20-يونيو-2024
حرب لبنان

(Getty) قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "نقدر أن بعض بطاريات القبة الحديدية على الأقل سوف تنفد"

كشفت شبكة "سي إن إن"، بناءً على مصادر أميركية في إدارة بايدن، عن قلق في واشنطن من قدرة حزب الله على "إيذاء إسرائيل" بشكلٍ كبير حال اندلاع الحرب، مشيرةً إلى أن إسرائيل "تبدو عازمة على التوجه نحو حرب على لبنان".

قال ثلاثة مسؤولين أميركيين لشبكة "سي إن إن" الأميركية إن "لديهم مخاوف جدية من أنه في حالة نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله ، يمكن لحزب أن يطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية في الشمال، بما في ذلك  نظام القبة الحديدية".

وأشارت الشبكة الأميركية نقلًا عن مصادرها إلى أن هذه "المخفاوف وصلت لهم أيضًا من إسرائيل"، مع الإشارة إلى أن تل أبيب "تستعد بشكلٍ متزايد للحرب على لبنان".

مسؤول أميركي: إسرائيل أوضحت أنها تستطيع تنفيذ حرب خاطفة في لبنان، لكن الولايات المتحدة تحذرها من أنها قد لا تكون قادرة على ضمان أن تظل الحرب محدودة

وأبلغ مسؤولون إسرائيليون الولايات المتحدة أنهم يخططون لنقل "التجهيزات من جنوب غزة إلى شمال إسرائيل استعدادًا لهجوم محتمل ضد الحزب".

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "نقدر أن بعض بطاريات القبة الحديدية على الأقل سوف تنفد".

وقال مسؤول إسرائيلي إن ذلك سيكون "أكثر احتمالًا إذا نفذ حزب الله هجوما واسع النطاق باستخدام أسلحة موجهة بدقة، وهو ما قد يشكل تحديا للنظام في التصدي له".

وأوضحت مصادر أميركية إن إسرائيل "واجهت مفاجأة بمدى تعقيد ضربات حزب الله حتى الآن". وأضاف مصدر مطلع على لـ"سي إن إن"، إن مصدر "القلق الرئيسي هو استخدام حزب الله لعدد كبير من الذخائر والصواريخ الموجهة بدقة".

واعترف مسؤول أميركي بشكلٍ منفصل لـ"سي إن إن"، أنه في حالة نشوب حرب شاملة، فإن الدعم الذي ستحتاجه إسرائيل أكثر هو أنظمة دفاع جوي إضافية وتجديدات القبة الحديدية، والتي ستوفرها الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون أميركيون إن المناقشات تأتي في الوقت الذي وصل فيه الوضع على الحدود الشمالية إلى نقطة تحول خطيرة. وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى: "إن حقيقة أننا تمكنا من الحفاظ على الجبهة لفترة طويلة كانت بمثابة معجزة"، في إشارة إلى جهود الولايات المتحدة لمنع الوصول إلى حرب شاملة.

وقال مسؤول كبير آخر في إدارة بايدن: "نحن ندخل فترة خطيرة للغاية. قد يبدأ شيء ما دون سابق إنذار".

وقال المسؤول الأمريكي الكبير إن تداعيات "حرب أوسع نطاقًا بين إسرائيل وحزب الله قد تكون مدمرة. إذ يمتلك حزب الله ترسانة من الصواريخ والقذائف والطائرات المُسيّرة أكبر بكثير وأكثر تطورًا وأكثر تدميرًا من حماس".

وأشار المسؤول الأميركي الكبير إلى أن "احتمال الحرب ما زال يتزايد مع تلاشي احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس".

وقد أخبر المسؤولون الإسرائيليون الولايات المتحدة، ووافقت الولايات المتحدة على ذلك، بأن "سيكون لديهم الموارد اللازمة لشن هجوم ضد حزب الله إذا احتاجوا إلى ذلك، خاصة إذا انتهى الهجوم على رفح جنوب غزة". وقال مسؤولون إن الجيش الإسرائيلي ينوي الحفاظ على وجوده في غزة، لكن عملياته الأعنف في القطاع ستنتهي إلى حد كبير بعد رفح. 

ومع ذلك، لا يعتقد المسؤولون الأميركيون أن لدى إسرائيل خطة انتقالية في غزة بعد الحرب، من شأنها أن تضمن عدم وقوع القطاع مرة أخرى تحت سيطرة حماس إذا انتقلت إسرائيل نحو حرب على لبنان، وفق "سي إن إن".

وقال مسؤول أميركي إن المسؤولين الأميركيين "لم يبلغوا إسرائيل صراحة أنهم يعارضون أي هجوم ضد حزب الله، لكنهم يحذرونهم من أن أفعالهم قد تؤدي إلى حرب أكبر لا يريدها الجانبان في الواقع". وقال المسؤول إن "إسرائيل أوضحت أنها تستطيع تنفيذ حرب خاطفة"، لكن الولايات المتحدة تحذرها من أنها قد لا تكون قادرة على ضمان أن تظل الحرب محدودة.

وخلال رحلة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى المنطقة، أخبر مسؤول عربي أنه يبدو أن "إسرائيل عازمة على شن عملية توغل في لبنان".

ورد المسؤول العربي: "حزب الله أبلغ بأنه لن يوقف ضرباته على إسرائيل حتى توقف إسرائيل حربها في غزة".

ووفق تقرير "سي إن إن"، فقد أخبر المسؤولون الإسرائيليون الولايات المتحدة أن "أحد أهداف الهجوم الرئيسية سيكون صد حزب الله، وإنشاء منطقة عازلة بين إسرائيل ولبنان والسماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم في الشمال".

وأوضح أحد المسؤولين أن هناك مخاوف إضافية بشأن "مدى استعداد اللاعبين الإقليميين الآخرين لتقديم الدعم والدفاع عن إسرائيل إذا بدأت إسرائيل صراعًا أكبر" مع حزب الله.