19-يونيو-2024
لبنان وجبهة الحرب

(Getty) مهمة المبعوث الأميركي للتهدئة مع حزب الله فشلت

أجرى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء اليوم الأربعاء، تقييمًا للوضع في مقر قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال في صفد، مع رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، وقائد قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال أوري غوردين، وقائد القوات الجوية تومر بار، وقيادة الجبهة الداخلية، وضباط أركان القيادة الشمالية، في ظل فشل محادثات الوسيط الأميركي مع حزب الله، ونشر حزب الله لقطات من طائرة مُسيّرة لمنطقة حيفا، بالإضافة إلى خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي وصف بـ"الأعلى نبرة" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون لـ"أكسيوس"، إن الخلاف الجديد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة بايدن يعيق الجهود الدبلوماسية الأميركية الإسرائيلية لتهدئة التوترات على الحدود اللبنانية وتجنب الحرب مع حزب الله.

وفي بداية المناقشة، قال غالانت: "نحن نجري تقييمًا للوضع في القيادة الشمالية- بالنسبة لي هذا الإجراء يأتي لنكون جاهزين لعملنا المستمر، والتحضير، والاستعداد ضد أي شيء قد يأتي. لقد اكتسب الجيش الإسرائيلي خبرة هائلة في القتال نتيجة الحرب، سواء في الجنوب أو في الشمال، وهذا ينطبق على جميع التشكيلات والتعاون فيما بينها".

وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت يتحدث عن استعداد جيش الاحتلال لـ"أي احتمال"، وسط تهديدات حسن نصرالله

وأوضح غالانت: "نحن نستكمل الجاهزية البرية والجوية، ونعزز الأجهزة الاستخباراتية، ونستعد لأي احتمال، وعلينا أن نتذكر الوضع الأساسي، وهو أن حزب الله بدأ الحرب ضدنا، في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، بعد يوم واحد من هجوم حماس، ومنذ ذلك الحين لم يوقف حربه"، وفق تعبيره.

واستمر في القول: "من واجبنا تغيير الوضع في الشمال وإعادة المواطنين سالمين إلى منازلهم وسنجد الطريقة للقيام بهذا الإجراء، لأنني عندما أنظر إلى المواطنين وألتقي بهم، ممثليهم والشعب، فإنهم لدينا توقعات وأعتقد أنها مبررة وسيتعين علينا تنفيذها".

وأضاف: "نتذكر دائمًا أن المهمة هي إعادة السكان إلى المستوطنات، إلى منازلهم، بأمان واستقرار لفترة طويلة. وقيادة المنطقة الشمالية بكافة قواتها تعمل ليلًا نهارًا للقيام بهذه المهمة، للقيام بها بشكل جيد".

وختم بالقول: "نحن نعلم أنه في النهاية إجراءات دفاع قوية وتنفيذ هجوم فعال سيؤدي إلى عودة السكان. هذا هو واجبنا، وأعتقد أن القيادة الشمالية في الجيش، بكل القوات التي تعمل معها، ستؤدي هذه المهمة بشكل جيد للغاية".

واشنطن: نتنياهو يضر في دبلوماسية لبنان

وقال مسؤولون أميركيون لـ"أكسيوس" إن الخلاف الجديد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة بايدن يعيق الجهود الدبلوماسية الأميركية الإسرائيلية لتهدئة التوترات على الحدود اللبنانية وتجنب الحرب مع حزب الله.

وقال ثلاثة مسؤولين في إدارة بايدن لموقع "أكسيوس"، إنهم قلقون من أن تصرفات نتنياهو تخلق "ضوء النهار" بين الحليفين، ونتيجة لذلك تؤدي إلى مزيد من تآكل قوة الردع الإسرائيلية في المنطقة، خاصة في نظر زعيم حزب الله حسن نصر الله.

وأوضح مسؤول أميركي: "من الصعب أن نفهم كيف يساعد شريط فيديو مثل ذلك الذي نشره نتنياهو يوم الثلاثاء في الردع. لا يوجد شيء أفضل من إخبار حزب الله بأن الولايات المتحدة تحجب الأسلحة عن إسرائيل، وهو أمر كاذب، لجعله يشعر بالجرأة".

وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال زيارة إلى الحدود الشمالية، إن الجيش الإسرائيلي لا يزال لديه قدرات لا يعرفها حزب الله. وأضاف أن "العدو سيواجه هذه القدرات في الوقت المناسب"، وفق تعبيره.

وكان من المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي عاموس هوشستاين بنتنياهو، مساء الثلاثاء، لإطلاعه على محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين ومناقشة سبل تجنب الحرب. وبحسب ثلاثة مصادر مطلعة على الموضوع، فإن الاجتماع كان "سيئا".

وقالت المصادر إن هوشستين والسفير الأميركي لدى إسرائيل جاك ليو وجدا نفسيهما يقضيان جزءًا كبيرًا من الاجتماع في إيصال رسالة قاسية إلى نتنياهو بشأن الأزمة التي أثارها رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وعندما أخبره هوشستاين والسفير ليو أن اتهاماته بشأن حجب الولايات المتحدة للأسلحة كاذبة، ادعى نتنياهو أنه يبني تصريحاته في الفيديو على معلومات من وزارة الأمن الإسرائيلية.

ورفض متحدث باسم وزير الأمن يوآف غالانت التعليق على مزاعم نتنياهو وقال: "نأسف للتسريبات والتصريحات غير المسؤولة".

