الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
كشف تقرير نشره موقع "واللا" العبري تفاصيل جديدة عن آلية عمل الطاقم "الأكثر سرية" في وحدة 9900، حسب وصفه، ومهمته تقديم معلومات استخبارية وجغرافية وهندسية وعمرانية لاستخدامها في عمليات الاغتيال والاعتقال، مبينًا أن هذا الطاقم يرافق المستعربين في عمليات اعتقال "المطلوبين"، وقد شارك في اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا.
طاقم إسرائيلي سري مهمته توضيح المباني والبيوت هندسيًا بالتفصيل لتسهيل الاغتيالات والاعتقالات
وأورود التقرير تفاصيل ليلة اغتيال القيادي أبو العطا أثناء وجوده في منزله في حي الشجاعية الذي وُلِد فيه، حيث يقول الضابط المسؤول عن الطاقم وهو الملازم "ع" -23 سنة- إن هاتفه رنَّ في "ساعة غير عادية" فبدا واضحًا أن هناك "حادثة استثنائية"، وقد أبلغه المتصل أن شيئًا كبيرًا قد يحدث وقد تمت المصادقة على تنفيذه، ثم من خلال كلام مشفر أدرك "ع" في أعماق قلبه أن القرار هو تنفيذ اغتيال أبو العطا، فسارع بالذهاب لمقر الوحدة.
يُبين الملازم "ع" أنه كان يعرف أبو العطا جيدًا، فقد كان لفترة طويلة في بؤرة استهداف المنظومة الاستخبارية ولفت الكثير من الانتباه، خاصة أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "ذاق بأس المطلوب الكبير واضطر للانتقال إلى مكان آمن في أسدود لأن أبو العطا حرص على إطلاق صواريخ بتوقيت يتزامن مع إلقاء نتنياهو خطابه أمام نشطاء الليكود."
ووفق تقرير "واللا"، فإن قرار اغتيال أبو العطا صدر قبل وقت طويل، لكنه صار أكثر إلحاحًا بعد وصول معلومات جديدة بأن الجهاد الإسلامي تنوي تنفيذ المزيد من الهجمات.
بعد صدور القرار النهائي، أشار جهاز "الشاباك" إلى أن المبنى الذي يسكنه أبو العطا مكونٌ من ثلاثة طوابق في قلب حي الشجاعية. يقول التقرير، إن سيف "إسرائيل" كان مسلطًا على عنق أبو العطا، لكنه رغم ذلك كان يشعر بالأمان لدرجة أنه نام ليلته في بيته داخل المبنى المذكور.
يصف مُعدُّ التقرير المبنى الذي يحتوي على بيت أبو العطا نقلاً عن الملازم "ع" موضحًا أن في الطابق الأرضي محلات تجارية، وفي الطابقين العلويين خمس شقق سكنية. كانت مهمة الطاقم السري الذي يتمحور التقرير حوله أن يُجري تحليلاً عميقًا للمبنى بالاعتماد على استخبارات ومعلومات تراكمت لديه على امتداد سنوات، من أجل تحديد مكان وجود أبو العطا بدقة، ثم بعد ذلك يجري تحليلاً إضافيًا للمبنى من الناحية الهندسية لمساعدة "سلاح الجو" في اختيار القنبلة الملائمة للغارة.
يُضيف التقرير شارحًا عمل الطاقم، "يعثرون على نقطة الضعف في المبنى، ويحددون المكان الأمثل لمهاجمته وبأية قوة، فهذه هي مهمة الطاقم الخاص: أن يرشدوا المستعربين إلى المنزل الذي يختبىء المطلوب فيه عبر صورة كبيرة مكتوب عليها كل التفاصيل، فعندما يتم القول لقد انتزع المستعربون المخرب من سريره بسرعة، يكون لهذا الطاقم دورٌ في ذلك".
وبيّن أن هذا الطاقم ومن خلال تحليل المباني من الداخل يقتحم كل الحدود الهندسية والجغرافية، ويرفع كفاءة القوات التي تنفذ الهجمات.
وأكد التقرير، أن هذا الطاقم شارك في عملياتٍ تحدث عنها العالم خلال السنوات الماضية، ولم يكن أحدٌ يدري بضلوعهم في الهجوم على المفاعل النووي السوري، مبينًا أنه في مرات كثيرة كان غياب الفهم الهندسي لدى القوة المهاجمة يوقع إصابات بين الجنود، مثل انهيار المباني عليهم.
وأشار موقع "واللا" في تقريره إلى أن أعضاء هذا الطاقم هم جنودٌ وضباطٌ احتياطٌ تتراوح أعمارهم بين العشرينات والثمانينات.