الترا فلسطين | فريق التحرير
قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في تقرير مشترك، الأربعاء، إن عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يبلغ حاليًا 67 أسيرة، معتقلات في ظروف سيئة ويتعرضن لعمليات تنكيل واعتداءات وإذلال في سجني الدامون وهشارون، في حين مايزال عدد الأسيرات في المعسكرات مجهولاً.
هناك مطالب متكررة من الأسيرات للضغط القانوني لإغلاق سجن هشارون "الذي يشكل إحدى محطات الإذلال والتفتيش العاري بحق الأسيرات"
ونقل التقرير شهادات لأسيرات حول ظروف اعتقالهن، فقالت الأسيرة "ن.م"، إنها بعد اعتقالها تم تقييدها بقيود بلاستيكية محكمة بشدة، وتعصيب عينيها، وإجبارها على السير على الأقدام مسافة طويلة بين الوعر والحجارة، ثم نقلها الجنود لأحد البيوت التي تم فيها احتجاز المعتقلين يومها، وأمرها بالجلوس على الأرض، فرفضت بسبب أوجاع تعاني منها في قدمي.
وأضافت "ن.م"، أنها طلبت الذهاب إلى دورة المياه إلا أنّ إحدى المجندات رفضت، "وعندما طلبتُ منها بشكل متكرر، دفعتني بطريقة وحشية، وقام أحد الجنود بضربي بسلاحه على صدري، ولاحقًا بعد نقلي إلى السّيارة العسكرية شعرت بضيق شديد في التنفس".
من جانبها، الأسيرة "ه.د" أوضحت أنها بعد اعتقالها وتقييدها وتعصيب عينيها نقلت لأحد المعسكرات، حيث كان الجو باردًا، وهناك شعرت أنّ إحدى الكلاب البوليسية اقترب منها وحاول عضها، فبدأت بالصراخ حتى تم إبعاده، مبينة أنها طوال فترة نقلها للسجن كان الجنود يصفوها وبقية المعتقلين بأنهم إرهابيين.
وبحسب تقرير هيئة الأسرى ونادي الأسير، فإن هناك مطالب متكررة من الأسيرات للضغط القانوني لإغلاق سجن هشارون "الذي يشكل إحدى محطات الإذلال والتفتيش العاري بحق الأسيرات" وفقًا للأسيرات.
الأسيرة "ي.ع"، قالت إنها عند وصولها إلى سجن هشارون تعرضت للتفتيش العاري واحتجزت في زنزانة "لا تصلح للعيش الآدمي في أسوأ ليلة أعيشها، فالزنزانة باردة جدًا، وفيها مرحاض رائحته كريهة جدًا وقذر" حسب وصفه.
أما الأسيرة "ن.ث" فقالت إن ثلاث سجانات أدخلنها إلى الزنزانة وحاولن تفتيشها بشكل عار، إلا أنها رفضت وأصرت على عدم الانصياع لهنّ، فقمنّ بالاعتداء عليها وتحديدًا على رأسها، مبينة أن أسيرة أخرى كانت برفقتها تعرضت للضرب الشديد بسبب رفضها التفتيش العاري أيضًا.
وتابعت: "لاحقًا تم نقلنا إلى زنزانة نتنة مجردة من كل شيء، وبعد أن طالبنا مرات عديدة بتوفير فرشة وغطاء، تم إحضار فرشتين رطبتين لهما رائحة كريهة، وكذلك الغطاء".
كذلك الأسيرة "ه.د" أوضحت أنها وضعت في زنزانة أرضيتها مغطاة بالمياه ومجردة من أي مقتنيات، فبدأت تشعر بفقدان التوازن كونها تعاني من مرض السكري، إذ تم إبقاؤها طوال الوقت دون شراب وطعام، ولاحقًا نُقلت إلى زنزانة أخرى فيها كاميرات، والمرحاض مكشوف، وبدأت تشعر بالتّعب الشديد، ورغم ذلك استغرقت عملية نقلها بعربة البوسطة إلى سجن الدامون يوم كامل، وعندما وصلت إلى هناك كنت منهكة جدًا ولا تستطيع السير.
وإضافة للتنكيل الجسدي وظروف الاحتجاز القاسية، فإن إدارة سجون الاحتلال تقدم للأسيرات طعمًا سيئًا من حيث النوع والكمية، فهو غير مطبوخ وبدون ملح، كما تخشى الأسيرات من شرب المياه في السجن، وتضعن المياه في أوعية حتى تترسب الأوساخ في الأسفل ويكون شرب المياه متاحًا.
وأوضحت هيئة الأسرى ونادي الأسير أن بين 67 أسيرة في سجن هشارون والدامون هناك أربع أسيرات من غزة، بينهن أم وابنتاها، وغالبية الأسيرات هنّ إما معتقلات إداريًا أو معتقلات بتهمة التحريض.
يُذكر أن عدد 67 أسيرة يقتصر على الأسيرات المعتقلات تحت سلطة إدارة السجون، في حين لا تتوفر أي معطيات عن عدد أسيرات غزة المحتجزات في المعسكرات ويمارس الاحتلال بحقهن جريمة الإخفاء القسري.