فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على منظمة الأمر 9 الإسرائيلية، التي تعمل على منع وصول المساعدات إلى قطاع غزة في ظل المجاعة التي يصنعها الاحتلال الإسرائيلي.
وتستهدف العقوبات الأميركية مجموعة "الأمر 9" التي لها علاقات بقوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
وتأتي العقوبات الأميركية على منظمة الأمر 9، بعد أشهر من إصدار الخارجية الأميركية عدة عقوبات على مجموعات من المستوطنين في الضفة الغربية.
منظمة الأمر 9 الإسرائيلية تشكلت مع بداية العام الحالي، قامت بمنع وصول المساعدات إلى غزة
ما هي منظمة الأمر 9 الإسرائيلية؟
منظمة الأمر 9 الإسرائيلية أو "تساف 9"، هي مجموعة من المستوطنين وتضم أهالي أسرى في قطاع غزة أو أهالي جنود جيش الاحتلال، بالإضافة إلى عناصر من أحزاب اليمين الإسرائيلي، التي تعمل بشكلٍ ممنهج على منع وصول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأكدت تقارير إعلامية عدة على أن منظمة الأمر 9 الإسرائيلي تضم أعضاءً من أحزاب الصهيونية الدينية، ويدعمها إيتمار بن غفير، إذ كشف حديثًا عن طلبه عدم تأمين شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة.
وتنشط مجموعة الأمر 9 الإسرائيلية منذ مطلع العام الجاري، بعد ضغوط دولية أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على إدخال بعض المساعدات إلى قطاع غزة، الذي كان يعيشه شماله مجاعة، فيما قامت هذه المجموعة بمنع دخول كافة قوافل المساعدات المحدودة إلى القطاع في عدة حالات.
ونظمت مجموعة الأمر 9 عشرات الهجمات على قوافل الشاحنات في الضفة الغربية، بعد وصول معلومات لها من جيش وشرطة الاحتلال عن مسار طريقها إلى قطاع غزة.
كما أنها تنشط في محيط كافة معابر قطاع غزة، وتعمل على إتلاف محتويات قوافل المساعدات في الشوارع أو نهبها، وتتواجد في محيط معبر إيريز ومعبر كرم أبو سالم ووصلت إلى معبر نيتسانا مع مصر، بالإضافة إلى نشاط في طرق الضفة الغربية.
يشار إلى أن المجموعة تجمع التمويلات عبر عدة مؤسسات ومنظمات، مثل منظمة "تورات هاليتشيما" الإسرائيلية غير الربحية، والشركة الإسرائيلية "GiveChak"، ويتم جمع العديد من هذه التبرعات في الولايات المتحدة.
وفي تقرير سابق لـ"الغارديان"، كشف عن تواطؤ عناصر من جيش الاحتلال ومجموعات من المستوطنين ومن بينها منظمة الأمر 9، على منع وصول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر المعابر الإسرائيلية.
ورغم ظهور عشرات المقاطع المصورة، التي تكشف عن عدم تحرك جيش الاحتلال أو الشرطة الإسرائيلية، خلال الهجوم على شاحنات المساعدات وإتلاف ونهب محتوياتها، إلّا أن التقرير الصادر عن الصحيفة البريطانية يكشف عن تبادل للمعلومات بين مجموعة "الأمر 9" وقوات أمن الاحتلال.
وقال متحدث باسم مجموعة "الأمر 9 - تساف9" الإسرائيلية، إن المستوطنين الذين يعترضون الإمدادات الإنسانية الحيوية إلى القطاع يتلقون معلومات حول موقع شاحنات المساعدات من أفراد الشرطة والجيش الإسرائيليين. وفي إحدى هذه الرسائل التي اطلعت عليها صحيفة "الغارديان"، نبه نشطاء اليمين المتطرف الأعضاء إلى أنهم "سيتلقون معلومات أولية حول التخطيط لنقل الشاحنات، من جنود وشرطة المعابر الحدودية".
وفي 10 شباط/فبراير، ألغى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، زيارة مقررة إلى معبر كرم أبو سالم مع قطاع غزة، لأن إسرائيل "لم تستطع أن تتعهد بعدم عرقلة مرور المساعدات عبر المعبر من قبل المتظاهرين اليمينيين أثناء وجوده هناك"، وحينها كانت منظمة الأمر 9 الإسرائيلية تتصدر منع وصول المساعدات إلى القطاع.
وحينها وفي ظل عدم قيام الشرطة بإخلاء المكان والسماح بوصول عناصر مجموعة الأمر 9 الإسرائيلية، قالت صحيفة "هآرتس": "الجيش مقتنع بأن هذا التغيير في السياسة تم بأمر من أعلى، وعلى الأرجح من قبل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يشارك أنصاره في المظاهرات. وخلال الأيام الماضية، كان التواجد الشرطي على المعبر ضئيلًا".
وفي وقت سابق من شهر كانون الثاني/يناير الماضي، قال مسؤول سياسي إسرائيلي، لموقع "يديعوت أحرونوت"، إن شرطة الاحتلال لا تتدخل من أجل فتح الطريق، وذلك بناءً على قرار من الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
والمنظمة حصلت على اسمها من "الأمر رقم 9"، وهو أمر للتجنيد الفوري لجنود الاحتياط في جيش الاحتلال.
وأسس منظمة الأمر 9 الإسرائيلية ريعوت بن حاييم بالمشاركة مع زوجها سيفي، أحد الجنود الذين كانوا في قطاع غزة.