الترا فلسطين | فريق التحرير
كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس"، عن خطة تحمل اسم "خط المحراث"، تنفذها على قدم وساق منظمة "ريغافيم" الاستيطانية، تهدف إلى تعزيز الاستيلاء على المناطق المصنفة "ج" في الضفة الغربية، ومنع أي تمدد فلسطيني فيها، بعد وصول قادة "ريغافيم" لسدة الحكم، وتحولها إلى "أحد قادة السياسات الحكومية الإسرائيلية في الضفة الغربية" بحسب التحقيق.
تملك منظمة "ريغافيم"، طائرات مسيرة تمكنها من متابعة بناء الفلسطينيين المتواصل حتى في الأماكن التي يصعب الوصول إليها. كما أنها تشتري صورًا جوية لتحليلها، من خلال عدد من الباحثين المختصين بذلك
وأشار تحقيق "هآرتس" إلى أن يخيم زيك، المدير التنفيذي لمنظمة "ريغافيم"، يشغل الآن منصب رئيس مكتب وزير النقب والجليل إسحق فيسرلاوف، كما أن ساريا ديمسكي، الذي يشغل منصب رئيس مكتب الوزير بتسلئيل سموتريتش، كان حتى الفترة الأخيرة عضو لجنة في "ريغافيم". ويؤكد هذا المكانة الهامة التي وصلت إليها هذه المنظمة الاستيطانية الآن في دولة الاحتلال.
وأوضح تحقيق "هآرتس"، أن وثيقة وزعت على السياسيين قبل الانتخابات، ترسم الخطط الاستراتيجية التي ستعمل منظمة "ريغافيم" على تنفيذها في الضفة الغربية، وتتضمن توصيات للحكومة الحالية، لتنفيذها في الضفة الغربية، وقد تم إدخال هذه التوصيات في اتفاق الائتلاف الحكومي بين حزب الصهيونية الدينية بزعامة بتسلئيل سموتريتش وحزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، لتشكل أرضية حكومة اليمين المتطرف، خاصة إطلاق المعركة على مناطق "ج"، وتسريع عملية المصادقة على خطط البناء في المستوطنات، وإجراء إحصاء سكاني للفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتملك منظمة "ريغافيم"، بحسب التحقيق، طائرات مسيرة تمكنها من متابعة بناء الفلسطينيين المتواصل حتى في الأماكن التي يصعب الوصول إليها. كما أنها تشتري صورًا جوية لتحليلها، من خلال عدد من الباحثين المختصين بذلك. وإضافة لذلك تنفذ المنظمة عمليات رصد من الأرض للبناء الفلسطيني في مناطق "ج".
منسق الضفة الغربية في منظمة "ريغافيم" لمينش شموئيلي، يتجول بسيارته في أرجاء الضفة الغربية ويتابع بنفسه التطورات في مناطق "ج"، خاصة المناطق التي أشير إليها على اعتبار أنها مناطق بحاجة إلى متابعة، فإذا اكتشف بناء مشبوهًا فإنه يقترب بسيارته كي يشاهد إذا كان يمكن رؤية آثار لتمويل أجنبي.
وتنظم "ريغافيم" ما بين 10 – 20 جولة في الشهر للمراسلين الصحفيين والسياسيين، فالبناء الفلسطيني ليس الأمر الوحيد الذي تراقبه، ففي الجولة التي قامت بها مع صحيفة "هآرتس"، كانت هناك محطة في الزيارة إضافة للبناء الفلسطيني، وهي مشاهدة إقامة مزرعة للطاقة الشمسية قرب قرية دير أبو مشعل، يقول لمينش شموئيلي إنها جزءٌ من جهودٍ تُبذل لإقامة دولة فلسطينية.
وأفاد تحقيق "هآرتس"، أن المجالس الإقليمية للمستوطنات تُشغل في السنوات الأخيرة أقسامًا أرضية، تقوم هي أيضًا بالرقابة والإبلاغ عن أي أنشطة فلسطينية في مناطق "ج"، وهي تعمل بالتعاون مع منظمة "ريغافيم"، وقد حصلت على دفعة قوية في فترة حكومة لابيد - بينيت بتخصيص نحو 20 مليون شيكل. ومؤخرًا كشفت وزارة الاستيطان أنها ستخصص 40 مليون شيكل إضافية من أجل دعم هذه الأقسام.
جميع المصادر داخل الإدارة المدنية أكدوا أن تأثير "ريغافيم" ازداد مقابل انخفاض تأثير منظمات اليسار مثل حركة السلام الآن أو حركة "يوجد حكم"، إلى جانب انخفاض تأثير الدبلوماسيين الذين يعملون في القضية الفلسطينية
وتسارع منظمة "ريغافيم" إلى إبلاغ الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال عن أي بناء فلسطيني بهدف إحباطه في مهده، وفقًا لما أفاد به مصدر من الإدارة المدنية لصحيفة "هآرتس"، مبينًا أن تأثير "ريغافيم" يتعاظم، "ويُمكن أن نرى فيها كيف أن تأثير منظمات أوروبية أو سفراء حل محله مع الوقت تأثير ريغافيم التي باتت في الواقع جسمًا يشرف على الإدارة المدنية" حسب قوله.
وقالت "هآرتس"، إن جميع المصادر داخل الإدارة المدنية أكدوا أن تأثير "ريغافيم" ازداد مقابل انخفاض تأثير منظمات اليسار مثل حركة السلام الآن أو حركة "يوجد حكم"، إلى جانب انخفاض تأثير الدبلوماسيين الذين يعملون في القضية الفلسطينية وفي المساعدات الإنسانية في مناطق "ج"، وهو أمرٌ يرتبط، وفق "هآرتس"، بصعود قوة اليمين الاستيطاني في السياسة، وهذا تجلى حتى قبل الانتخابات الأخيرة.
ويتمثل تأثير "ريغافيم" في مصادرة المعدات الفلسطينية العاملة في مناطق "ج"، وإصدار أوامر هم للمباني، وقد كانت الشكاوى في السابق تأتي من أشخاص مختلفين، أما الآن فباتت تتم بطريقة منهجية ومكثفة. وأحد مسارات تأثير المنظمة على عمل الإدارة المدنية هي لجان الكنيست، بل موتي يوغف، عضو الكنيست السابق عن حزب "البيت اليهودي"، اعتبر أن "ريغافيم" هي ضابط العمليات للجنة الخارجية والأمن في الكنيست.