تعتبر وحدة إحباط التجسس في جهاز "الشاباك"، من أكثر الوحدات سرية في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وقد نجحت في اعتقال الوزير السابق غنون سيغف، الذي تجسس لصالح إيران، قبل أن تكتشف بأن الجواسيس الجدد الذي يستهدفون "إسرائيل" لا يقتصرون على إيران، بل هناك كتائب من القراصنة الإلكترونيين الصينيين والروس.
قبل شهور عديدة، طُلب من طاقم خاص ينتمي لوحدة إحباط التجسس إجراء عملية فحص دفاعية لعدة منظومات حاسوبية مركزية إسرائيلية، جزء منها مصنف كمنظومات استراتيجية، وبعضها الآخر مدنية، وكان المشتبه به في الهجمات التي تعرضت لها تلك المنظومات هي إيران، ولكن نتائج الفحص شكلت مفاجأة لطاقم مكافحة التجسس.
وحدة متخصصة بالتجسس في "الشاباك" تكتشف تعرض إسرائيل للتجسس من الصين وروسيا، بحثًا عن معلومات اقتصادية وتكنولوجية
أحد قادة الوحدة، قال للصحفي في "يديعوت أحرنوت" رونين بيرغمان: "نحن نعتقد أن إسرائيل تتعرض لهجوم متعدد الجبهات، يشكل خطرًا جديًا على أمننا. جزء من محاولات التجسس تقع في خانة التجسس الكلاسيكي، مثلما كان يجري في السابق: جواسيس يجرى تجنديهم مقابل امتيازات أو بالاعتماد على دوافع إيديولوجية، ونحن نعرف جيدًا طريقة التعاطي مع مثل هذا النمط، ولكن جزء من عمليات التجسس التي تستهدف إسرائيل حاليًا، تتم بواسطة وسائل أخرى الآن، أقل وضوحًا وعلنية".
ويشرح الضابط، "الفحص أظهر نتائج مثيرة للقلق، أنا منذ سنوات طويلة في عالم الحرب الإلكترونية لكن لم أرى أمـــرًا كهذا، الكثير من الحواسيب مخترقة؛ حتى تلك الموجودة في أماكن مدنية 100% مثل المدارس والمشافي، ومنظومات مدنية أخرى، كلها زرعت فيها برمجية (malwares) أو برمجيات من عائلتها التي تعتبر الأذكى في العالم".
وخلصت تقديرات طاقم مكافحة التجسس التابع لـ "الشاباك"، إلى أن الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له إسرائيل يتطلب المئات من القراصنة، وأن الحديث يدور عن جهد هائل، وليس بالإمكان الحديث عن كمية المعلومات التي تم سحبها نتيجة ذلك المجهود. تقول "يديعوت" إن من فعلوا ذلك يريدون معرفة كل شيء عن إسرائيل، "إنهم يريدون تعريتنا، ورؤيتنا عراة بالكامل" على حد تعبيرها.
ووفق "يديعوت"، فإن المفاجأة الإضافية التي كانت بانتظار وحدة إحباط التجسس الإسرائيلية، ظهرت عندما تبيّن - حسب ضابط رفيع - أن إيران ليست المسؤولة عن التجسس على إسرائيل، "وإنما جهة أكبر وأكثر خطورة مما تصورنا"، على حد وصفه.
وكشف بيرغمان بالاعتماد على شهادات خبراء إسرائيليين، أن الأعداء الجدد الذي يواجهون إسرائيل هم كتائب القراصنة الصنينين والروس، "الذين نجحوا في تلويث أجزاء كبيرة من منظومات الحواسيب الإسرائيلية ببرمجيات التجسس والفيروسات، وجمع كم هائل من المعلومات عن الإسرائيليين".
وحسب شهادات حصلت عليها "يديعوت"، فإن الصينيين يجمعون أي معلومة متاحة عن إسرائيل، تحديدًا في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي. وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن مدير عام شركة إسرائيلية قوله أنه زار الصين للاجتماع مع جهاز المخابرات الصينية، بعد أخذ تصاريح من وزير جيش الاحتلال، وجهاز المخابرات الخارجية "الموساد"، خلال ذلك نفّذ الرجل المذكور تعليمات الحفاظ على المعلومات، فاستودع هاتفه النقال في ألمانيا قبل أن يركب الطائرة إلى الصين، وحمل معه هاتفًا آخر خاليًا ونظيفًا، لكن بعد العودة أخذ هاتفه إلى الفحص، ليتبين أنه تم زرعه ببرمجيات تجسس "في غاية الذكاء" بواسطة شبكة "واي فاي".