فيلم | "المتضامنون".. لماذا كل هذا الحُبّ لفلسطين؟

24-سبتمبر-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

لماذا تركت ريتشل كوري الولايات المتحدة وجاءت إلى غزة لتقضي بين أنياب جرافة إسرائيلية؟ ولماذا قطع بنجامين لادرا المسافة من السويد إلى فلسطين مشيًا على قدميه؟ كيف قُتل الناشط الإنجليزيّ توم هرندل وهو يحاول حماية طفل في رفح؟ أسئلة يحاول الفيلم الوثائقيّ "المتضامنون"، الإجابة عليها.

فقد بثّ التلفزيون العربي مساء الاثنين فيلم "المتضامنون" الذي يسلّط الضوء على ملامح حياة مجموعة من الناشطين والحقوقيين الأوروبيّين الذين قدموا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للوقوف مع الشعب الفلسطيني في أحلك أوقاته، وممن تجنّدوا ليكونوا شهودًا على الظلم والاحتلال.

اقرأ/ي أيضًا: عام من المشي لفلسطين.. إسرائيل تمنع دخول بنجامين لادرا

ويكشف الفيلم عن الأسباب التي دفعت المئات من النشطاء الغربيين إلى ترك كل ما لديهم والمجيء إلى فلسطين ليقفوا في وجه أعتى قوة احتلال وآخر استعمار عنصري على وجه الأرض.

"المتضامنون" فيلم يسلّط الضوء على حياة ناشطين وحقوقيين أوروبيين جاؤوا إلى فلسطين للوقوف مع شعبها في أحلك أوقاته

ويشير إلى أن هذه النماذج من المتضامنين لم تضلّلهم آلات التشويش الإعلامي، ولم تثنِهم التهديدات والمخاوف. فهم يعرفون ما يحدث على هذه الأرض من تدمير منظّم واستيطان غير شرعي وترهيب مدروس وممنهج من سلطات الاحتلال؛ فسلكوا طريقًا معبّدةً بالغايات النبيلة، وبعضهم دفع حياته ثمناً لما يؤمن به.

شاهد/ي أيضًا: فيديو | الصغار لا ينسون "الطريق إلى الصفصاف"

أمّا عن الأسباب التي يمكن أن تُساق لفهم الدافع الذي يحدوا هؤلاء المتضامنين، ممن لا يشتركون مع الفلسطينيين بالتاريخ أو القومية ولا باللغة أو بالثقافة ولا حتى طريقة الحياة، إلى أن يأتوا إلى أكثر مناطق العالم ظلمًا وبؤسًا وتضليلًا ويقفوا مع المنهكين والمتألمين والمظلومين فيها لا بل وأن يموتوا من أجل ما يؤمنون به، لا يجد الفيلم حالة أقل ما يقال عنها أنها "لوثة عشق".

الفيلم يوثّق هذه التجارب الحية ويستنطقها، ويطرح أكثر من سؤال عن صميم ما يحدث

ويدخل الفيلم إلى تلك اللحظات النادرة؛ حين ينشغل القاتل قليلًا عن جريمته ليطرد الشاهد من المكان. وهو الشاهد الذي يرفع يديه عاليًا وهو يصرخ في وجه أعتى جيش في المنطقة: "عليكم أن تتوقفوا! نحن ناشطون أجانب، من البلدان التي تخدعون إعلامها، نراقبكم، فتوقفوا عن التدمير.. توقفوا عن القتل!". فيجيبهم الجندي القاتل وهو يطلّ برأسه من نافذة جرافته شديدة التحصين: "هذه ليست قضيتكم، ما الذي تفعلونه هنا؟" فيردّ عليه الصوت المشبع بالتحدي: "أينما يكون الظلم فتلك قضيتنا؟".