14-سبتمبر-2024
حزب الله وإسرائيل

مصدر أمني إسرائيلي: نحن بالفعل نستعد لمعركة طويلة على الجبهة الشمالية وستكلفنا غاليًا

دوّت صافرات الإنذار في شمال فلسطين، أكثر من 7 مرات بين منتصف ليلة السبت وصباح اليوم، على إثر قصف من الأراضي اللبنانية استهدف عدة معسكرات إسرائيلية تقصف للمرة الأولى، وسط تصريحات متزايدة في إسرائيل عن استعدادات "لمعركة طويلة" مع لبنان.

صواريخ سقطت صباح اليوم قرب مستوطنات لم تُخْلَى من السكان في الجليل الأعلى. وقال جيش الاحتلال إنه رصد إطلاق 55 صاروخًا من لبنان تجاه الجليل الأعلى هذا الصباح

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الصواريخ سقطت صباح اليوم قرب مستوطنات لم تُخْلَى من السكان في الجليل الأعلى. علمًا أن عمليات الإخلاء في الشهور الماضية شملت المستوطنات المقامة في قطر 5 كيلومترات عن الحدود اللبنانية، ويبلغ عددها 40 مستوطنة.

وسقطت صواريخ في "كاحال" جنوب صفد. بينما قالت القناة الـ11 إن 20 صاروخًا سقطت في صفد منذ الصباح. وقالت صحيفة "معاريف"، إن 60 صاروخًا أطلقت من لبنان باتجاه صفد وطبريا منذ الليلة الماضية.

بينما أعلن جيش الاحتلال، أنه رصد إطلاق 55 صاروخًا من لبنان تجاه الجليل الأعلى حتى الساعة 9:30، وأُطْلِقَت على دفعتين، الأولى 20 صاروخًا، والثانية 35 صاروخًا.

وأكدت سلطة الإطفاء الإسرائيلية، أن ستة طواقم إطفاء تعمل الآن على إخماد حريق اندلع بمنطقة مفتوحة في مستوطنة عميعاد بالشمال، نتيجة الرشقة الأخيرة من لبنان.

وأعلن حزب الله، أنه قصف، لأول مرة منذ الحرب، قاعدة ومقر اللواء المدفعي والصواريخ الدقيقة 282 ومخازن التسليح والطوارئ التابعة لها، في "يفتاح إليفليط" شمال غرب بحيرة طبريا.

وفي حصاد لعمليات يوم الجمعة نشره حزب الله، بعد منتصف ليلة السبت، أوضح أنه قصف ‏القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا، وموقع المرج، وثكنة زبدين في مزارع شبعا ‏اللبنانية المحتلة، وموقع بياض بليدا.

وأكد حزب الله أنه شن هجومًا بِأسراب من ‏المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ألوية الفرقة ‌‌‏210 ومخازنها في المنطقة الشمالية) ‏جنوب شرق مدينة صفد، استهدفت أماكن تموضع ‌‏واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها بشكل مباشر وأوقعت فيها إصابات مؤكدة.

وأضاف، أنه استهدف قوّة  إسرائيلية لدى وصولها إلى موقع بركة ريشا، وحقق فيها إصابات مباشرة، مما أدى إلى احتراق آلية وسقوط إصابات بين قتيل وجريح.

وفي بيانات متتالية، خلال الليل، أعلن حزب الله أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق ‏الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد بعشرات من صواريخ ‏الكاتيوشا.‏

وأكد حزب الله، أنه قصف دبابة ميركافا على طريق ‏رويسات العلم – زبدين بصاروخ موجه، وأصابها بشكل مباشر، مما أدى إلى تدميرها واشتعال ‏النيران فيها.‏

وجاء التصعيد في القصف من لبنان خلال الليلة الماضية جزءًا من توسيع هجمات حزب الله شهدته الأيام الثلاثة الماضية، حيث تكرر قصف محيط صفد في أكثر من مناسبة، وكذلك مناطق قريبة من طبريا، فيما يبدو أنه ردٌ على توسيع الاحتلال نطاق قصفه لعمق جنوب لبنان.

في المقابل، قال جيش الاحتلال إنه هاجم في الأسبوع الأخير أكثر من 140 هدفًا في لبنان، منها موقع لإنتاج الوسائل القتالية وبنى تحتية ومخازن وسائل قتالية ومواقع استطلاع وقذائف صواريخ.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي سوف يصادق في جلسته الأسبوعية يوم غد الأحد على إدراج إعادة سكان المستوطنات في شمال فلسطين إلى منازلهم كأحد أهداف الحرب الحالية.

وقالت القناة الـ12، إن نتنياهو هو من سيطرح المقترح بخصوص مستوطني الشمال على الحكومة، وذلك بعد أيام من تصريحه بأن "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم يتطلب تغيير الواقع الأمني هناك باتفاق أو بطرق أخرى".

ونقلت القناة الـ12 عن مصدر أمني قوله: "نحن بالفعل نستعد لمعركة طويلة على الجبهة الشمالية وستكلفنا غاليًا".

نقلت القناة الـ12 عن مصدر أمني قوله: "نحن بالفعل نستعد لمعركة طويلة على الجبهة الشمالية وستكلفنا غاليًا"

يأتي ذلك بعد أيام من دعوة بيني غانتس، عضو مجلس الحرب سابقًا، إلى التوصل لصفقة تبادل بسرعة، مضيفًا أنه في حال لم يُتَوَصَّل لصفقة في غضون أسابيع، فيجب التوجه إلى الحرب في الشمال، "فقد تأخرنا".

بينما دعا أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا ووزير الجيش سابقًا، إلى "تغيير الحكومة بسرعة لإعادة الأمن لسكان الشمال ولمواطني إسرائيل".

كما أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، دعمهما لتوسيع الحرب في الشمال ومهاجمة حزب الله بقوة، وذلك في عدة مناسبات مؤخرًا.

وكان وزير الجيش يوآف غالانت، أعلن في ختام تدريب يحاكي مناورة برية في لبنان الأسبوع الماضي، عن "تحويل ثقل العمليات العسكرية إلى الشمال (لبنان) استعدادًا لاستكمال المهام في الجنوب (غزة).

وخاطب غالانت، الجنود قائلاً: "سنعرف متى نقوم بتفعيلكم"، مشددًا على ضرورة لـ"عملية برية شاملة على جميع المستويات".

وتبع هذه التصريحات إعلان جيش الاحتلال، يوم الخميس، أنه "استكمل مهمة تفكيك لواء رفح" التابع لحركة حماس، فيما وُصِفَ أنه دعوة من الجيش إلى المستوى السياسي للتوصل إلى اتفاق مع حماس.

ولقي هذا الإعلان تشكيكًا في إسرائيل، وعلق عليه رونين مانيليس، وهو متحدثٌ سابق باسم الجيش، قائلاً إن إسرائيل "تقف الآن على مفترق طرق، وعليها اتخاذ القرار الآن: إما أن تعقد صفقة، أو تستعد لمواجهة في الشمال".

يُذكر أن سكان المستوطنات المخلاة، وغير المخلاة، في شمال فلسطين، يتهمون، في احتجاجات وأحاديث لوسائل الإعلام، حكومة نتنياهو بإهمالهم والفشل في إدارة ملف الصراع مع حزب الله، ويؤكدون رفضهم العودة إلى منازلهم ما لم يتم "إزالة الخطر الذي يمثله حزب الله على الحدود"، وسط مخاوف من تكرار السابع من أكتوبر في شمال فلسطين هذه المرة، وعلى نحو أصعب بسبب قوة حزب الله مقارنة بالفصائل المحاصرة في غزة.