15-أكتوبر-2023
صورة أطفال من غزة ذا تايمز طوفان الأقصى حرب غزة 2023

صحيفة ذا تايمز تستخدم صورة لأطفال غزيين في عنوان خبر كاذب يتحدث عن أطفال إسرائيليين.

الترا فلسطين | فريق التحرير

تواصل وسائل إعلام دولية نشر أخبار كاذبة في إطار تغطيتها لحرب غزة 2023، ومنها صحيفة "ذا تايمز" البريطانية اليومية، التي استخدمت صورة أطفال من قطاع غزة أصيبوا في قصف إسرائيلي، كصورة لخبرها الرئيسي الذي عنونته "إسرائيل تنشر صورًا لأطفال مشوّهين".

يُمكن رؤية إصرار بنيامين نتنياهو على الكذب في قوله إن هذه الصورة هي إحدى الصورة التي تم عرضها على جو بايدن، هذا رغم اعتراف البيت الأبيض قبل هذه الكذبة بأن جو بايدن أصلاً لم يطلع على أي صورة لأطفال مشوّهين

الخبر الذي نشر في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الصفحة الأولى، وعلى مدى نصفها وضعت صورة الأطفال الغزيين وكتب تحتها بالخط الرفيع: "صورة لأطفال غزيين مصابين في مستشفى الشفاء نتيجة للقصف الإسرائيلي، وإسرائيل تقول إنها لن تفتح مجالًا للمساعدات الإنسانية حتى يتم تسليم الأسرى الموجودين لدى حماس".

ورغم أن الصورة احتوت على وصف تحتها، إلا أن العنوان الذي كتب بخط عريض فوقها ويتحدث عن أطفال إسرائيليين مشوّهين كان يوحي بأن الصورة في الخبر هي لأطفال إسرائيليين بالفعل، مما قد يعني أن كتاب المقال تعمدوا التلاعب بطبيعة تقديم الخبر للقراء.

ذا تايمز

وفي تفاصيل خبرها، قالت صحيفة "ذا تايمز" إن "صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلية نشر صور ولكنها مؤلمة ولذلك لم ننشرها". الترا فلسطين دقق في الموقع الإلكتروني لصحيفة "ذا تايمز"، ووجد أنه استبدل الصورة الرئيسية للخبر بصورة لمستوطنين يبكون، مع الحفاظ على العنوان الرئيسي حول نشر صور أطفال مشوهة، إلا أن نسخة PDF من الصحيفة ما تزال موجودة للتحميل على الإنترنت بذات الخطأ المتعمد.

النسخة الإلكترونية على موقع صحيفة ذا تايمز بعد تعديل الصورة.
النسخة المعدلة من الخبر على الموقع الإلكتروني للصحيفة. 

إذن، ما هي الصورة التي تتحدث عنها "ذا تايمز" ونشرتها الحكومة الإسرائيلية؟ المقصود هنا هي صورة نشرها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تظهر جسمًا متفحمًا، وقال إن هذه إحدى الصور التي تم عرضها على الرئيس الأمريكي جو بايدن، مضيفًا، "تحذير: هذه صور مرعبة لأطفال قتلوا وأحرقوا على يد وحوش حماس. حماس هي داعش".

قطع رؤوس أطفال كذب نتنياهو ذا تايمز

ونشر نتنياهو هذه الصورة بتاريخ 12 تشرين أول/أكتوبر. وإلى جانب ذلك، الصحفي الأمريكي جاكسون هنغل أعاد تغريد ذات الصورة التي نشرها نتنياهو ولكن من حساب شخص آخر، وأكد أن صورة الجسم المتفحّم معدلة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وفي الواقع فإن الصورة هي صورة دمية على شكل كلب، وليست طفلاً، ولا كائنًا حيًا في الأصل، ولا يوجد أي حرق في القصة كلها.

ويُمكن رؤية إصرار بنيامين نتنياهو على الترويج للرواية الإسرائيلية، في قوله إن هذه الصورة هي إحدى الصورة التي تم عرضها على جو بايدن، هذا رغم اعتراف البيت الأبيض قبل ذلك بأن جو بايدن أصلاً لم يطلع على أي صورة لأطفال مشوّهين. وحتى اللحظة، مازالت التغريدة تظهر على حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي، كما أن نسخة PDF من صحيفة "ذا تايمز" التي تضمنت الترويج للأمر بشكل مضلل، ما تزال موجودة أيضًا على موقع الصحيفة.

وبدأ تداول الخبر الإسرائيلي حول قيام مقاتلي كتائب القسام بقطع رؤوس أطفال منذ اليوم الأول في معركة طوفان الأقصى، عندما نقلتها مراسلة قناة I24 الإسرائيلية، قائلة إنها شاهدت أطفال مقطوعي الرأس، لتتراجع لاحقًا وتعترف بأن مصدر المعلومة هو جندي إسرائيلي.

ولقي هذا الخبر الذي كُشف عن زيفه، إلى جانب مزاعم اغتصاب مقاتلي القسام لنساء إسرائيليات، رواجًا كبيرًا في وسائل إعلام دولية، وحتى لدى جو بايدن، الذي بالرغم من اعتراف البيت الأبيض بأنه لم يشاهد شيئًا، وواصل الزعم في مؤتمرات صحفية أنه شاهد مناظر فظيعة، كما واظب على وصف حركة حماس بأنها "داعش"، مؤكدًا دعمه للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، الذين ارتقوا في هذه الحرب، إلى جانب استخدام أسلحة محرمة دوليًا.