مع تقدّم جنود وآليّات الاحتلال في مناطق وسط قطاع غزة، وشرق خانيونس الواقعة جنوبًا، توالت بلاغات كتائب القسام عن قنص جنود إسرائيليين ببندقية غول محليّة الصنع التي طوّرها "مهندسو القسام" لتحمل اسم الشهيد عدنان الغول، وتدخل الخدمة في اليوم الثامن العشرين من حرب 2014، التي سُمّيت بـ "بمعركة العصف المأكول".
بندقية غول طوّرها "مهندسو القسام" ويصل مداها القاتل لكيلومترين، ومع تقدّم في وسط وجنوب قطاع غزة خلال العدوان الحاليّ بدأت تتوارد أنباء قنص الجنود بهذه البندقية
نهار الإثنين (5 كانون أول (2023 ، اليوم الـ60 لمعركة طوفان الأقصى، أعلنت كتائب القسام أنّ مقاتليها تمكنوا من قنص جنديين إسرائيليين ببندقية الغول القسامية شرق خانيونس وأصابوهما إصابة مباشرة. وبعد ساعات من هذا البلاغ، عادت كتائب القسام وأعلنت قنص 6 جنود بذات البندقية، في منطقة الزنة بمحور شرق مدينة خانيونس.
بندقية الغول القسامية
في الثالث من آب/ أغسطس 2014، كشفت كتائب القسام عن تطوير مهندسيها بندقيّة قنص من عيار 14.5، وبمدى قاتل يصل 2 كيلومتر، أمّا طول بندقية "غول" فيزيد عن متر ونصف المتر.
وتحت عنوان "صنعنا بأيدينا ما نحصد به رؤوسكم"، نشرت كتائب القسام في 20 كانون أول/ ديسمبر 2023 (اليوم الـ75 من حرب غزة) مشاهد قالت إنها لعملية تصنيع بندقية الغول المستخدمة في عمليات قنص الجنود في معارك قطاع غزة.
كتائب القسام تنشر مشاهد من عملية تصنيع #بندقية_الغول المستخدمة في عمليات قنص الجنود في معارك قطاع #غزة.
✅ انستغرام:https://t.co/f6RlY7fOrY
✅ منصّة - X- تويتر سابقًا:https://t.co/lLoXoDH6qd
✅ واتساب:https://t.co/jw7RFdVSj9
✅تيليغرام:https://t.co/kNLyhu2OKp pic.twitter.com/WR2Qt9ozIa— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 20, 2023
لماذا الغول؟
أطلقت كتائب القسام على بندقيّة القنص اسم "الغول" تيمّنًا بالشهيد عدنان الغول، أحد قادتها العسكريين، والذي كان مسؤولًا عن تعزيز قدرات حماس العسكرية، ووصف بأنه "أسطورة التصنيع العسكري" وتمكّن من إحداث "نقطة تحوّل" في مقاومة الاحتلال بتصنيع قنبلة يدوية، وصواريخ "القسام" و"البنّا" و"البتّار" والعبوات الناسفة، إضافة لإنتاج قذائف الهاون والقذائف المضادة للدروع رغم شُح الإمكانيّات، قبل أن يستشهد في قصف إسرائيلي بصاروخين استهدف مركبة في شارع يافا وسط مدينة غزة يوم 21 تشرين أول/ اكتوبر 2004، بعد أن كان تولّى قيادة وحدة التصنيع العسكري في كتائب القسام، وكان نائب قائد الأركان.
وعدنان الغول من مواليد مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في 24 تموز/ يوليو 1958 لعائلة مهجرة من قرية "هربيا" إحدى قرى قضاء المجدل التي غادروها قسرًا سنة النكبة، وقد درس جزءًا من المرحلة الابتدائية في المخيم، وأكمل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وبعد وفاة والده، سافر عدنان الغول إلى إسبانيا لدراسة الكيمياء، غير أنه لم يمكث أكثر من شهرين ثم عاد للبلاد.
وبعد زواجه، شكّل عدنان الغول مجموعة عسكرية نفذت عمليات ضدّ جنود الاحتلال، لكن أمرها انكشف باعتقال أحد أفرادها، ما دفعه للسفر، ثم عاد لقطاع غزة أوائل سنوات التسعينيات.
وعام 2001، استشهد بلال الغول، النجل الأكبر لعدنان، أثناء محاولة اغتياله، كما استشهد نجله الثاني محمد خلال اشتباك مع قوات إسرائيلية خاصة تسللت قرب منزل العائلة، فقتل جنديًا وأصاب آخر.
وتعرّض عدنان الغول لملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتمكن من الهرب من سجن السرايا عام 1998، وتمكن من الهرب مرة أخرى عن طريق خداع سجانيه.
وكان لعدنان الغول دور بارز في عمليات "الثأر المقدس" للمهندس الشهيد يحيي عياش، كما أشرف على تنفيذ العشرات من العمليات الاستشهادية لكونها مرتبطة بعمله.
وخلال معركة طوفان الأقصى، نشرت كتائب "القسام" مقاطع فيديو لاستهداف جنود وآليات الاحتلال المتوغلة داخل قطاع غزة. وحتى نهاية اليوم الجاري، أعلنت الكتائب عن 11 عمليّة قنص منذ بداية الهجوي البري الإسرائيلي على قطاع غزة، أبرزها مع بدء الاجتياح البري لمنطقة خان يونس جنوبي القطاع خلال الأيام القليلة الماضية.
وأدخلت كتائب القسام "عبوات العمل الفدائي" للخدمة خلال معركة طوفان الأقصى، وأعلن عن ذلك الناطق العسكري أبو عبيدة في كلمته يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر. كما جرى الإعلان خلال هذه المواجهة عن إدخال طوربيد "العاصف"، في الخدمة ضمن أسلحة كتائب القسام.