قال مفوض وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، فيليب لازاريني، إن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى إغلاق "الأونروا"، بعد أن فشلت في إقناع المانحين الغربيين بوقف تمويلها بإطلاق مزاعم حول وجود صلات بين موظفي الأونروا وحماس".
فيليب لازاريني: المحاولات الإسرائيلية للقضاء على "الأونروا" وتفكيكها لا علاقة لها بمسألة حيادية الوكالة، بل من أجل تجريد الفلسطينيين من صفة اللاجئ، وتقويض التطلع الفلسطيني المستقبلي لتقرير المصير
وحذر فيليب لازاريني بأن هذه المحاولات "سيكون لها عواقب وخيمة على النظام المتعدد الأطراف والأمم المتحدة وحق الفلسطينيين في تقرير المصير".
وجاءت تصريحات لازاريني بعد مجزرة مدرسة الجاعوني، التي ارتقى فيها 6 موظفين في "الأونروا"، وزعم جيش الاحتلال أن ثلاثة منهم ينتمون لحركة حماس، بينما نفى لازاريني هذه المزاعم، وقال: "لم يكن أي من هذه الأسماء على أي قائمة للجيش الإسرائيلي أُبْلِغْنَا بها، لذلك ليس لدي أي وسيلة إطلاقًا للتأكد من صحة أو عدم صحة هذه الأسماء".
وأكد لازاريني، أن الموظفين الثلاثة كانوا يعملون في مركز إيواء النازحين الموجود في مدرسة الجاعوني، نافيًا وجود ما يشير إلى أنهم كانوا عناصر عسكرية.
وشدد فيليب لازاريني، أن المحاولات الإسرائيلية للقضاء على "الأونروا" وتفكيكها لا علاقة لها بمسألة حيادية الوكالة، والهدف وراء ذلك سياسي، ومن أجل تجريد الفلسطينيين من صفة اللاجئ، وتقويض التطلع الفلسطيني المستقبلي لتقرير المصير.
وأشار لازارينى إلى ثلاثة مشاريع قوانين تُمَرَّر في الكنيست، أحدها يقضي بتصنيف "الأونروا" كمنظمة إرهابية، وآخر يقضي بنزع الحصانات جميعها عن موظفي "الأونروا"، بينما الثالث يقضي بمنع دخول "الأونروا" إلى المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل. وتابع أن مشاريع القوانين هذه تحظى بدعم كبير.
وقال: "من غير المعقول أن تصف دولة عضو في الأمم المتحدة وكالة تابعة للأمم المتحدة يأتي تفويضها من مجلس الأمن الدولي بأنها منظمة إرهابية. سيشجع ذلك الحكومات الأخرى لتصنيف منظمات الأمم المتحدة عندما تتصرف بطريقة لا توافق عليها الدولة".
وحذّر لازاريني "من ظهور جيل من الأطفال غير المتعلمين الذين يعيشون في حالة من اليأس على الحدود مع إسرائيل، ويُخشى أن يتحول بعضهم إلى التطرف"، على حد قوله.
وأضاف، أن "التعليم كان آخر ما يملكه هؤلاء الأطفال، أما الآن فهم يعيشون تحت الأنقاض، ويعانون صدمة عميقة، وكلما تأخرنا في إعادتهم إلى البيئة التعليمية، كلما زرعنا بذور المزيد من الكراهية، والمزيد من الاستياء والمزيد من التطرف".
وانتقد فيليب لازاريني "استمرار تجاهل القانون الدولي في غزة"، مشيرًا أنه التقى القادة العرب في القاهرة هذا الأسبوع، و"من الصعب تقدير مدى شعورهم بازدواجية المعايير الغربية التي تُطَبَّق"، حسب تعبيره.
وتحدث لازاريني عن العجز المالي لـ"الأونروا"، القائم منذ سنوات، وتفاقم بعد وقف عدد من الدول تمويلها للوكالة، بعد الاتهامات الإسرائيلية لـ12 موظفًا في الوكالة بالمشاركة في عملية السابع من أكتوبر.
وأوضح، أن "الأونروا" فصلت 10 من الموظفين على الفور، وأجرت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا تحقيقين، و"لم نهدر أي وقت في تنفيذ توصياتها".
وأكد لازاريني، أن الدول جميعها التي علقت تمويل "الأونروا" قد استأنفت عملية التمويل الآن، باستثناء الولايات المتحدة، وهذا أدى إلى عجز قدره 450 ألف دولار.