وقال جميع المسؤولين الأميركيين الذين أجريت معهم مقابلات بخصوص هذه القصة إنهم لا يفهمون ما كان نتنياهو يحاول فعله وما كان يأمل في تحقيقه بخلاف تسجيل نقاط سياسية محليًا.

وتكهن بعض المسؤولين الأمريكيين بأن تصريحات نتنياهو ربما كانت جزءًا من منافسة على الحضور العام مع غالانت، الذي من المتوقع أن يزور واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة سبل الإفراج عن شحنة الأسلحة المتوقفة مؤقتًا.

وأخبر أحد كبار مساعدي بايدن مستشاري نتنياهو أنه عندما يشكون من أن الانتقادات العلنية الأميركية لإسرائيل لأنها تجعل حزب الله وإيران يشعران بثقة أكبر، ويجب عليهم أولًا أن ينظروا إلى ما إذا كانت تصرفات إسرائيل نفسها تخلق "ضوء النهار" الذي يثير قلقهم.

وقال مسؤول أميركي إن بايدن "لا يحاول خلق ضوء النهار مع إسرائيل، بل يفعل العكس. لكن نتنياهو ماهر في خلق ضوء النهار لسياساته الخاصة".

وقال مسؤولون أميركيون إنهم يشعرون بقلق بالغ من أن إسرائيل وحزب الله يسيئان التقدير عندما يصعدان خطابهما والقتال على الأرض بينما يعتقدان أنهما قادران على تجنب حرب شاملة.

تعقد المفاوضات

وبحسب القناة الـ14 الإسرائيلية، فإن الوسيط  الأميركي هوكشتاين أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية أن جهوده للتواصل إلى تسوية مع لبنان فشلت.

ووفق إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن "الإدارة الأميركية صادقت مساء اليوم على إرسال سفينة محملة بأسلحة هامة لإسرائيل. وكل سفينة تعادل عددًا كبيرًا من الشحنات الجوية".

وقال قائد شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي السابق يسرائيل زيف إن بايدن "لم يقل لحسن نصر الله Don’t حتى الآن، مثلما حصل على في بداية الحرب".

وفي السياق نفسه، قال مسؤول سياسي إسرائيل لـ"يديعوت أحرونوت": "إذا استمر حزب الله في مهاجمة إسرائيل، فإن جنوب لبنان برمته سيصبح مثل غزة، وبيروت لن تكون ذات حصانة، لقد بدأ العد التنازلي لرد قوي، ولن يوقف عقارب الساعة إلا موافقة حزب الله على مخطط هوكشتين ووقف هجماته".

كما قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق غيورا آيلاند: "حزب الله جيش متطور لا مثيل له، ولديه بين 70 و80 ألف مقاتل منظمين ومدربين ومجهزين جيدًا".

وأضاف: "حزب الله أغلق في السنوات الأخيرة فجوتين مع الكيان هما الأسلحة الدقيقة والطائرات المسيرة بدعمٍ من إيران، والمنظومات التي يملكها حزب الله لا تقل عن المنظومات الأكثر تطوراً التي لدى الكيان".

وأشار إلى إسرائيل "سترتكب خطأ إذا حاولت التعامل مع حزب الله بمصطلحات عسكرية فقط".

وعصر الأربعاء، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن "اقتحام الجليل احتمال يبقى حاضرًا وقائمًا في إطار أي حرب تفرض على لبنان"، وأضاف نصر الله: "العدو يعرف جيدًا أننا حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام ويعرف ما ينتظره لذلك كان مردوعًا على مدى 8-9 أشهر"، وتابع الأمين العام لحزب الله: "العدو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا وقصفنا ليس قصفًا عشوائيًا، ولدينا بنك أهداف كامل وحقيقي ولدينا القدرة على الوصول إلى كل الأهداف مما يزعزع أسس الكيان".

وأشار إلى أن البحر الأبيض المتوسط سيكون ساحة ضمن المعركة، موضحًا: "العدو يعرف أن ما ينتظره أيضًا في البحر الأبيض المتوسط كبير جدًا"، واستطرد في هذه النقطة، بالقول: "العدو يعرف أن عليه أن ينتظرنا برًا وجوًا وبحرًا وإذا فرضت الحرب فالمقاومة ستقاتل بلا ضوابط وقواعد وأسقف".

وفي يوم أمس، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري جوردين، ورئيس قسم العمليات عوديد باسيوك، عقدا موافقة مشتركة على "خطط الهجوم على لبنان".

وبحسب مصادر إسرائيلية، في "إطار تقييم الوضع، تمت الموافقة على الخطط العملياتية للهجوم في لبنان وتنفيذها واتخاذ القرارات لمواصلة تسريع جاهزية القوات في الميدان"، بحسب ما ورد.

ويوم أمس، أصدر حزب الله اللبناني مقطعًا مصورًا، يكشف عن مشاهد طائرة استطلاع مُسيّرة، تحت عنوان "ما رجع به الهدهد"، تكشف عن صور ومسح جوي دقيق للعديد من المواقع الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة.

وتناول الفيديو الذي بلغت مدته 9 دقائق و31 ثانية، تفصيلات عن مدينة حيفا، بالتزامن مع جولة المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين ضمن جهود واشنطن لـ"احتواء التصعيد الأخير على الجبهة الشمالية".

وكشف المقطع المصور عن عدة مواقع عسكرية إسرائيلية في مدينة حيفا، بما في ذلك منشآت عسكرية في ميناء المدينة ومواقع منظومات دفاع جوي.