الترا فلسطين | فريق التحرير
أعلن جيش الاحتلال، مساء الثلاثاء، أنه نجح في "تحرير" جثة مستوطنة عشرينية وجندي ثلاثيني من قطاع غزة، كان قد قتلا يوم 7 تشرين أول/أكتوبر.
واعترف جيش الاحتلال في إعلانه بأن عملية تحرير الجثتين أسفرت عن مقتل ضابطين، أحدهما غال آيزنكوت، نجل عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت، الذي أعلن رسميًا عن مقتله يوم الخميس الماضي.
المؤكد أن وقوع قتلى وجرحى بينهم ضباط من أجل إنقاذ جثتين هو فشلٌ ذريع يضاف إلى سجل الفشل العسكري الذي يحققه جيش الاحتلال على الأرض منذ 66 يومًا
وهذه العملية هي واحدة من عمليتي تحرير أسرى أعلن عنهما جيش الاحتلال على مدار 66 يومًا من الحرب المدمرة على قطاع غزة، في حين أعلنت في بداية الحرب عن تحرير مجندة على قيد الحياة، غير أن هذا الإعلان ظل محل تشكيك حتى يومنا هذا، إذ لم يوضح الاحتلال أي تفاصيل حول عملية "التحرير"، كما نفت كتائب القسام أن تكون المجندة أسيرة لديها.
العملية الخاصة المذكورة يوم الخميس، لم تؤكد كتائب القسام أنها كانت تهدف إلى "تحرير" جثث أو أسرى، لكنها في تعقيبها على مقتل غال آيزنكوت قالت إنه قتل نتيجة تفخيخ مدخل نفق شرق تل الزعتر في شمال قطاع بعبوة تلفزيونية، ثم بمجرد وصول الجنود وفتح باب النفق تم تفجير العبوة، ما يشير إلى عملية استدراج مقصودة حققت فيها كتائب القسام هدفها بإيقاع جنود وقتلى في صفوف الاحتلال.
أما العملية الخاصة الثانية، فأعلنت عنها كتائب القسام صباح يوم الجمعة، أي بعد ساعات فقط من عملية تفخيخ النفق، ثم أكدها جيش الاحتلال في مساء اليوم ذاته. وقالت كتائب القسام إن مقاتليها اكتشفوا قوة خاصة حاولت تحرير أحد الأسرى، فوقع اشتباكٌ أدى لمقتل وإصابة أفراد القوة، قبل أن يتدخل الطيران الحربي ويقصف المكان بسلسلة من الغارات للتغطية على الانسحاب.
وأعلنت كتائب القسام مقتل الجندي الأسير أثناء الاشتباك، غير أنها لم توضح مصير جثته. أما جيش الاحتلال ففي إعلانه عن "العملية الخاصة" قال إن جنديين أصيبا بجروح خطيرة أثناء محاولة لتحرير أسير، زاعمًا أنه قتل جميع "مسلحي" حماس في العملية، دون أن يوضح حينها أيضًا مصير الجندي الأسير. ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو يوثق معدات وأدوات تعود للقوة الخاصة تركتها خلفها أثناء الانسحاب، ما يؤكد فشل العملية وكذب مزاعم الاحتلال بأنه "قضى على مسلحي حماس".
وبصرف النظر إن كان الجيش قد نجح في استعادة الجثتين في عملية واحدة أو في العمليتين، إلا أن المؤكد أن وقوع قتلى وجرحى بينهم ضباط من أجل إنقاذ جثتين هو فشلٌ ذريع يضاف إلى سجل الفشل العسكري الذي يحققه جيش الاحتلال على الأرض منذ 66 يومًا.
وفي هذا السياق، أكد القيادي في حماس أسامة حمدان، الثلاثاء، أن الاحتلال لن يُفلح في تحرير أسراه، مؤكدًا أن استعادة الأسرى من قطاع غزة لن تكون إلا بشروط المقاومة، وأن لا تفاوض بخصوص تبادل الأسرى إلا بعد وقف العدوان.
أسامة حمدان: الاحتلال لن يفلح في تحرير أسراه.. أبو حمزة: لو اجتمعت كل قوى الأرض لن تحرر أسيرًا حيًا واحدًا بغير شروطنا
كما أكد "أبو حمزة"، الناطق باسم سرايا القدس، أن مصير أسرى وجنود الاحتلال لن يخرج عن احتمالين، إما القتل بالقصف الإسرائيلي وبالمحاولات الغبية لتحريرهم، أو العودة للتفاوض غير المباشر معنا تحت سقف وقف إطلاق النار التام.
وتابع: "لو اجتمعت كل قوى الأرض لن تحرر أسيرًا حيًا واحدًا بغير شروطنا".
وعلى أثر العمليتين الفاشلتين بين مساء الخميس وفجر الجمعة، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن الاحتلال مستعدٌ للاستماع إلى مقترحات للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة، وأن رئيس الموساد تلقى تعليمات جديدة بأنه في حال تواصلت قطر معه بخصوص التفاوض حول صفقة تبادل فعلية الاستماع إلى مقترحها.