08-نوفمبر-2024
لندرة الطعام الذي كان يُقدّم لهم، لم يكن الأسرى يُفرّطون حتى بحبّة فاصولياء!

لندرة الطعام الذي كان يُقدّم لهم، لم يكن الأسرى يُفرّطون حتى بحبّة فاصولياء!

كُنّا إذا سقطت حبة الفاصولياء البيضاء الباردة تحت سرير الزنزانة الحديدي المهترئ، انحنينا خلفها فلا نعتدل حتى نعود بها، وكيف تفرّط بحبة فاصولياء وحصّتك كلها بضع حبات؟!

يروي الأسير المحرر عقل ربيع من المزرعة الغربية شمال رام الله، تفاصيل صعبة عايشها في سجن عوفر الإسرائيليّ في أثناء اعتقاله إداريًا خلال الحرب

أمّا علبة اللبن التي تقاسمها أربعة أسرى، وفيها 200 غرام فقط، فكنّا لا نرميها، وفيها أثر لبن، وكانت الملعقة البلاستيكية تدور في كل زواياها وثناياها بحثًا عن أيّ بقية للبن. فتنكسر الملعقة قبل رمي العلبة.

الجزرة الواحدة المخصصة للغرفة كلها التي تغلق بابها على 12 أسيرًا، فكنّا نخلع غطاء علبة الموزّع الكهربائي من الحائط، حتى نتمكن من تقطيعها إلى قطع مجهرية بعدد الأسرى، ثم يديرها السجين في فمه نصف ساعة، حتى يظل أثر لشيء في فمه.

أمّا البيضة المسلوقة منذ أسبوع، والتي أزرقّ باطنها فكنّا نتجاوز رائحتها، ونقشّرها بعناية حتى لا يبقى مع القشر شيء من بياضها، ثم نبدأ بقضمها بأطراف الأسنان لإطالة شعورنا بالأكل، حتى لا ننام بلا عشاء!