كشف استهداف حزب الله، لمنزل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في قيسارية، صباح يوم السبت، عن أزمة في مواجهة المُسيّرات القادمة من جنوب لبنان، تعززت بعد استهداف قاعدة تدريب لواء غولاني جنوب حيفا، قبل عدة أيام.
وبحسب خبراء، تحدثوا لموقع "واللا" الإسرائيلي، فإن قدرات الدفاع الجوي قصيرة المدى لإسرائيل تعاني من "بعض العيوب الخطيرة في التعامل مع التهديد الذي يتقدم بسرعة أكبر بكثير من قدرة إسرائيل على محاربته".
ونقل موقع "واللا" عن ضابط احتياطي إسرائيلي كبير، قوله: "إن سلاح الجو الإسرائيلي لم يبني قوة مناسبة للتعامل مع تهديدات الطائرات المُسيّرة على نطاق واسع"، مضيفًا: "إنها قضية أساسية. لقد انتهى بنا الأمر إلى وضع حيث تطارد أربع طائرات مقاتلة -في أفضل الأحوال- طائرة بدون طيار واحدة".
مسؤول إسرائيلي: سلاح الجو الإسرائيلي لم يبني قوة مناسبة للتعامل مع تهديدات الطائرات المُسيّرة على نطاق واسع
واستمر في القول: "كنا نعلم ذلك، تمامًا كما كنا نعلم أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يبني قدراته في دعم القوات البرية على الحدود بشكل جيد بما فيه الكفاية".
وقال ليران عنتيبي، الباحث الزائر الأول في ورشة يوفال نئمان في جامعة تل أبيب والخبير العالمي في الطائرات بدون طيار والمركبات الجوية غير المأهولة: "لا يوجد نظام دفاع محكم الإغلاق تمامًا، حتى مع التقنيات المتقدمة. ما زلنا بحاجة إلى تحسين آليات التحذير لتوفير فرصة للدفاع. في بعض الحالات، لا يمكن اعتراض الطائرة المُسيّرة أو المركبة الجوية غير المأهولة؛ لأن الطائرة المُسيّرة أو المركبة الجوية غير المأهولة تحلق على ارتفاع منخفض للغاية، ومحاولة اعتراضها في تلك المرحلة قد تزيد من المخاطر والأضرار المحتملة".
وسلط عنتيبي الضوء على قضية أخرى تتعلق باستعداد إسرائيل للتعامل مع الطائرات بدون طيار والمركبات الجوية غير المأهولة: "إنها مهمة صعبة للغاية، ليس فقط من الناحية التكنولوجية، بل وأيضًا من الناحية الثقافية. إن الجانب الآخر يتعلم عنا ويتكيف معنا بشكل أسرع بكثير مما نستطيع تطويره وتطوره. وإلى أن نعالج هذا، فإننا نتخلف عن الركب. إنها منافسة بين قوتين تعملان بسرعات مختلفة تمامًا".
وأوضح: "حتى لو وصلنا إلى قمة التقدم التكنولوجي والعلمي ووضعناه موضع التنفيذ، فإن هذه العمليات تستغرق وقتًا. وفي الوقت نفسه، يعمل الجانب الآخر على الارتجال وتحقيق قدرات كانت في السابق حكرًا على الدول، ودمجها بطرق تتحدى أنظمتنا الدفاعية. إن العالم بأسره يتطور. على سبيل المثال، لمواكبة هذا التطور، يتجه الأميركيون إلى المزيد من الشركات الخاصة ويمولونها لتسريع قدراتهم".
وحدة حزب الله الـ127
وأفاد مراسل موقع "واللا" الإسرائيلي للشؤون العسكرية، بأنه خلال "السنوات الأخيرة، ركز حزب الله على تطوير قدراته الجوية الخاصة، والتي تتكون في المقام الأول من الطائرات المُسيّرة. مما منحه القدرة على ضرب المباني في إسرائيل بدقة مع تعقيد اكتشاف واعتراض هذه الطائرات المُسيّرة. وقد أثبتت قدرات حزب الله الجوية فعاليتها في عدة حالات، مثل الهجوم على قاعدة تدريب لواء غولاني والتي أسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة العشرات، فضلًا عن إطلاق طائرة مُسيّرة باتجاه مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم السبت".
وبحسب زعم موقع "واللا": "ينتمي العناصر المسؤولون عن الطائرات المُسيّرة إلى الوحدة 127، التي تعمل تحت قيادة فرقة الطيران التابعة لحزب الله. وقد حققت هذه الوحدة، المجهزة بأنواع مختلفة من الطائرات المُسيّرة المستندة إلى التكنولوجيا الإيرانية، تقدمًا عملياتيًا خلال السنوات الماضية. وقد انتشر عناصر الوحدة في جميع أنحاء لبنان".
وأوضح الموقع الإسرائيلي: "عادت الوحدة إلى دائرة الضوء مرة أخرى بالهجوم الدقيق بطائرة مُسيّرة في قاعدة تدريب لواء غولاني جنوب حيفا. وردًا على ذلك، أصدر قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار تعليماته بإعطاء الأولوية لاستهداف هذه الوحدة".
وأضاف الموقع الإسرائيلي: "في السنوات الأخيرة، نجحت الوحدة في توسيع مواقع تخزينها ومنصات إطلاقها ومدرجاتها للطائرات الكبيرة من المُسيّرة من منطقة البقاع في لبنان إلى مواقع إضافية. وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن تشغيل طائرة مُسيّرة من طراز شاهد 107 سهل للغاية، كما أن تصميمها وموادها يجعل من الصعب اكتشافها وتعقبها واعتراضها، خاصة بسبب قدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة".
وأوضح مراسل الشؤون العسكرية لموقع "واللا"، قائلًا: "من المهم أن نلاحظ أن طائرات حزب الله المُسيّرة، إما موجهة بصريًا (بالبحث عن الصور) أو موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وفي بعض الحالات يتم التحكم بها عن بعد أو تعمل على مسارات طيران مبرمجة مسبقًا. ويعتمد حجم الرأس الحربي على حجم الطائرة المُسيّرة ومدى طيرانها. ويمتلك حزب الله طائرات مُسيّرة قادرة على ضرب الأهداف بدقة بضع عشرات من الأمتار فقط".
واستمر في القول: "طورت القوات الجوية الإسرائيلية أساليب مختلفة لاكتشاف وتتبع واعتراض هذه الطائرات المُسيّرة، لكن حزب الله يحاول في كثير من الأحيان التهرب من القوات الجوية والجيش الإسرائيلي من خلال إطلاق عدد كبير من الطائرات المُسيّرة في وقت واحد أو استخدامها بالتزامن مع إطلاق الصواريخ لتشتيت انتباه أنظمة الكشف وإرباكها".