29-سبتمبر-2024
اغتيال حسن نصر الله

(Getty)

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية، عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، كشفت فيها بعض تفاصيل التخطيط والتنفيذ لعملية الاغتيال، و"مبالغة" نتنياهو في رواية بعض التفاصيل حول الاغتيال

ووفق معلومات "وول ستريت جورنال"، فإن حسن نصر الله وقادة كبار آخرون في حزب الله كانوا في اجتماع بعد ظهر يوم الجمعة في موقع يقع على عمق أكثر من 18 مترًا (60 قدمًا) تحت الأرض. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إن الهجوم استخدم "سلسلة من القنابل المتسلسلة والمؤقتة لاختراق المواقع تحت الأرض".

قالت مصادر إسرائيلية، إن "غالانت قاد الدعم لعملية اغتيال حسن نصر الله خلال المناقشات"

وبحسب الصحيفة الأميركية: "أظهرت عملية الاغتيال أن زعماء إسرائيل مستعدون لتجاوز الخطوط الحمراء التي كانت تحدد في السابق الصراع البطيء مع حزب الله".

وقالت: "لقد بدأ التخطيط الإسرائيلي للعمليات الخاصة بهجوم يوم الجمعة قبل عدة أشهر، حيث قام المسؤولون العسكريون بتحديد كيفية اختراق مخبأ تحت الأرض في جنوب بيروت بسلسلة من الانفجارات الموقوتة، حيث يمهد كل انفجار الطريق للانفجار التالي. كما كان الهجوم واحدًا من أكبر الغارات الجوية الفردية على مدينة كبيرة في التاريخ الحديث".

وكان المسؤولون الإسرائيليون قد بدأوا في مناقشة خيار اغتيال نصر الله "بشكل جدي في الأيام الأخيرة"، وفقًا لشخص مطلع على الأمر. وقال المسؤولون الإسرائيليون إن "التوقيت الدقيق للضربة كان فرصة، حيث جاء بعد أن علمت الاستخبارات الإسرائيلية بالاجتماع قبل ساعات من حدوثه".

وقال مراسل شؤون الاستخبارية في "يديعوت أحرونوت" رونين بيرغمان، إن اغتيال حسن نصر الله وصف بـ "مهمة مجنونة"، مشيرًا إلى أن الداعم الأبرز "للهجوم العدواني على لبنان، هو تومر بار، قائد سلاح الطيران في جيش الاحتلال".

وأشار بيرغمان، إلى أن التوصية باغتيال نصر الله من قبل الجيش الإسرائيلي، قدمت في 11 تشرين الأول/أكتوبر، وقال: "رغم اليقظة ورغم كل شيء، تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية "أمان" في هذه الحالة، من تحقيق إنجاز، وهو تحديد موقع نصر الله. وقامت بتزويد القوات الجوية بالمعلومات اللازمة لإسقاط ما لا يقل عن 83 ذخيرة مختلفة، وهي كمية ضخمة من القنابل".

ولفت بيرغمان إلى تحول الموقف السياسي في إسرائيل، الذي عارض العملية سابقًا، وبالأخص بعد موقف وزير الأمن يوآف غالانت، الذي كان يدعم الهجوم على لبنان بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر مباشرةً.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن بعد تفجيرات البيجر "بدأ نتنياهو في تغيير خطابه في ذلك الوقت بالضبط، عندما علم أنه سيتعين عليه اتخاذ قرار مهم قريبًا، إذ قرر تغيير أهداف الحرب. وهكذا يبدو وكأن قرار اغتيال نصر الله، جاء نتيجة تغيير استراتيجي وليس حدثًا عملياتيًا".

وأضافت "يديعوت أحرونوت": "جاء قرار الاغتيال وسط معارضة قوية من كبار المسؤولين الأمنيين، الذين رأوا أن هذا خطأ فادح قد يؤدي إلى الحرب، وفوق كل ذلك، لم يكن من الواضح كيف سيؤدي إلى خدمة الهدف الجديد للحرب".

وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "إطلاق حملة واسعة ضد حزب الله هو أمر في ذهن مسؤولين كبار آخرين داخل المؤسسة الأمنية، وعلى رأسهم قائد القوات الجوية وقائد القيادة الشمالية ورئيس الأركان هرتسي هليفي والموساد. لقد اعتقدوا منذ زمن طويل أنه لا بد من الحرب ضد حزب الله، ويعتقدون اليوم أنه ينبغي استغلال ساعة الضعف والارتباك لضرب الحزب".

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن رئيس الموساد الجديد ديفيد برنيع "تبنى النهج العدواني للغاية الذي اتبعه سلفه يوسي كوهين تجاه حزب الله. وكان لدى كوهين جدالات صعبة مع قيادة الجيش بقيادة غادي آيزنكوت وأفيف كوخافي، إذ قال إن إسرائيل لا ينبغي أن تدخل إلى المعركة بين الحروب التي تضمنت بشكل أساسي الهجمات على شحنات الأسلحة، مما يعني نوعًا من تبادل الضرب والردع. ويعتقد برنيع أن حزب الله يجب أن يُضرب كلما كان ذلك ممكنًا وبأقصى قوة ممكنة".

