02-نوفمبر-2024
علي بركة الترا فلسطين

علي بركة

أكد رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس، علي بركة، أن فصائل المقاومة مازالت تُصرُّ على رفض أي مقترحات لا تفضي إلى وقف شامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، ما يعني عدم قبول أي هدنة جزئية تمكّن الاحتلال من تنفيذ عدوانه على القطاع بعد انتهائها. جاء ذلك في حديث لـ"الترا فلسطين"، السبت، تعليقًا على المقترحين اللذين تلقتهما الحركة خلال الأيام الماضية.

أكد علي بركة، أن حركة حماس منفتحة على أي مبادرة أو مقترح يفضي إلى وقف العدوان على شعبنا ولو كان على مراحل، لكن مع وجود نص واضح بالانسحاب في أي صفقة

وأوضح علي بركة أن حماس تلقّت في 25 تشرين الأول/أكتوبر عرضًا من الجانب المصري، خلال لقاء بين وفد الحركة برئاسة مسؤول ملف المفاوضات، خليل الحيّة، ورئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد.

وبيّن علي بركة، أن العرض تضمن وقف إطلاق النار لمدة عشرة أيام، يتم خلالها زيادة إدخال المساعدات لقطاع غزة، مقابل إطلاق سراح أربعة أسرى إسرائيليين، بينهم امرأتان، يقابلهم عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، إلا أن "إسرائيل" بعد أن نقلت لها مصر هذا العرض، سرّبت تفاصيله إلى الإعلام، وأعلن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو رفضه عبر تحديد مدّة الهدنة بـ 48 ساعة فقط.

وبعد أن أفشل نتنياهو المقترح المصري، جرت جولة مفاوضات أخرى في العاصمة القطرية الدوحة بين 27 و29 تشرين الأول/أكتوبر، شارك فيها رئيس "الموساد"، ديفيد برنياع، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتمخّض عن الاجتماع مقترح آخر قدّم لحماس.

وبحسب علي بركة، فإن المقترح ينصّ على تهدئة مدّتها 28 يومًا، يطلق فيها من 8 إلى 10 أسرى إسرائيليين، نصفهم من النساء وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين. غير أن المقترح لا يشمل وقف إطلاق النار، أو انسحاب الجيش الإسرائيلي من أيّ مكان في قطاع غزة، ولا ينصّ على عودة النازحين، وبالتالي نرى أن مشروع هذه التهدئة غير كاملٍ، ومن ناحية أخرى يرفضه نتنياهو ضمنيًا لأنه رفض المقترح المصري سابقًا.

وأكد بركة، أن نتنياهو يحاول إضاعة الوقت إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية المقررة يوم الثلاثاء القادم، ولذلك يعرقل أي محاولات تقدم في التفاوض، في حين أبلغت حماس، الوسطاء في قطر ومصر بأنها على استعداد للتجاوب مع أي مبادرة شاملة، تفضي إلى وقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي القطاع.

وقال: "هدنة تستمر لأيام ثم يعود الاحتلال لارتكاب المجازر بحق شعبنا هي فكرة مرفوضة، ولكن هدنة تستمر 10 أيام أو 20 يومًا أو ما شابه ضمن حل شامل، فلا مشكلة لدينا، وإن عودة العدوان أمر غير مقبول". وتابع: "بعد ذلك لا مانع من إجراء صفقة تبادل أسرى حتى لو كانت شاملة دفعة واحدة".

وأكد علي بركة، أن حركة حماس منفتحة على أي مبادرة أو مقترح يفضي إلى وقف العدوان على شعبنا ولو كان على مراحل، مضيفًا: "لسنا ضد المرحلية في انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، ولكن لا بد من وجود نص واضح بالانسحاب في أي صفقة".

وجدَّد بركة التأكيد أن حماس متمسكةٌ بالموقف الذي أعلنته مسبقًا حول القبول بورقة 2 تموز/يوليو، وهو ما أكدت عليه الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واعتمده رئيس المكتب السياسي الأسبق لحماس، إسماعيل هنية، ومن بعده الشهيد يحيى السنوار قبل استشهاده في تل السلطان، "في اشتباك لم يكن الأول له، بل الأخير" وفقًا لعلي بركة.

وفي سياق المفاوضات، كشفت مصادر خاصة لـ"الترا فلسطين"، أن الوفد المصري لم يشارك في جولة المفاوضات الأخيرة التي عُقدت في الدوحة مطلع الأسبوع الماضي، بسبب استياء القاهرة من عدم جدية الجانب الإسرائيلي في التعاطي مع الجهود والمقترحات المصرية".

بدوره، قال القيادي في حركة حماس عزت الرشق: إن "مقترح الهدنة لأيام ذرٌّ للرماد في العيون، ولا يتضمّن وقف العدوان والانسحاب الكامل وعودة النازحين". مضيفًا: "نتعامل بإيجابية مع أيّ مقترحات وأفكار تضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة".