الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
صدر قبل أيام في "إسرائيل"، كتابٌ مترجمٌ من اللغة الإنجليزية إلى العبرية، يحمل عنوان "هربون: الحرب السرية ضد أموال الإرهاب"، يتناول الحرب التي أطلقتها "إسرائيل" على قنوات تمويل الفصائل الفلسطينية، بعد تصاعد هجمات المقاومة خلال الانتفاضة الثانية.
النسخة الإنجليزية من الكتاب صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان من الكتب الأكثر مبيعًا
النسخة الإنجليزية من الكتاب صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان من الكتب الأكثر مبيعًا، بينما على غلاف النسخة العبرية كتب تامير باردو، رئيس جهاز "الموساد" قائلًا: "القصة التي لم ترو، الفريق السري الذي فتح الجبهة الجديدة في الحرب على الإرهاب. الكتاب رحلة مثيرة في أعقاب واحدة من المبادرات الإسرائيلية الهامة".
اقرأ/ي أيضًا: كتاب إسرائيلي يوثق النهب اليهودي لأملاك العرب إبان النكبة
و"هربون"، اسم صاروخ أمريكي فتّاك مضاد للسفن من إنتاج شركة "بوينغ" عام 1977 وما يزال في الخدمة حتى الآن، وقد صنعت منه شركة بوينغ أكثر من 7 آلاف قطعة، ويبلغ وزنه حوالي 600 كيلوغرام، بينما يزن رأسه الحربي 200 كيلوغرام.
ويتضمن الكتاب تفاصيل حول الجهود التي بذلتها أجهزة الاستخبارات "أمان"، والمخابرات الداخلية "الشاباك"، والمخابرات الخارجية "الموساد"، لإقناع مدراء وملاك البنوك الفلسطينية في التعاون معها لمحاربة الفصائل الفلسطينية ماليًا.
والكتاب مكونٌ من 312 صفحة، وهو من تأليف، المحامية الإسرائيلية - الأمريكية نيتسانا ليتنر التي تترأس جمعية "شورات هدين" المتخصصة بملاحقة الفلسطينيين أمام القضاء الإسرائيلي وفي أوروبا وأمريكا، وقد شاركها في الكتابة شموائيل كاتس الذي ألّف عدة كتب كانت من بين الأكثر مبيعًا في أمريكا.
وتتّسم لغة الكتاب بالإثارة، وهي تعطي انطباعًا بأنك تتابع فيلمًا هوليوديًا، فعلى سبيل المثال يسرد المؤلفان قصة مالك بنك صغير في رام الله، يتم الرمز له باسم "عدنان"، قرر جهاز "الشاباك" دفعه للتعاون معه لتقديم معلومات حول شخصيات قيادية في فصائل فلسطينية لديها حسابات في البنك الذي يديره.
يروي الكتاب، أن "الشاباك" كلَّف اثنين من ضباطه بمهمة إقناع مدير بنك بتقديم معلومات حول قيادات فلسطينية
ويروي الكتاب أنّ "الشاباك" كلَّف اثنين من ضباطه بمهمة إقناع "عدنان" بالتعاون معه، وذلك من خلال الاتصال معه من رقم الهاتف الخاص بعشيقته ولا يعرفه أحد سواه، حيث تم استدعاؤه إلى لقاء في "إسرائيل"، ومن أجل طمأنته تم عقد اللقاء في أحد المطاعم.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب يكشف كيف طوّرت إسرائيل صناعة السلاح
يُبين الكتاب، أن "عدنان" تم ابتزازه من خلال ضابطين مارسا معه لعبة الشرطي اللطيف والشرطي السيء، وفي النهاية اضطر الرجل الذي يعيش برفاهية ويسافر باستمرار إلى أوروبا مع أطفاله إلى القبول بالابتزاز، "بعد أن وجد نفسه بين خيارين، أحدهما أن يخسر الثراء في حال رفض التعاون، أو أن يفقد حياته في حال اكتشفته حركة حماس" على حد قول مؤلفي الكتاب.
ويفرد الكتاب صفحات كثيرة للحديث عن "وحدة تسلل" متخصصة بمحاربة الفصائل الفلسطينية ماليًا، أسسها رئيس جهاز "الموساد" آنذاك مائير داغان، وحرص على أن يشارك في اجتماعاتها ضباطٌ من جهازي "الشاباك" و"أمان"، يتقنون اللغة العربية ولغات أخرى.
ويكشف أن جهازي "الشاباك" و"أمان" طوّرا مهاراتٍ خاصةٍ في تحليل المكون البشري للتنظيمات الفلسطينية، بدءًا من قادتها السياسيين الكبار وحتى قادة الخلايا الميدانية، مبينًا أن المحللين الذين يتحدثون العربيّة تعقبوا علاقات رجال الفصائل، ودققوا في سلوك المخططين، ودرسوا بيئتهم الأسرية وخلفياتهم العائلية وقائمة الاتصالات في هواتفهم وعلاقاتهم بالمساجد والمدارس.
الكتاب مليء بالتفاصيل والأسماء حول "الجهود الدبلوماسية" والعمليات الاستخبارية
وكان داغان أحد من شاركوا في اجتماعات الوحدة السرية إلى جانب ممثلي "الشاباك" و"أمان" وإدارة سجون الاحتلال، وأصدر تعليماته لتحليل ورسم ملامح العلاقة بين قادة الفصائل الفلسطينية ومصادر دخلها، في محاولة لتنفيذ أفكار جديدة من بينها استنساخ التجربة الأمريكية التي نفذتها وزارة العدل هناك في محاربة الجريمة المنظمة.
ويزعم الكتاب أن عمليات التحليل والتحقيق توصلت إلى نتيجة بأن "البنك العربي هو العنصر المشترك في نقل الأموال بين حركة حماس ومصادر التمويل".
وتحت عنوان "العملية الإرهابية التي أقنعت داغان بالعمل على محاربة الفصائل الفلسطنيية ماليًا"، يذكر المؤلفان أن خلية من بلدة سلوان في القدس اقترحت تنفيذ عملية في الجامعة العبرية، وحصلت على القنبلة من عبد الله البرغوثي (معتقل حاليًا) الذي سحب المبلغ المالي اللازم لتحضير القنبلة من حسابه في البنك العربي، حسب ادّعائهما.
الكتاب مليء بالتفاصيل والأسماء حول "الجهود الدبلوماسية" والعمليات الاستخبارية، ومع ذلك فإن حملة الترويج له استعانت بمسؤولين كبار في العمل الاستخباري في العالم، من بينهم جيمس وولسي؛ الرئيس السابق لوكالة المخابرات الأمريكية (CIA)، حيث وصف الكتاب قائلًا إن "هربون يصف بشكل جيّد كيف شكّل الموساد رافعة لمحاربة الإرهاب، وشقّ الطريق أمام CIA في محاربة الإرهاب العالمي. كل الاحترام للموساد" .
اقرأ/ي أيضًا: