تفاجأ الشاب إبراهيم خليل من الداخل الفلسطيني، الليلة الماضية بتوقيفه مع اثنين من رفاقه، لدى دخولهم المسجد الأقصى المبارك من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

 تحاول سلطات الاحتلال منع الاعتكاف في الأقصى خلال رمضان، يتزامن ذلك مع دعوات استيطانية لذبح "قربان الهيكل" أو تهريب دمه لنثره في صحن قبة الصخرة 

يقول خليل في حديثه لـ"الترا فلسطين"، إنه وبعد توقيفهم عند أحد أبواب الأقصى، تم اقتيادهم لتحقيق استمر 6 ساعات، وبعد ذلك تسلّموا قرار بالإبعاد عن المسجد لـ 7 أيام قابلة للتجديد. 

وأشار خليل لوجود قرارات كثيرة بالإبعاد عن المسجد الأقصى هذه الأيام، فيما يتم تحويل بعض الأشخاص من الداخل الفلسطيني، للاعتقال الإداريّ للحيلولة دون الاعتكاف في المسجد. 

ويعتبر خليل من أوائل الشبان الذين دعوا قبل أيام لبدء الاعتكاف في الأقصى، وبات يشجّع عبر صفحته على "فيسبوك" على شدّ الرحال إلى المسجد، وعدم الالتفات إلى محاربة الاحتلال لظاهرة الاعتكاف.

وكانت الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، وجّهت وعلى مدار يومين نداءات للمعتكفين في الأقصى عبر سماعات المسجد بعد انتهاء صلاة التراويح، بأن الاعتكاف سيبدأ بعد العشرين من رمضان، لا قبل ذلك. 

وقال مدير الأوقاف الشيخ عمر الكسواني في النداء عبر مكبّرات الصوت، إن من يريد الاعتكاف عليه أن يذهب إلى مسجد اللولو عند باب العامود أو مسجد المأذنة الحمراء في حارة السعدية، طالبًا من المعتكفين الخروج للسماح لسدنة المسجد بتنظيفه.

اقرأ/ي أيضًا:

بالصور والفيديو.. الطريق إلى القدس

قيام دائرة الأوقاف بالطلب من المعتكفين الخروج من المسجد، قبيل أيام من عيد "الفصح اليهودي" الذي لا يخفي مستوطنون عزمهم فيه على ذبح قربان "الهيكل" في ساحة الأقصى، دفع البعض لاتهام الأوقاف، بتمرير قرارات الاحتلال.

المختصّ في قضايا القدس، جمال عمرو، أكد على أهمية الاعتكاف هذه الأيام في المسجد الأقصى، وقال إن الاعتكاف عبادة إلا أنه في ذات الوقت "رباط"، مضيفًا أن أعظم عبادة الآن الاعتكاف في الأقصى، لأنه يجمع أجر العبادة والرباط.

وأكد عمرو في حديث لـ"الترا فلسطين" على أن الاحتلال يحارب الاعتكاف في المسجد الأقصى ويعمل على ملاحقة المعتكفين بالضرب والتنكيل والإبعاد، مضيفًا أنّ الاعتكاف في الأقصى ثمنه عال. 

 جمال عمرو: الاحتلال يحارب الاعتكاف ويلاحق المعتكفين بالضرب والتنكيل والإبعاد.. الاعتكاف في الأقصى ثمنه عال 

وعن رأيه بطلب الأوقاف للمعتكفين الخروج من الأقصى، قال عمرو إن هذه سقطة وخطيئة، وأن مدير الأقصى الشيخ عمرو الكسواني جرى توريطه ليقول ما قاله، منوّهًا إلى أهمية الحفاظ على دائرة الأوقاف في القدس رغم أنها تمر بوضع محزن وفيها رجال مهزوزون على حدّ قوله، كما أنها فيها حُرّاس وسدنة من المخلصين المرابطين.

من جانبه، يؤكد أستاذ دراسات بيت المقدس في جامعة اسطنبول عبد الله معروف أهمية بدء الاعتكاف في هذه الأيام، كونه يعتبر "الركيزة الأهم والأبرز في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك في وجه الوعود التي تطلقها الجماعات المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى بكثافةٍ وتقديم قرابين الفصح في رحابه".

وأضاف، أن الاعتكاف كفيلٌ بتكثيف الوجود الإسلامي في الأقصى في الفترة الصباحية عندما تبدأ محاولات الاقتحام، وهذا يمكن أن يفشل هذه المحاولات.

ورأى معروف، أن الإعلان بخصوص الاعتكاف الذي أطلقته بعض الجهات في الأوقاف -قبل أن تتراجع عنه لاحقًا- "ينم عن قصور في النظرة لخطورة ما يجري"، مؤكدًا أن الأقصى "ليس في وضع طبيعي بحيث يمكن أن نقرر ببساطة أن الاعتكافات تبدأ في العشر الأواخر من رمضان (أي بعد انتهاء عيد الفصح) وكأنه لا يوجد تهديد جدي وكبير وخطير على الأقصى من تلك الجماعات المتطرفة".

رأى معروف، أن الإعلان بخصوص الاعتكاف الذي أطلقته بعض الجهات في الأوقاف -قبل أن تتراجع عنها لاحقًا- "ينم عن قصور في النظرة لخطورة ما يجري"

وقال:  "على الجميع أن يعلم أنه حين يتعلق الأمر بحماية المسجد الأقصى والدفاع عنه فلا يوجد لأحد سلطة على الشعب الفلسطيني، ولا يملك أحد سلطة تحديد خيارات الشعب الفلسطيني في الرباط والاعتكاف داخل المسجد الأقصى وحمايته" وفق قوله.

ويعتزم المستوطنون نهاية الأسبوع الجاري مع الجمعة الثانية من رمضان، ذبح "قربان" داخل المسجد الأقصى، أو تهريب دمه لداخل الأقصى ونثره في صحن قبة الصخرة ضمن طقوس "عيد الفصح العبري". 

وردًا على ذلك انتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى المبارك، تحمل هاشتاغ #في_الأقصى_اعتكافي.

الناشط معاذ الرملي كتب حول قرار الأوقاف، ومما جاء في منشوره أنّ الاعتكاف هو الطريق الوحيد لإفشال الاقتحامات الصباحية للصهاينة.

أما الناشط إبراهيم خليل فكتب عقب خروجه من التحقيق لدى الاحتلال وتسلّمه قرار الإبعاد: "بدي ادعوكم للاعتكاف بالأقصى، بالسر والكتمان، وأحفّزكم وأذكركم".

أما الناشط محمد السعدي فأكد أن الاعتكاف في الأقصى قائم ومستمر لليلة الرابعة على التوالي، مشيرًا إلى أنه في الليلة الماضية لم يحاول أحد طرد المعتكفين بعد التراويح. 

اقرأ/ي أيضًا:

العقل المدبّر للهرب من جلبوع في محكمة الناصرة: "إسرائيل" وحشٌ من غُبار 

هآرتس: السلوك العسكري أثناء عملية تل أبيب "فضيحة"

في مديح القطايف