استعرض الإعلام الإسرائيلي سيناريوهات حول الرد المتوقع لإسرائيل على ما أسمته "التهديدات التي تفرضها الجبهة الشمالية"، وذلك دون إشعال حرب شاملة مع لبنان.
وطرحت القناة 13 الإسرائيلية سؤالًا على اللواء احتياط غيورا آيلند، رئيس مجلس الأمن القومي السابق: "إسرائيل تسعى إلى بلورة رد يكون قويًا يوصل الرسالة ويستعيد الردع، لكنه في الوقت نفسه لا يؤدي لحرب شاملة مع لبنان. هل هناك صيغة كهذه؟".
وأجاب آيلند إن "نتنياهو قضى أسبوعًا كاملًا في الولايات المتحدة، وتحدث هناك عن الفلسطينيين، ووجد نفسه مضطرًا للحديث عن المخطوفين ليس لأنه رغب بذلك، بل لأن بايدن أراد ذلك، وتحدث عن إيران مرارًا".
اتهم نوعام تيبون، قائد الفيلق الشمالي سابقًا، حكومة الاحتلال بإهمال المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان بعد عدم بلورة استراتيجية لمحاربة حزب الله
وأردف أن الجبهة الرئيسية قبل هذا الحدث كانت واضحة أنها لبنان، والنقاش في واشنطن، كان يجب أن يتطرق إلى الربط بين الأمور، "وهذا الربط يعني أن الإدارة الأمريكية يجب أن تدرك أننا في وضع قد يدفعنا إلى حرب شاملة في لبنان".
وأضاف: "إذا قررنا شنّ حرب، فسنضطر لضرب أهداف تابعة للدولة اللبنانية، وليس فقط لحزب الله. والأهم هو أنه إذا قمنا بشن حرب، فإن الإيرانيين قد يبادرون إلى مهاجمتنا، ونحن نتوقع من واشنطن دعمًا ليس فقط في الدفاع، بل أكثر من ذلك".
وأوضح آيلند: "عندها سيقول الأمريكيون إنه من الممكن أن نمضي في هذا الأمر، لكن أولاً يجب إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المخطوفين، ثم ننهي هذا الفصل لنتمكن من مساعدتكم بشكل أكبر. لكن نتنياهو لم يحقق ذلك، بل أغضب الإدارة الأمريكية بتصرفاته".
العقيد احتياط أمل أسعد: هناك فرق بين عدم ضبط النفس والانتقام، وفي 7 أكتوبر، استخدمت إسرائيل جميع أنواع القذائف في قطاع غزة، ومع ذلك لم تتمكن من استرجاع أي أسير إسرائيلي
ورأى روعي شارون، محلل الشؤون العسكرية في قناة "كان" الإسرائيلية، أن التطورات على الجبهة الشمالية قد بلغت مرحلة حاسمة. وقال شارون: "نحن الآن في أقرب نقطة لحرب شاملة مع حزب الله منذ 7 أكتوبر، وهذه هي النقطة الأقرب للحرب الشاملة".
وأضاف أن الفارق بين الضربة الفتاكة والمأساة في مجدل شمس والقصف الصاروخي اليومي من حزب الله، الذي يتم تجاهله في نشرات الأخبار، يعتمد على نجاح أو فشل عملية اعتراض الصواريخ، وأردف: "حزب الله يقصف الشمال منذ تسعة شهور، والوضع القائم على الجبهة الشمالية يمكن وصفه بمقامرة خطرة. كان واضحًا أنه في لحظة ما سينتهي هذا الوضع بكارثة، وسيكون على إسرائيل أن ترد بشكل حازم".
وأكد شارون أن الرد يجب ألا يكون نتيجة سيطرة الغضب، وأوضح: "نعلم أن أمامنا فرصة زمنية محدودة للرد على مثل هذه الحوادث، وهذه الفرصة ليست طويلة. هناك أهمية لرد إسرائيلي سريع، لكن السؤال يبقى هل ستهاجم إسرائيل بنى تحتية تابعة لدولة لبنان؟ الإجابة صعبة، لأن تداعيات ذلك ستكون خطيرة على إسرائيل".
وأوضح العقيد احتياط أمل أسعد من منظمة "قادة من أجل أمن إسرائيل" الفرق بين عدم ضبط النفس والانتقام. وقال إن هناك فرقًا بين عدم ضبط النفس والانتقام، وأشار إلى أنه خلال القصف الذي جرى في 7 أكتوبر، استخدمت إسرائيل جميع أنواع القذائف في قطاع غزة، ومع ذلك لم تتمكن من استرجاع أي أسير إسرائيلي. وأضاف أن القصف أسفر عن استشهاد العديد من الأطفال والمدنيين وعناصر من حماس، دون تحقيق الهدف المنشود باسترجاع الأسرى.
