04-نوفمبر-2024

سجن النقب يشهد كارثة صحية جرّاء انتشار مرض الجرب بين الأسرى

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، إنّ سجن النقب يشهد كارثة صحية جرّاء انتشار مرض الجرب أو ما يعرف بالسكايبوس بين المئات من الأسرى، وإصابتهم بأعراض صحية صعبة ومعقدة، مع تعمّد إدارة السّجون حرمان الأسرى من العلاج، واستخدامه أداة لتعذيبهم. 

زار محامو نادي الأسير وهيئة الأسرى 35 أسيرًا في سجن النقب أواخر أكتوبر المنصرم، وتبيّن أن 25 منهم أصابهم مرض الجرب

وتابعت الهيئة والنادي، أنّه ومن خلال عدة زيارات أجراها محامو الهيئة والنادي  لـ(35) أسيرًا ومعتقلًا في سجن (النقب) أواخر أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، عكست إفادات الأسرى، الظروف الاعتقالية المأساوية والحاطّة بالكرامة الإنسانية التي يعيشونها، والتي تؤكّد على أنّ منظومة السّجون تسعى لقتل الأسرى بأي وسيلة ممكنة، ومنها المساهمة في انتشار الأمراض بين صفوفهم، إلى جانب الجرائم الممنهجة وأساسها جرائم التّعذيب والجرائم الطبيّة، خاصّة أنّ هناك المئات من الأسرى في سجن النقب من المرضى ومن ذوي الحالات الصحيّة المزمنة والصعبة.

ولفتت الهيئة والنادي إلى أن العديد من الأسرى المرضى تتعمّد إدارة السّجون مؤخرًا نقلهم إلى سجن (النقب)، الذي شكّل وما يزال عنوانًا لجرائم التعذيب، والاعتداءات الجسدية الجنسية، وانتشار الأمراض وتحديدًا مرض الجرب، بهدف قتلهم، فمن بين (35) أسيرًا تمت زيارتهم في سجن (النقب)، كان بينهم (25) مصابون بمرض الجرب. 

وأكد بيان الهيئة والنادي أنّ هذه عيّنة صغيرة عن المئات من الأسرى المصابين، الذين يتعرّضون لجرائم طبيّة ممنهجة، وعمليات تعذيب على مدار الساعة، من خلال استخدام إدارة السّجون المرض أداةً لتعذيبهم، حيث تضمنت إفادات الأسرى جميعهم، تفاصيل قاسية جدًا، حول معاناتهم من المرض دون تلقي أي نوع من العلاج، ودون محاولة إدارة السّجون معالجة الأسباب التي ساهمت، وتساهم في استمرار انتشار المرض، وأبرزها قلة مواد التنظيف، وعدم تمكّن الأسرى من الاستحمام بشكل دائم، وانعدام توفر ملابس نظيفة، فمعظم الأسرى لا يملكون إلا غيارًا واحد، وعدم وجود غسالات، حيث يضطر الأسرى لغسل الملابس على أيديهم، كما تمنعهم إدارة السّجن من نشرها كي تجفّ لذلك تبقى رطبة، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض الجلدية بين الأسرى، كما لا تستجيب إدارة السّجن لمطالبات الأسرى المتكررة بتوفير العلاج أو حتى إخراجهم للعيادة.

إفادات الأسرى 

واستعرضت الهيئة والنادي، مجموعة من الإفادات التي نقلها المحامون خلال الزيارة؛ فقد أفاد الأسير (ر. م) والمعتقل منذ نحو عام، والذي تعرض لاعتداء في شهر تشرين ثان/ نوفمبر العام الماضي، وتسبب بإصابته بإصابة بليغة في قدمه اليسرى، وبقي عدة أشهر في سجن (الرملة) يستخدم كرسيًا متحركًا، حتى جرى نقله في شهر تموز/ يوليو إلى سجن (النقب)، قبل إتمام علاجه، وحتّى اليوم يعاني من أوجاع شديدة في قدمه، ويعتمد في حركته على عكاز، وما فاقم من وضعه الصحيّ، هو إصابته بمرض الجرب – السكايبوس، دون تقديم أي علاج له، فهو متواجد في (غرفة- زنزانة) إلى جانب 9 أسرى، وجميعهم مصابون بالمرض، ولا يستطيعون حتّى النوم من شدة الحكة.

ومن ضمن الحالات الصحية والصعبة جدًا في سجن (النقب) حالة الأسير المسن عبد الرحمن صلاح (71 عامًا) من جنين، وهو من الأسرى القدامى ومن محرري صفقة (وفاء الأحرار) المعاد اعتقالهم. وقال البيان إن الأسير صلاح يتعرّض فعليًا لعملية قتل بطيء، فهو يعاني من ضعف شديد في النظر، وضعف في السمع، إلى جانب مشكلات صحية أخرى تفاقمت بعد اعتداء تعرض له في سجن (النقب) بعد الحرب على يد قوات (النحشون)، ما تسبب له بنزيف جزئي في الدماغ، وفقدان مؤقت للذاكرة، إلى جانب أعراض أخرى أثّرت بشكل كبير على إمكانية تلبية احتياجاته الخاصّة، حيث نقل في حينه إلى مستشفى (تشعاريه تسيدك) ثم إلى سجن (الرملة) ومكث هناك فترة، ورغم حالته الصعبة أعادوه إلى سجن (النقب)، وقد أصيب الأسير صلاح بمرض الجرب الذي ضاعف معاناته التي لا توصف.

في إحدى الزنازين أصيب 9 أسرى بمرض الجرب، وباتوا لا يستطيعون حتّى النوم من شدة الحكة

فيما أكّد الأسير (ص. ل) "أنه أصيب بمرض الجرب منذ 4 أشهر، وما يزال يعاني من انتشار الدمامل في جسده، ومنذ إصابته حتى اليوم لا يتلقى أي نوع من العلاج".