد كتيبة طولكرم داخل المستشفى، لاعتقاله. المحافظة قالت إن تواجد الأمن اعتيادي، فيما قالت حركة فتح إنه هدف لمنع الاحتلال من اعتقاله

وتمكن مواطنون من إخراج قائد كتيبة طولكرم "أبو شجاع" وإيصاله إلى مخيم نور شمس بعد أن حاصرته قوة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية داخل مستشفى "ثابت ثابت" الحكومي في محاولة لاعتقاله وفق ما صدر عن "كتيبة طولكرم" التي دعت للنّفير وفك الحصار عن "أبو شجاع" أثناء تلقيه العلاج.

وأظهرت صور ومشاهد فيديو إطلاق الأمن الفلسطيني قنابل غاز على الأهالي الذين توافدوا إلى مستشفى طولكرم لمنع عمليّة الاعتقال. وأفاد شهود عيان بأن مسلحين أطلقوا النار صوب مقرّ "المقاطعة" في جنين بعد محاصرة أبو شجاع في طولكرم.

محافظة طولكرم: وصلت إصابة إلى المستشفى الحكومي، وتوجهت قوة من الأجهزة الأمنية للوقوف على تفاصيل الحادث، وتعرضت لإطلاق النار

وقال محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة إنّ إصابة وصلت ظهر الجمعة إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي، وإثر ذلك توجّهت قوة من الأجهزة الأمنية للوقوف على تفاصيل الحادثة وفقًا للإجراءات المعتادة، غير أن قوات الأمن تعرّضت لإطلاق نار بعد وصولها بلحظات، ما دفعها للردّ بالمثل، وبعد ذلك وصل مجموعة أشخاص وحاولوا اقتحام المستشفى، وتعاملت معهم الأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن المستشفى وسلامة المرضى، ثم انسحبت القوة دون اعتقال أحد "حفاظًا على الدم الفلسطيني وحماية السلم الأهلي".

حركة فتح في طولكرم: الأجهزة الأمنية تواجدت في المستشفى لمنع الاحتلال من ارتكاب مجزرة

أمّا البيان الصادر عن حركة فتح في طولكرم، فقد أشار إلى أنّ الشخص المقصود (لم يُسمّه البيان) أصيب بحادث عرضي ذاتيّ، ودخل للمستشفى لتلقي العلاج، وبعد انتشار الخبر وصلت معلومات للأجهزة الأمنية بأن الاحتلال سيُقدم على اقتحام المستشفى لاعتقاله، ولهذا تواجد عناصر الأمن الفلسطيني لحماية المتواجدين داخل المستشفى، ولمنع حدوث مجزرة.

وأضاف البيان أنه تم اتخاذ قرار مسؤول ومهم لإعطاء المجال للطواقم الطبية للقيام بعملها، وبناء على ذلك قررت المرجعيات في المحافظة وعلى رأسها محافظ طولكرم سحب قوات الأمن من المستشفى.

الجهاد الإسلامي: تواقيع المصالحة في بكين لم تجف بعد

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، إن محاصرة الأجهزة الأمنية لقائد كتيبة طولكرم داخل المستشفى، بهدف القبض عليه، بعدما نجا من محاولات اغتيال عدة، يدل على أن التنسيق الأمني تجاوز كل الخطوط الحمراء، ويؤذي كل مساعي الوحدة والمصالحة الوطنية.

وأدانت الجهاد الإسلامي ما وصفته "السلوك الشائن"، وحيّت شجاعة أهالي طولكرم، الذين هبّوا لمنع السلطة من اعتقال أحد أبرز مجاهدي الضفة.

كتيبة جنين: من يعتدي علينا سنعتدي عليه

من جهتها، أصدرت "كتيبة جنين" التابعة لـ "سرايا القدس" بيانًا قالت فيه إنّ أفرادًا من الأجهزة الأمنية، ملثمين ومدججين بالسلاح حاصروا واقتحموا مستشفى في طولكرم، لاعتقال القيادي والمطارد للاحتلال أبو شجاع بعد إصابته كما قد فعلوها من قبل في مدينة جنين.


وتضمّن البيان رسالة للأجهزة الأمنية الفلسطينية جاء فيها: "من سيعتدي علينا سنعتدي عليه، ومن يسيء سيلقى منّا ما سيلقاه".

حركة حماس: سلوك أجهزة أمن السلطة في ملاحقة المقاومين وصل أخطر مراحله

وأصدرت حركة حماس بيانًا قالت فيه إنّ استمرار الأجهزة الأمنية الفلسطينية في إطلاق النار على المقاومين ومصادرة سلاحهم وما أعدّوه للدفاع عن أبناء شعبنا ضد قوات الاحتلال والمستوطنين يتعارض مع الموقف الوطني الموحد والذي يتبنى المقاومة بكل أشكالها، والتي أكد عليها بيان بكين الأخير.

وأضافت أن على الكل الوطني الفلسطيني أن يتداعى إلى استنكار هذه السلوكيات وإدانتها والعمل بحزم لوقفها.

وأشادت حماس بما وصفته "الوعي الجماهيري العالي" والاستجابة السريعة من جماهير طولكرم لمنع اعتقال المجاهد أبو شجاع وفك الحصار عنه.

واعتبرت أن هذه السياسة لأجهزة السلطة تسيء لنضال الشعب الفلسطيني الذي يضرب أروع الأمثلة في الصمود وتحدي آلة الاحتلال الإجرامية في قطاع غزة.