18-مارس-2024
سجالات إسرائيلية بشأن الهجوم على رفح

سجالات إسرائيلية، سياسيًا وعسكريًا، بشأن الهجوم على رفح

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

يحتدم النقاش حول العدوان الإسرائيلي البري المرتقب على رفح مع دخول الحرب شهرها السادس، وتكدّس نحو مليون ونصف المليون نازح جنوب قطاع غزة.ولجأ المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي إلى وسائل الإعلام في إطار السجال المحتدم بين الطرفين عبر تسريبات تسعى من خلالها كل جهة لتحميل الطرف الآخر مسؤولية عدم الشروع في الهجوم، فيما حاول معلّقون سياسيون وعسكريون وضع الأمور في نصابها.

لجأ المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي إلى وسائل الإعلام في إطار السجال المحتدم بين الطرفين عبر تسريبات تسعى من خلالها كل جهة لتحميل الطرف الآخر مسؤولية عدم الشروع في الهجوم 

أحدث من خرجوا إلى الإعلام للحديث بشأن توسيع الهجوم العسكري الإسرائيلي كان رئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هاليفي، الذي قال مساء الأحد، إنّ "أمامنا طريق طويلة لتحقيق أهداف الحرب"، وأبدى الاستعداد لتوسيع الهجوم، إذا ما قرر المستوى السياسي الإسرائيليّ ذلك.

مراسلة الشؤون العسكرية الإسرائيلية "قناة كان" كارميلا منشيه، قالت إن تسريب اجتماعات "الكابينت" التي تلقي باللائمة على قادة الجيش بخصوص "التلكؤ في عملية رفح" تشير إلى الحرب الخفية بين المستويين؛ السياسي والعسكري. وأضافت: "نسمع طيلة الوقت وزراء يتّهمون الجيش ورئيس الأركان وكأنّ هناك خطّة للمساس بالضبّاط ورئيس الأركان بتوجيه الاتهامات لهم.

ونقلت مراسلة الشؤون العسكرية الإسرائيلية كارميلا منشيه عن ضابط إسرائيلي رفيع قوله: لا يوجد أي ضابط سيستقيل، إن فعلوا ذلك فإن هذا سيعزز الرواية التي تقول إنّ الجيش فقط من يتحمّل مسؤولية إخفاق السابع من أكتوبر. وفيما يتعلّق بتأخير الهجوم على رفح، قال إنّ ضباط الجيش حاليًا "يكظمون غيظهم، ويتعرّضون للإهانات".

أما القناة الإسرائيلية 13 فقد أبرزت الانتقادات التي ردّ بها كبار قادة جيش الاحتلال على وزراء "الكابينيت" في الاجتماع الذي عُقد الجمعة الماضية: "الضباط الكبار قالوا في النقاشات للمستوى السياسي إن القوات تنفذ مداهمة في حي ما في غزة، وبمجرد مغادرتهم تعيد حماس سيطرتها مجددًا".

لكن المراسلة السياسية للقناة موريا أسرف ويلبيرغ، كشفت عن نقاش صاخب بين الوزراء ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي ساد جلسة "الكابينت" بشأن رفح، وقالت إنّ "وزراء قالوا لرئيس الحكومة إنك تُماطل بخصوص العملية الإسرائيلية في رفح".

وطبقًا للقناة 13، فقد خاطب الوزير جدعون ساعر نتنياهو قائلًا: ماذا بالنسبة لرفح؟ لقد قُلنا إن لم يتم التوصّل لصفقة قبل رمضان سندخل إلى رفح. ورد نتنياهو على ذلك، بالقول: لم نقل إننا سندخل رفح في رمضان. لقد قُلنا سنتقدم في الحرب وفقًا للخطط المعدّة مسبقًا.

أما وزيرة المواصلات ميري ريغيف، المقرّبة من نتنياهو، وتحرص على تحميل المستوى العسكري كل الإخفاقات منذ السابع من أكتوبر، فقد هاجمت وزير الجيش يؤآف غالانت بحسب ما أوردته القناة 13، قائلة: "منذ زمن تم الاتفاق على التقدّم نحو رفح، وتعهدتم منذ زمن بإعداد تلك الخطط الإنسانية لإخلاء السكان؟ فردّ غالانت متجاهلًا السؤال: ماذا بشأن اليوم التالي للحرب في غزة؟ يجب السماح لجهات محلية بالسيطرة داخل القطاع، ومن يدفع ثمن عدم اتخاذ القرارات هم الجنود".