كشف محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، أن جيش الاحتلال والمخابرات الإسرائيلية قدما أمام المجلس الوزاري الأمني-السياسي ثلاث خيارات عملياتية تتناول أهدافًا عسكرية في لبنان وليست مدنية
وأكد أسعد أن الردود الإسرائيلية كانت متسرعة بهدف إرضاء المواطنين، داعيًا إسرائيل إلى التصرف بعقلانية وصياغة أهداف واضحة. وانتقد غياب القيادة الحقيقية، مشيرًا إلى أن القائد يجب أن يتصرف بناءً على العقل وليس العاطفة، وهو أمر يؤسفه كثيرًا.
وتطرقت يعرا شابيرا، مراسلة الشؤون السياسية لـ "قناة كان"، إلى خطط المجلس الوزاري الأمني-السياسي "الكابينت" لمواجهة الوضع في الشمال. وأفادت بأن هناك خطة عمل مقترحة تمت مناقشتها خلال اجتماعات الكابينت، وتنص على أنه إذا تم إنهاء الحرب في غزة، فسيتيح ذلك الفرصة للجيش للتفرغ لصالح المعركة الحقيقية في الشمال. وأشارت إلى أن الجميع يدرك أن المعركة الكبرى حاليًا تدور في الشمال.
وأبرز رفيف دروكر محلل سياسي في قناة 13 الإسرائيلية حالة التردد بين قصف بيروت أو أهداف عسكرية أخرى، ونقل عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن هناك ترددًا حول استهداف بيروت أو قصف أهداف عسكرية، مشيرين إلى أن نتنياهو، خلال الأشهر الماضية، كان يبالغ في الحديث عن خطورة السيناريوهات وتأثيرها على إسرائيل. وأوضحوا أنه إذا تم قصف أهداف في بيروت مرتبطة بالمدنيين، فإن ذلك سيمنح حزب الله شرعية لمهاجمة المدنيين في حيفا أو تل أبيب. وأكدوا أن الرد المحدد سيقلل من الأهداف المتاحة لتهدئة الجمهور.
وكشف ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، أن جيش الاحتلال والمخابرات الإسرائيلية قدما أمام المجلس الوزاري الأمني-السياسي ثلاث خيارات عملياتية تتناول أهدافًا عسكرية في لبنان وليست مدنية.
اعتبر رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقًا، أن الحدث في مجدل شمس يمثل فرصة للتغيير والفصل بين الجبهتين اللبنانية والغزاوية، مع توجيه ضربة تتناسب مع حجم الحدث وإنهاء الحرب دون توسيعها
وفي مقابلة مع القناة 12، اعتبر يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقًا، أن الحدث القاسي في مجدل شمس يمثل فرصة للتغيير والفصل بين الجبهتين اللبنانية والغزاوية، مع توجيه ضربة تتناسب مع حجم الحدث وإنهاء الحرب دون توسيعها. وذكر أن ذلك قد يقنع الأمريكيين غير المعنيين بتوسيع الحرب.
ورأي زعيم ما يسمى بمعسكر السلام، رئيس تحالف حزب العمل وميرتس يائير غولان، ونائب رئيس الأركان الإسرائيلي سابقًا، أن هناك حاجة لهجوم أقوى في الشمال، محرضًا على تكثيف الضربات الإسرائيلية. وأوضح أنه كان يجب أن تكون إسرائيل أكثر هجومية في الشمال للتخلص من تهديد الصواريخ المضادة للدروع لبلدات الحدود الشمالية، وأن يكون الهجوم أقوى بكثير، مشيرًا إلى أن الجيش تدرب على القتال في جبهتين، وأن إسرائيل ورطت نفسها في حرب طويلة دون هدف سياسي ولا موعد محدد لنهايتها.
واتهم نوعام تيبون، قائد الفيلق الشمالي سابقًا، حكومة الاحتلال بإهمال المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان بعد عدم بلورة استراتيجية لمحاربة حزب الله. وأوضح أن الحكومة عاجزة عن صياغة استراتيجية هجومية ضد حزب الله وخاضعة لتأثير الردع، مشددًا على ضرورة ضرب حزب الله بعنف. وأضاف أن الوضع في الشمال يمثل حرب استنزاف تُجرى على حساب المواطنين الذين هجر بعضهم المنطقة، ويعيش البعض الآخر تحت تهديد يومي، معتبرًا ذلك نوعًا من المقامرة بحياة الأشخاص.
وخلص شلومي إلدار، المحلل السياسي والكاتب في صحيفة هآرتس، في حديث مع القناة 13، إلى أن سلوك حكومة الاحتلال تجاه الجبهة الشمالية يتسم بعدم المسؤولية لدرجة السماح بوقوع مستوطنات الشمال في أسر حزب الله. وأوضح أن إسرائيل سمحت لحزب الله بتهجير سكان الشمال لمدة عشرة أو أحد عشر شهرًا، مضيفًا أن تصريحات غالانت بشأن الرد على حزب الله هي مجرد تهديدات فارغة. وأكد أن إسرائيل ليست معنية بحرب في الشمال وليست قادرة على المبادرة بأي رد هناك، لافتًا إلى أنها عجزت عن القضاء على حماس بعد 10 أشهر من المحاولة.