الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
قال المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إن ضباطًا اطَّلعوا على تفاصيل التحقيق في قتل الشهيد المسن عمر أسعد أعربوا عن صدمتهم من تصرفات الضباط والجنود الذين اعتقلوا أسعد، منوهًا أن هذه "الحادثة" تُضاف إلى سجل يحمل الكثير من الشكاوى ضد جرائم جنود كتيبة "نيتسح يهودا" التي تضم جنودًا من اليهود المتشددين دينيًا.
خلال السنوات الماضية تراكمت في الجيش عددٌ كبيرٌ من الشكاوى حول تصرفات جنود هذه الكتيبة تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية والأغوار
ونشر هرئيل تقريرًا، الإثنين، حمل عنوان: "ضباط كبار عن وفاة الثمانيني في الضفة الغربية: المقاتلون لم يرو به إنسانًا"، أشار فيه إلى أن خلاصة التحقيق في قتل أسعد عُرِضت اليوم على رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي.
وبيّن هرئيل، أن قوة من جيش الاحتلال أوقفت أربعة سائقين في قرية جلجليا في ساعة متأخرة من الليل دون امتلاك إنذار استخباري، ثم اقتاد الجنود السائقين الأربعة إلى منزل مهجور، وهناك ظلَّ أحد الجنود يحرسهم، منوهًا أن القوة كانت تتلقى تعليماتها من قوة أكبر يقودها قائد كتيبة تواجد في مكان آخر من القرية.
وأفاد، وفقًا لشهادات جنود الاحتلال، أن المسن أسعد احتج على إيقافه، فتم تقييد يديه بقوة وتغطية عينيه بقطعة قماش. لاحقًا، تم الإفراج عن المحتجزين، بينما ظل المسن أرضًا. يزعم الجنود أنهم ظنوه نائمًا، وهكذا تركوه دون أن يقدموا له أي مساعدة.
وقال ضباطٌ كبار في جيش الاحتلال، إن الشبهات بحق الضباط والجهود "تثير الكثير من القلق، فهم لم يتصرفوا مع المسن الفلسطيني كإنسان، لم يروا فيه بشرًا، فقد أوقفوه خلال نشاط روتيني دون سبب لذلك، ثم أجبروه على الانبطاح وهو مقيد في البرد القارس، حيث درجة الحرارة آنذاك وصلت الصفر، وعندما حذرهم المُحتجزون من وضع المسن منعهم الجنود من التقدم نحوه لمساعدته".
ورغم ذلك، يرفض ضابطٌ كبير تصنيف ما حدث بأنه "جريمة قتل"، لكنهم يعتبرونها "حدثًا فظيعًا"، خاصة أن القوة التي ارتكبت الجريمة ضمت قائد فصيل، وقائده كان في منطقة محاذية، وهو قائدة كتيبة.
عدد كبير من عناصر الكتيبة من سكان البؤر الاستيطانية غير المرخصة، بل إن قسمًا منهم مرتبطون بتنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي
وكشف هرئيل في تقريره أن هذه "الحادثة" -كما وصفها- ليست الأولى من نوعها بالنسبة لكتيبة "نيتسح يهودا" التي تضم جنودًا متشددين دينيًا، وتنتمي للواء المشاة "كفير". فخلال السنوات الماضية تراكمت في الجيش عددٌ كبيرٌ من الشكاوى حول تصرفات جنود هذه الكتيبة تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية والأغوار.
يُذكر أن كتيبة "نيتسح يهودا" هي مشروعٌ أسسه جيش الاحتلال لضم اليهود المتشددين دينيًا إلى الخدمة العسكرية. وبرز اسم الكتيبة في وسائل الإعلام بسبب اعتداء جنودها على الفلسطينيين والتنكيل بهم.
وأضاف هرئيل، أن عددًا من الضباط الكبار الذين يعرفون نشاط كتيبة "نيتسح يهودا" عن قرب اعترفوا بأن الجيش يواجه مشكلة متواصلة تتعلق بالانضباط داخل الكتيبة، فعدد الحالات التي تصرف فيها الجنود بعنف مع الفلسطينيين كبيرٌ جدًا مقارنة بالوحدات الأخرى، مبينًا أن جزءًا من المشكلة يتعلق بصفات الجنود الذين يخدمون في الكتيبة، وبخلفيتهم الأيدلوجية والسياسية.
وأوضح، أن الكثير من جنود هذه الكتيبة هم من الشبان "الحريديم"، وكثيرٌ منهم تسربوا من منظومة التعليم الحريدية من المدارس الدينية وانضموا للخدمة العسكرية النظامية. إضافة لذلك، فإن عددًا كبيرًا من عناصر الكتيبة من سكان البؤر الاستيطانية غير المرخصة، بل إن قسمًا منهم مرتبطون بتنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي والتنظيمات اليمينية المتطرفة.
وأشار هرئيل إلى أن موقع القناة 12 الإسرائيلية كشف عن فحوى محادثات نصية ضمن مجموعة مغلقة على تطبيق واتساب بين ضباط كبار لواء المركز ووحدات أخرى بعد استشهاد المسن أسعد، إذ اعتبر أحد الضباط وفاته جريمة قتل، فيما اعتبر ضابطٌ آخر كتيبة "نيتسح يهودا" بأنها إطار عسكري لتنظيم "تدفيع الثمن". كما طالب ضابطٌ ثالثٌ بإخراج الكتيبة من الخدمة في الضفة، في حين أعرب ضابطٌ آخر عن خوفه من أن جرائم هذه الكتيبة قد تؤدي إلى "عمليات انتقامية" من جانب الفلسطينيين.
اقرأ/ي أيضًا: