25-أبريل-2023
المناكفات تعلو على التضامن في يوم الذكرى الإسرائيلي

المناكفات تعلو على التضامن في يوم الذكرى الإسرائيلي

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

"يوم الذكرى"، كان في الماضي مناسبة يظهر فيها الإسرائيليون تضامنهم مع ذوي قتلاهم ويخلدونهم برواية قصصهم، وكان يمتنع السياسيون عن استغلال هذه المناسبة بأبعادها عن المناكفات الحزبية، لكن ما حصل هذه السنة كان العكس تمامًا، على خلفية الانقسام الحاد الذي أعقب إعلان نية الحكومة الحالية إجراء "الإصلاحات القضائية" التي ترى فيها المعارضة مشروعًا لإضعاف السلطة القضائية وتحويل "إسرائيل" إلى دولة دكتاتورية.

أُطلقت دعوات قبل عدة أسابيع لتجنيب المناسبة الخلافات الحاصلة، ومنع السياسيين -وتحديدًا الوزراء- المشاركة فيها، لكن وزير جيش الاحتلال حسم الأمر بأن الفعاليات في المقابر العسكرية ستقام كالمعتاد بمشاركة الوزراء والسياسيين

أُطلقت دعوات قبل عدة أسابيع لتجنيب المناسبة الخلافات الحاصلة، ومنع السياسيين -وتحديدًا الوزراء- المشاركة فيها، لكن وزير جيش الاحتلال حسم الأمر بأن الفعاليات في المقابر العسكرية ستقام كالمعتاد بمشاركة الوزراء والسياسيين، ورفض جهاز "الشاباك" التدخل في هذا الملف بتقديم قائمة بأسماء مشاركين محتملين لمنعهم من الحضور بسبب نيتهم عرقلة المراسم احتجاجًا على حضور الوزراء.

لكن في الفعالية الرئيسية في المقبرة العسكرية في القدس تم تقليص قائمة المدعوين، بحسب القناة 12، لتفادي أي احتجاجات أثناء إلقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خطابه التقليدي، ومع ذلك شهد خطاب نتنياهو احتجاجًا "صامتًا" وفق وصف القناة، حيث رفع أحد الحاضرين قائمة بأسماء الموقعين على "وثيقة الاستقلال"، ومع ذلك تنفس أنصار نتنياهو الصعداء لعدم وقوع احتجاج صاخب.

وفي المجمل، شهدت عدد من المقابر العسكرية ملاسنات وسادتها حالة من التوتر بين أنصار الحكومة الإسرائيلية والمعارضين، خاصة ذوي الجنود القتلى الذين طالبوا السياسيين بالامتناع عن حضور المراسم من أجل إلقاء خطابات، منوهين أن بعضهم -مثل وزير الأمن القومي اتمار بن غفير- لم يؤدي أصلًا الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش الاحتلال.

إضافة لذلك، أعاق أشخاص دروز سيارة الوزيرة الإسرائيلية جيلا غمليئيل عند مدخل المقبرة العسكرية في عسفيا، واصفين الحكومة الإسرائيلية بأنها أكثر الحكومات الإسرائيلية عنصرية ضدهم، كما هتفوا "أرسلتم أبناءنا الجنود إلى المقابر، ومن ظل على قيد الحياة لا يجد منزلًا".

وبالقرب من المقبرة العسكرية في بئر السبع، رفع عددٌ من ذوي الجنود القتلى لافتة كبيرة كتب عليها: "بن غفير وجودك هنا غير مرغوب به"، وأخرى كُتب عليها "بن غفير جاء للرقص على الدماء". لكن ايتمار بن غفير أصرَّ على إلقاء خطاب وعندما بدأ خطابه، تعالى صراخ أُسر القتلى مطالبة إياه بالمغادرة، وهم يصيحون "أنت لا تستحق إلقاء خطاب هنا".

اعتبر إيلي بن شيم، رئيس منظمة " ياد لبنينم" لتخليد ذكرى الجنود القتلى، أن حضور ايتمار بن غفير إلى المقبرة العسكرية في بئر السبع وإلقائه خطابًا هناك، "إهانة لكل الجنود القتلى وذويهم"

واعتبر إيلي بن شيم، رئيس منظمة " ياد لبنينم" لتخليد ذكرى الجنود القتلى، أن حضور ايتمار بن غفير إلى المقبرة العسكرية في بئر السبع وإلقائه خطابًا هناك، "إهانة لكل الجنود القتلى وذويهم، فهو أصلًا تهرب من الخدمة العسكرية".

كما شهدت مقبرة حولون احتجاجات، وقاطع محتجون كلمة وزيرة المواصلات ميري ريغيف، وهتف عدد من أبناء الأسر القتلى منددين بحضور وزير الاقتصاد نير بركات. كذلك في المقبرة العسكرية في "عنفيم"، ردد عدد من الحضور هتافات منددة بحضور وزيرة حماية البئية عيديت سليمان.

أيضًا، سادت المقبرة العسكرية في رعنانا أجواء متوترة مماثلة، بعدما رفضت عضو الكنيست ميخال فولديغر، من حزب الصهيونية الدينية.

وكان وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت قد حث مجددًا الإسرائيليين على إبقاء الخلافات خارج المقابر العسكرية، وقال في كلمة ألقاها في المقبرة العسكرية في القدس: "يجب أهمية الحفاظ على قدسية يوم الذكرى وحرمة القتلى."

دلالات: