تواصل السلطات اللبنانية تطويق مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، بجدار اسمنتي، بدا للفلسطينيين كأنه نسخة عن الجدار العنصري الفاصل المقام على أراضي الضفة الغربية، ما أدى لغضب تجاه القرار، وانتقادات للمواقف الفصائلية التي جاءت دون المستوى المطلوب، حسب آراء نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلنت مصادر لبنانية أن بناء الجدار يجري بإشراف الجيش اللبناني، وأن الجدار الذي يبلغ طوله أربعة أمتار يعلوها سلك شائك سيُقام على كامل حدود المخيم الذي تبلغ مساحته كيلو متر واحد فقط، ويعيش فيه أكثر من 70 ألف لاجئ فلسطيني، ليكون التكتل الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
يصف الفلسطينيون الجدار حول "عين الحلوة" بأنه عنصري، فيما يؤكد الجيش اللبناني وفصائل فلسطينية أن هدفه حماية سكان المخيم
ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية، عن مصدر رفيع في الجيش اللبناني لم تكشف هويته، أن الجدار "يهدف لحماية سكان المخيم من المجموعات الإرهابية التي ستعيق الأبراج في الجدار حركتها، وستسهل قنصها، وليس الفصل بين الفلسطينيين وبين المحيط".
وأضاف المصدر، أن "مكان تشييد الجدار كان أساسًا مغلقًا بالأسلاك الشائكة وبوابات مغلقة"، مؤكدًا، أن الفصائل الفلسطينية في لبنان كانت على اطلاع بمعطيات الجدار قبل تشييده".
هذه الفصائل، طالها ما طال السلطات اللبنانية من غضب فلسطيني، إذ اعتبر المعلقون عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر" صمتها على إقامة الجدار "اشتراكًا في الجريمة"، وحملوها المسؤولية عن الخطوة التي رأوا أنها ستسهم في مزيد من الفصل والعزلة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.
ودفعت هذه الانتقادات الفصائل إلى إعلان مواقفها من الخطوة، فقالت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان إن "الجدار يحوّل المخيم إلى سجن كبير ويزيد من معاناة سكّان المخيم، ويسيء للعلاقة الأخوية للشعبين الفلسطيني واللبناني"، داعية إلى مقاربة الوضع الفلسطيني في لبنان بكل جوانبه السياسية والإنسانية والاجتماعية والقانونيّة.
وعقلت حركة حماس بأن القرار "خطوة خاطئة في المكان والزمان، ومن شأنها إلحاق الضرر بقضية اللاجئين الفلسطينيين وتهديد مستقبلهم ومصالحهم، وأنها تزيد من معاناتهم الإنسانية والمعيشية".
ونفى القيادي في الجبهة الشعبية مروان عبد العال أن تكون السلطات اللبنانية قد استشارت القيادة السياسية الفلسطينية حول بناء الجدار، معتبرًا، أن إقامته تؤذي مشاعر الإنسان الفلسطيني.
وأضاف، "إن كان هناك احتياطات أمنية فيجب أن تكون كاملة وشاملة تطال كافة حياة الفلسطيني، لخلق بيئة إيجابية تستطيع من خلالها الدولة اللبنانية تطبيق المعايير الدولية والإنسانية لتحسين الواقع الفلسطيني في المخيمات".
وفي المقابل، جاء موقف حركتي فتح والجهاد الإسلامي مغايرًا تمامًا، إذ أكد مسؤول العلاقات السياسية لحركة الجهاد في لبنان شكيب العينا، أن الجدار "يدخل في إطار عملية تحصين أمني للواقع الفلسطيني اللبناني المشترك"، مبينًا، أنهم تواصلوا مع القوى الفلسطينية الأخرى، "وهم مع أي إجراء أمني حول المخيم".
وتحدث قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم اللواء صبحي أبو عرب عن حركة فتح، مؤكدًا أن عملية تشييد الجدار حصلت بعلم القوى والفصائل الفلسطينية؛ وبالتنسيق بينها وبين الجيش اللبناني، وهو ما أكده مسؤول القوى الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم اللواء منير مقدح أيضًا.
ولم تمنع هذه المواقف النشطاء من مواصلة احتجاجاتهم على الخطوة، وقد عبروا عن ذلك عبر هاشتاغ #جدار_العار، الذي شارك في التفاعل معه نشطاء لبنانيون، أعرب بعضهم عن رفضهم للخطوة التي قالوا إنها تسيء لصورة لبنان.
اقرأ/ي أيضا:
بالوثائق.. "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني
"النايس جاي" تغزو القدس "ببلاش" وبغطاء إسرائيلي