18-يونيو-2018

صورة من الفعالية في غزة اليوم

أكد صحافيون ونشطاء تعرضهم للقمع من أشخاص يُعتقد أنهم ينتمون إلى الأجهزة الأمنية، وذلك خلال فعالية في ساحة السرايا بمدينة غزة، الإثنين، أُقيمت للمطالبة بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، ورفع العقوبات عن قطاع غزة، ووقف خصومات رواتب الأسرى وتجنيبهم تبعات الانقسام، قبل أن تتطوّر إلى اشتباكات بالأيدي واعتداءات على المشاركين فيها، وقد تخلل ذلك تحطيم المنصة.

ووفق مشاركين في الفعالية، فإن عناصر أمن بالزي المدني هاجموا المتظاهرين واعتدوا عليهم بالضرب وحطّموا المنصة، وأنه خلال ذلك سُمعت شعارات "علمانية برا برا"، فيما قالت مصادر في حماس إن ما حدث كان شجارًا بين أنصار الرئيس محمود عباس، وأنصار رجل الأعمال الأمني محمـد دحلان، المفصول من حركة فتح.

أشخاص يرتدون زيًا مدنيًا  قالوا إنهم عناصر أمن اعتدوا على صحافيين في غزة ومنعوهم من العمل في فعالية وطنية

وأظهر مقطع فيديو صوّرته صحيفة الحدث أن الاشتباك بدأ بعد أن هتف مؤيدون للرئيس محمود عباس بالهتاف له "بالروح بالدم نفديك يا عباس"، بينما كان اللواء توفيق أبو نعيم، مدير عام قوى الأمن الداخلي في غزة، يتحدث على المايكروفون.

وأفادت الصحافية شيرين خليفة لـ الترا فلسطين بأن الذين هاجموا الفعالية يرتدون زيًا مدنيًا وقبعات سوداء، وهم أنفسهم من كسروا المنصة، مضيفة أن أبو نعيم دعا إلى التزام الهدوء مؤكدًا أنه لا يوجد أي عنصر أمن في الموقع، إلا أن أشخاصًا كانوا بالقرب من المنصة ردوا عليه مؤكدين وجود العشرات من عناصر الأمن.

الصحافية شيرين، وزميلتها ناهد أبو هربيد، كانتا بين صحافيين تعرضوا للقمع وتم تكسير كاميرات بعضهم خلال هذه الأحداث. تُبين شيرين، أن مجموعة من الأشخاص يرتدون قبعات سوداء توجهوا لها ولزميلتها ناهد أثناء التغطية، ثم تحدث أحدهم طالبًا حذف ما تم تصويره، وتفتيش الجهاز، وقالت: "عندما أبلغته أن الجهاز يحتوي صورًا شخصية، قال لي إن بالإمكان إحضار إحدى الأخوات لتفتيشه".

وأضافت أنها سألت الرجل المذكور عن هويته فقال إنه من جهاز المباحث، مضيفة أنه قال لها "لما تقدروا تصوروا في الضفة تعالوا صوروا هنا"، ولم يُغادر الموقع إلا بعد التأكد من حذف جميع ما تم تصويره.

 وأفاد نشطاء بأن بين ضحايا الاعتداء على الفعالية، نشطاء فاعلون في مسيرات العودة، والمظاهرات التي تخرج عند السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة 48.

ودعا اللواء أبو نعيم إلى تشكيل لجنة تحقيق من القائمين على الفعالية، وكذلك من الأجهزة الأمنية؛ "لوضع النقاط على الحروف". فيما قال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم: "قدمنا التسهيلات اللازمة لعقد الفعالية المطالِبة برفع العقوبات وإنهاء الانقسام وعودة رواتب الأسرى، ولم تتدخل الأجهزة الأمنية مُطلقًا في فض الفعالية، بل أنهاها القائمون عليها بعد وقوع شجاراتٍ بين المشاركين".

وقالت الجبهة الديمقراطية، إن عناصر خارجة عن القانون اعتدت على الفعالية، وطالبت الأجهزة الأمنية بملاحقتهم ومحاسبتهم. كما دعت الجبهة الشعبية إلى وقفة وطنية تقضي بمحاسبة كل المتسببين بالاعتداء على الفعالية.

ونفت حركة حماس أن يكون ما حدث اليوم مخططًا له من طرف أي "جهة وطنية"، بل نتيجة "الاحتقان والتوتر الذي يسود القطاع، والتباين بين المشاركين"، مؤكدة أنها تأسف لما حدث، وتُدينه.

وأشارت الحركة إلى أن هذا الحراك أقام عدة فعاليات سابقًا وقد مرت جميعها بهدوء ودون أي صدامات.