الترا فلسطين | فريق التحرير
اقتحم أكثر من 700 مستوطن باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، خلال فترة اقتحامات صباح اليوم الخميس، فيما جرى احتجاز عشرات المصلين، وإخراج عدد منهم من باحات المسجد، والاعتداء على بعضهم بالضرب.
مئات المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى اليوم على مجموعات، وعلى فترتين
وتوزّع المستوطنون المقتحمين على نحو 22 مجموعة، ورفع عدد من المستوطنين العلم الإسرائيلي في باحات الأقصى، وردد آخرون "النشيد الوطنيّ الإسرائيلي"، وكان من بين المقتحمين المتطرّف يهودا غليك.
ووثقت مصادر طبية 8 إصابات بالرصاص المطاطي، وثلاث إصابات جرّاء قنابل الصوت، و25 إصابة بالاختناق. وقالت طواقم الهلال الأحمر إنها تعاملت مع إصابتين في المسجد الأقصى، تم نقلها للعلاج في مستشفى المقاصد، وهما مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، والناشط محمد أبو الحمص، بعد الاعتداء عليهما بالضرب.
وأقفل عناصر الاحتلال بوابات المصلى القبلي على المرابطين داخله، وقبيل الاقتحام، منعت شرطة الاحتلال أعدادًا كبيرة من الشبان من دخول المسجد لصلاة الفجر، واحتجزت هويات بعضهم.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إنّ عناصر شرطة الاحتلال اعتدوا على المصلين بإطلاق الأعيرة المعدنية وقنابل الغاز وتكسير بعض المحتويات داخل المسجد القبلي، وقال إن أداء صلوات يهودية في الجزء الشرقي من المسجد الأقصى، ومحاولة رفع العلم الإسرائيلي في باحاته، استفزاز لمشاعر المصلين، والأقصى ملك خالص للمسلمين وحدهم.
وبعد صلاة الظهر، بدأ المستوطنون مرحلة الاقتحامات المسائية التي تستمر حتى قبل وقت أداء صلاة العصر.
من اقتحام المستوطنين للمسجد #الأقصى، خلال فترة اقتحامات ما بعد ظهر الخميس. pic.twitter.com/puvIPTcpgz
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) May 5, 2022
من جهتها، أدانت الخارجية الفلسطينية قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بالسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى المبارك، واعتبرته تحديًا سافرًا للمجتمع الدولي وللعالمين العربي والإسلامي. وقالت في بيان إن "قرار بينيت يعد تجاهلًا وتحديًا لجميع الدعوات والجهود التي أطلقت من قبل المخلصين والمعنيين لتمديد فترة التهدئة لما بعد شهر رمضان والأعياد، إلا أن هذا القرار بالعودة للاقتحامات يُعبر عن ازدرائه لتلك الجهود وتحديه للوضع التاريخي القانوني القائم وفرض واقع جديد فيه تقاسم زماني للأقصى وباحاته حتى الآن".
واعتبرت الخارجية "قرار الحكومة الإسرائيلية، إعلانًا رسميًا بالحرب الدينية التي ستشعل المنطقة برمتها، وإصرارًا على تصعيد عدوانها".
أمّا وزارة الخارجية الأردنية فطالبت على لسان الناطق باسمها هيثم أبو الفول، "إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، واحترام حرمته ووقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس".
ومحليًا، أصدرت الفصائل الفلسطينية بيانات منددة بالاقتحام الإسرائيلي.
وقالت حركة حماس إن اقتحام مجموعات من المستوطنين للمسجد الأقصى بحماية جنود الاحتلال، يعدّ تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا مباشرًا، ينذر بانفجار شامل، تتحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عنه.
واعتبرت أنّ محاولات التقسيم الزماني والمكاني، وفرض سياسة الأمر الواقع الاحتلالية في المسجد الأقصى المبارك، ستفشل.
وقال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إن ما جرى في الأقصى اليوم يؤكد أن المعركة ليست مرهونة بحدث، بل هي مفتوحة وممتدة زمانيًا ومكانيًا على أرض فلسطين، وأن لكل واقعة أدواتها ووسائلها التي نستخدمها لصد العدوان وحماية الهوية.
وأكد أن "هدفنا الراهن هو إفشال التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى"، مضيفًا: "ما كان لهؤلاء الصهاينة أن يدخلوا الأقصى إلا خائفين، فقد اعتراهم الخزي، وملأ الرعب قلوبهم، وأجبرهم حماة الأقصى على أن ينكسوا أعلامهم وأن يخرجوا مدحورين".
هنية: هدفنا الراهن هو إفشال التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، إن تكرار اقتحامات المسجد الأقصى يأتي في سياق محاولات فرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني. وأكّد في بيان أن الاعتداءات المتكررة استهانة بالأمة العربية والإسلامية وبكل رموزها من العلماء والرؤساء والصحابة الفاتحين.
ودعا البطش إلى شد الرحال للأقصى لكل من يستطيع الوصول إليه للرباط فيه ومنع المستوطنين من تنفيذ مخططاتهم، وقال إن اللحظة حرجة وتستدعي تحمُّل الدول العربية والإسلامية مسؤولياتها التاريخية والدينية في حماية المقدسات الإسلامية من طيش حكومة نفتالي بينت والصراع الانتخابي لحزب الليكود.
الشعبية: اقتحامات المسجد الأقصى، ستُفجّر الغضب الفلسطيني والعربي في وجه الاحتلال
فيما دعت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" لتصعيد المواجهة الشاملة مع الاحتلال، وقالت إن اقتحامات المسجد الأقصى، ستُفجّر الغضب الفلسطيني والعربي في وجه الاحتلال. وقالت إن المقاومة وإذ ترفع جهوزيتها، فإنها لا تستند لجهوزيّة مقاتليها فحسب، لكن وبالأساس إلى إرادة واستعداد كل فلسطيني في مواجهة تمادي الاحتلال.
أما "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" فاعتبرت أن "استمرار الاقتحامات، سيشعل الأرض تحت أقدام الاحتلال ومستوطنيه في القدس وفي كل مكان".