وتمحورت التسريبات التي كشفها المراسل السياسي لقناة "كان" سليمان مسودة حول هجوم وزيرة المواصلات ريغيف على رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، قائًلا: "ريغيف قالت لرئيس الأركان، باختصار في رمضان لن ندخل إلى رفح، فردّ عليها اللواء هرتسي هاليفي بالقول: رمضان ليس شرطًا لأي شيء، نحن سنقاتل خلال رمضان".

لماذا أصدر نتنياهو بيانًا أعلن فيه المصادقة على خطط عسكرية لمهاجمة رفح؟ في الوقت الذي يقول قادة الجيش إنها ينتظرون قرار المستوى السياسي

وحاول التلفزيون الإسرائيلي "قناة كان" فهم الدوافع الفعلية خلف إصدار نتنياهو البيان الذي أعلن فيه المصادقة على الخطط العسكرية لمهاجمة رفح، فقال المعلق يؤآف كراكوفسيكي في القناة: "أبلغني مسؤول رفيع يرافق نتنياهو منذ سنوات في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر، وهو يعرف نتنياهو أنه طالما أن نتنياهو ينشر بيانات عن الدخول إلى رفح، فأنا أعلم أن ذلك لن يحدث قريبًا. هذه تهديدات قبل كل شيء تهدف لإرضاء القاعدة الانتخابية".

كما تطرّق المعلق السياسي في القناة 13 الإسرائيلية آري شافيط إلى بيان نتنياهو الذي أعلن فيه المصادقة على عملية رفح، مرجّحًا أنه يهدف من ورائه إلى الضغط على حماس، ولكن قبل ذلك لتحقيق أهداف سياسية داخلية.

وادعى نيردفوري مراسل الشؤون العسكرية في قناة 12 أنه بخـﻼف ما يقوله الوزراء في "الكابينيت" فإن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي صادق على الخطط العملياتية لاحتلال رفح، وفعليًا الجيش بانتظار مصادقة مجلس الحرب عليها منذ أكثر من 17 يومًا، والجيش حالياً ينتظر مصادقة المستوى السياسي.

أمنون أبراموفتيش، المحلل سياسي في القناة 12، حرص على التأكيد أن نتنياهو أصدر بيانًا قبل أسابيع تحدّث فيه عن أنه أصدر تعليماته ﻹعداد خطة لمهاجمة رفح. وفي نفس البيان تحدث عن اﻻقتراب من تحقيق النصر المطلق، ثم قال: "بعد رفح سنحقق النصر المطلق"، لكنّ كبار قادة الجيش قالوا لي إن "من المحظور تحويل رفح إلى صورة النصر ﻷي سبب".

ورأى المعلق العسكري للقناة 13 ألون بن دافيد أنه "ليس ثمة ما يمنع تنفيذ عملية في رفح، لكن لا يوجد قرار سياسي، تمّت المصادقة على المخططات داخل الجيش من جانب رئيس الأركان، من الناحية العملياتية والجغرافية الأكثر منطقيًا هو البدء في مخيمات الوسط، الأمر الذي سيُخلي مساحة واسعة لإخلاء السكان الموجودين في رفح إلى منطقة النصيرات وشرقها، لكن لا يوجد قرار إسرائيلي. أي أن رئيس الحكومة لم يصدر تعليمات بإطلاق عملية رفح البرية، والإعلانات المتكررة حول المصادقة على العملية ما هي إلا محاولة لتحقيق الهدف الأعلى الخاص بنتنياهو الذي يتمثل بالحفاظ على الائتلاف الحكومي، ولا يوجد هدف آخر".

أمّا المحلل السياسي في القناة 13 إيال بركوفيتش، فقد هاجم أعضاء مجلس الحرب على خلفية السجال حول موعد انطلاق العدوان البري على رفح بالقول: "ألا ترون أن رئيس الحكومة وكل مجلس الحرب يمارسون الخداع ضدّنا. ألا ترون أنهم يماطلون؟ ألا ترون أن كل ما يعنيهم فقط كراسيهم؟ نتنياهو يضيّع الوقت، وكل ما يعينه فقط كرسيّه، كل وزراء مجلس الحرب يمارسون الخداع خصوصًا بيني غانتس الحريص فقط على تعزيز شعبيّته وجمع أصوات الناخبين، وما يعنيه فقط هو عدد المقاعد التي سيحصل عليها في الكنيست بعد الانتخابات".