الترا فلسطين | فريق التحرير
نفى القيادي في حركة حماس عبد الحكيم حنيني، خلال حديث مع "الترا فلسطين" الأخبار المتداولة حول ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن حركة حماس تفاوضت مع دولتين على الأقل في المنطقة بشأن انتقال قادتها السياسيين إليهما، مؤكدًا أن لا نيّة لدى الحركة بنقل مكاتبها من الدوحة إلى تركيا.
وكانت مصادر صحفية قالت إن حماس تسعى للخروج من الدوحة نتيجة ضغوطٍ قطرية عليها من أجل خفض سقف مطالبها في المفاوضات بخصوص العدوان الإسرائيلي على غزة. إلا أن حنيني رد قائلًا: "هذه ادعاءات الصحافة الصفراء، والاستياء القطري الحقيقي من هجمة الحكومة الإسرائيلية عليها، ومن تصريحات بعض النواب الأمريكيين ولا يوجد توتر بين حماس وقطر".
رفض الاحتلال أن تكون تركيا ومعها روسيا من بين الدول الضامنة لأي اتفاق
وتعرّضت قطر لتصريحات إسرائيلية شديدة اللهجة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومن وزراء وأعضاء في الكنيست، وذلك على إثر دورها في الوساطة بالمفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، وكان آخرها تصريح وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات الذي اتهم قطر بأن دورها في الوساطة ليس نزيهًا، وأنها "ذئب يرتدي ملابس حمل"، واتهمها بـ"تمويل الإرهاب في جميع أنحاء العالم".
وتزامنت أخبار توتر العلاقات بين حماس وقطر في أعقاب زيارة أجراها وفد من حماس برئاسة رئيس الحركة إسماعيل هنية إلى تركيا، التقى فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صباح السبت الماضي.
ويقول القيادي في حماس والمقيم في تركيا عن الزيارة إنها جاءت في مرحلة مهمة يعرقل فيها المفاوض الإسرائيلي جهود التوصل إلى حل نهائي، وبناءً على ذلك وضع وفد حماس القيادة التركية، في صورة تطورات المفاوضات، ومن جانب آخر أوضاع الضفة الغربية ميدانيًا واعتداءات الاحتلال، وواقع المسجد الأقصى تزامنًا مع الأعياد اليهودية واقتحامات المستوطنين.
وبحسب حنيني، فإن وفد حماس أبلغ الجانب التركي رفض المفاوض الإسرائيلي أن تكون تركيا ومعها روسيا من بين الدول الضامنة لأي اتفاق، مشيرًا إلى أن حماس في كل ورقة أرسلتها حول مطالبها التفاوضية أكدت خلالها على أن تكون تركيا ضامن لتنفيذ أي اتفاق، وأن الرئيس التركي قدّر وثمّن موقف الحركة في أن تكون الضامن.
زيارة وفد حماس لتركيا تحمل دلالات هامة، وستؤدي إلى توسيع الفجوة بين أنقرة وتل أبيب
وتعهدت تركيا لوفد حماس بأنها ستمارس دورًا أكبر في الساحة الدولية بما تملكه من علاقات مع الأوروبيين والأمريكيين بهدف وقف العدوان على غزة، وأنها على استعداد لزيادة الدعم في الجانب الإغاثي والإنساني خلال الحرب وبعدها. كما لفت حنيني أن الزيارة الحالية ولقاء المستوى السياسي في حماس مع القيادة التركية لن يكون الأخير وهو ليس اللقاء الأول منذ بدء العدوان، لكنه أول لقاء يعلن عنه.
ويرى مراقبون أن الزيارة تحمل دلالات سياسية هامة، أبرزها أنها ستوسع الفجوة بين تركيا وإسرائيل، على خلفية تصريحات أردوغان التي وصف فيها حماس بحركة التحرر ضد الاحتلال وأنها ليست منظمة إرهابية وأن بلاده ستواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية، وذلك من شأنه أن يؤثر على العلاقات التركية - الإسرائيلية دبلوماسيًا وتجاريًا، لا سيما بعد التراشق في التصريحات حيث وصف وزير الخارجية الاسرائيلي، يسرائيل كاتس اللقاء بـ "العار" ورد عليه المتحدث باسم الخارجية التركية أونجو كتشالي قائلًا إن على "المسؤولين الإسرائيليين الشعور بالعار إزاء جرائمهم في قطاع غزة".
وفي أعقاب الاجتماع، أصدرت الرئاسة التركية، بيانًا حول اللقاء، شددت فيه على الأهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني، وأن تركيا فرضت سلسلة عقوبات على إسرائيل، من بينها قيود تجارية، وأن الاحتلال سيدفع حتمًا يومًا ما ثمن الظلم الذي يمارسه على الفلسطينيين.