واستمرت في القول: "هناك عامل آخر يؤثر دائمًا على عملية صنع القرار، ولكنه لعب دورًا متزايدًا في الثقة التي كانت مطلوبة في النهاية لكي يتخذ المستوى السياسي القرار، وهو الثقة في أن إسرائيل لديها المعلومات اللازمة لتنفيذ. الاغتيال بنجاح والمعلومات الكافية حول الرد. وهذه هي مهمة الجناح الاستخباراتي للجيش الإسرائيلي الذي قدم بيانات لنتنياهو مفادها أن هذه فرصة من غير المرجح أن تعود، وأنه إذا انتظروا حتى يعود نتنياهو من نيويورك، فمن الممكن أن يعود نصر الله للانتقال إلى مجموعة من المخابئ الخاصة به للحرب، وسيكون ضربه هناك أكثر صعوبة".

نتنياهو يبالغ

ووفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل اتخاذ القرار بشأن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حتى عودته إلى إسرائيل من نيويورك المقررة، يوم الأحد، بحسب عدة مصادر شاركت في المناقشات الأمنية التي جرت خلال الأسبوع الماضي.

وكشفت المصادر أن بتسلئيل سموتريتش وياريف ليفين وديفيد أمسالم عارضوا في آخر اجتماع للحكومة حول الموضوع الاغتيال، فيما أيده وزير الأمن غالانت، وظل نتنياهو غير ملتزم، ممتنعًا عن التعبير عن موقف حاسم.

وفي المناقشات التي جرت قبل سفره إلى الولايات المتحدة، صرح نتنياهو بأنه سيتخذ القرار النهائي بشأن عملية الاغتيال عند عودته إلى إسرائيل. وفي نهاية المطاف، وافق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي على العملية وهو "لا يزال في الولايات المتحدة، وذلك بسبب فرصة عملية سنحت له أثناء زيارته"، بحسب "هآرتس".

وقالت "هآرتس": "هذا يتناقض مع مزاعم مكتب نتنياهو التي تشير إلى أن الرحلة في حد ذاتها كانت تكتيكًا تحويليًا يهدف إلى الإشارة إلى ’استمرار العمل كالمعتاد’ لحزب الله وإخفاء النوايا الحقيقية لإسرائيل".

وقالت "هآرتس": "في الأيام الأخيرة، أجرى نتنياهو وغالانت مزيدًا من المناقشات مع كبار المسؤولين الأمنيين بشأن خطة الاغتيال". وأشارت مصادر حضرت المناقشات إلى أن "غالانت ضغط من أجل الموافقة على العملية، في حين لم يتوصل نتنياهو بعد إلى قرار نهائي. وقبل يوم واحد من الضربة، وقبل مغادرة نتنياهو إلى الولايات المتحدة مباشرة، عُقد مؤتمر عبر الهاتف مع أعضاء مجلس الوزراء الأمني، حيث تم تفويض نتنياهو وغالانت لاتخاذ قرار بشأن تنفيذ الاغتيال".

وبحسب المصادر الإسرائيلية، ورغم أنه لم يُطلب من وزراء الحكومة الإسرائيلية "التصويت على العملية، فإن سموتريتش وليفين أبديا معارضتهما، وكذلك فعل أمسالم، على الرغم من أنه ليس عضوًا في الحكومة ولكن نتنياهو يدعوه بشكل متكرر للمشاركة".

من ناحية أخرى، قالت مصادر إسرائيلية، إن "غالانت قاد الدعم لعملية الاغتيال خلال المناقشات". وأشار نتنياهو إلى أن المداولات ستستمر عند عودته إلى إسرائيل. وأبلغ مسؤولون أمنيون يوم الجمعة نتنياهو وغالانت "بوجود فرصة لاغتيال نصر الله، وأذن رئيس الوزراء ووزير الأمن بتنفيذ الهجوم".

مكان اغتيال نصر الله.jpg
مكان اغتيال نصر الله

منذ أشهر

قال ثلاثة مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إن القادة الإسرائيليين كانوا على علم بمكان "تواجد حسن نصر الله منذ أشهر وقرروا ضربه الأسبوع الماضي؛ لأنهم اعتقدوا أن لديهم فرصة قصيرة فقط قبل أن يختفي زعيم حزب الله في مكان مختلف".

وقال اثنان من المسؤولين إن "أكثر من 80 قنبلة ألقيت على مدى عدة دقائق. ولم يؤكدا وزن القنابل أو نوعها".

وبحسب "نيويورك تايمز": "عثر عناصر حزب الله على جثة نصر الله وحددوا هويته في وقت مبكر من صباح يوم السبت، إلى جانب جثة أحد كبار القادة العسكريين في حزب الله، علي كركي، وفقًا للمسؤولين، الذين استشهدوا بمعلومات استخباراتية تم الحصول عليها من داخل لبنان".

وقال اثنان من المسؤولين إن العملية كانت مخططة منذ وقت سابق من الأسبوع، عندما تحدث الزعماء السياسيون الإسرائيليون مع نظرائهم الأميركيين حول إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان، وقبل أن يغادر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسرائيل لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عن اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في قصف عنيف وضخم على ضاحية بيروت الجنوبية، في عملية أطلق عليها اسم "ترتيب جديد".

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن طائرات الاحتلال أسقطت أكثر من 80 قنبلة على المكان المحتمل لوجود نصر الله، زنة كل منها طنًا، من النوع الذي استخدم مرارًا في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن القصف استهدف "القمر المركزي لحزب الله".