الترا فلسطين | فريق التحرير
سمح جيش الاحتلال بالنشر صباح الجمعة أن الطائرة بدون طيار التي انفجرت الخميس في إيلات جاءت في الواقع من سوريا، وليس من اليمن كما كان يعتقد في البداية.
وكتب رون بن يشاي المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "والآن يمكن الحديث عن الطريقة الجديدة التي أدت في النهاية الى تفجير الطائرة في المدينة الجنوبية، دون سابق إنذار. أولاً، يقال إن إسرائيل تواجه ثلاثة تهديدات، إلى جانب الصواريخ والصواريخ الموجهة من حماس وحزب الله: الصواريخ الباليستية، والصواريخ المضادة للطائرات، والصواريخ الجوالة. في حين أن مسار الصواريخ الباليستية يمكن التنبؤ به وبالتالي يسهل اعتراضه نسبيًا، فإن الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة هي بالفعل قصة أكثر تعقيدًا".
وبحسب الصحيفة: "منذ لحظة إطلاق الصاروخ الباليستي، يكون له مسار محدد ومستقيم، ويمكن اعتراضه باستخدام اتجاهه وارتفاعه وزاويته -ومعرفة مكان سقوطه أيضًا. ويحدث الشيء نفسه مع قذائف الهاون، فقط على نطاقات أقصر. من ناحية أخرى، لا تطير الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز بسرعة الصواريخ الباليستية، بل على العكس: فهي تطير ببطء نسبي، بسرعة 600 كم/ساعة أو حتى أقل، وهكذا، ستصل الطائرة بدون طيار التي يتم إطلاقها من سوريا إلى إيلات بعد ساعة على الأقل".
الخبير الإسرائيلي يؤكد صعوبة تعقّب الطائرات الانتحارية المسيّرة بالرادارات بسبب صغر حجمها والقدرة على تغيير اتجاهها وانخفاض مستوى علوّها
تكمل الصحيفة: "ومع ذلك، فإن هذه الطائرات لا تطير ببطء فحسب، بل إنها تطير أيضًا على ارتفاع منخفض وصغيرة الحجم. كل من صواريخ كروز والطائرات بدون طيار هي أجسام صغيرة لا يمكن لأي رادار أن يتمكن من رصدها مثل الصواريخ الباليستية التي تصل من بعيد، لذلك، للكشف عن هذه الطائرات بدون طيار، تحتاج إسرائيل إلى رادارات أصغر وأكثر حساسية، والتي تعطي إنذارات كاذبة أكثر بكثير مثل تلك التي نراها في الشمال."
وطبقاً للصحيفة: "تتمتع الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز بميزة واحدة هائلة، وهي أنه يمكن برمجتها أو قيادتها بحيث لا تطير في مسار مستقيم، وهذه هي المشكلة الكبرى، "الميليشيا" تختار إطلاق مثل هذه المركبة من دير الزور، على سبيل المثال. في سوريا، باتجاه إيلات، لا تحتاج إلى المرور عبر "الأراضي الإسرائيلية". الطائرة بدون طيار من الأراضي الأردنية، تدور بزاوية 45 درجة، وتطير باتجاه عمان ومن هناك تتجه جنوبًا وتضرب إيلات".
وثمة تحد آخر يجعل من المسيرّات الانتحارية خطراً جديدة على "إسرائيل" وفقاً للصحيفة: "التحدي الآخر هو بنية التضاريس في وادي عربة وجبال موآب، حيث تخفي الطائرات بدون طيار التي تقترب من بعيد، لأنها تطير على ارتفاع منخفض. وعندما تصل إلى منطقة إيلات، تخفّض الطائرات بدون طيار ارتفاعها أكثر، لذلك من الصعب على الجيش الإسرائيلي رصد هذه المسيرات. ويحدث أن تنفجر طائرة بدون طيار في مدرسة مليئة بالطلاب. و في حين أن صاروخ كروز قادر على حمل كمية أكبر من المواد المتفجرة، فإن الطائرة بدون طيار يمكنها عادة حمل 70 كيلوجرامًا على الأكثر، وعلى ما يبدو، الصاروخ الذي انفجر في إيلات كان وزنه نحو 40 كيلوغرامًا".