طوّرت إسرائيل منظومات أسلحة جعلتها دولة عظمى من ناحية الصناعات الأمنية والعسكرية، وفتحت أمامها المجال لإقامة علاقات دبلوماسية مع دول لا تعترف بها، ما جعلها تغيّر وجه الحروب في العالم، وفقًا لما ورد في واحد من سلسلة تقارير بثتها القناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي، بمناسبة الذكرى الـ70 لإقامة "دولة إسرائيل" بعد التطهير العرقي في فلسطين.
وتكشف القناة في تقريرها الأول، عن إنتاج إسرائيل سلاحًا وتكنولوجيا متقدمة تبلغ قيمتها أكثر من 7 مليارات دولار سنويًا، وتصدرها إلى 60 دولة، ما جعل إسرائيل واحدة من 10 دول تصدّر السلاح في العالم، مبيّنة أنه يوجد في إسرائيل مئات الشركات المتخصصة في التصنيع الأمني والعسكري، تُشغل أكثر من 140 ألف عامل.
تُصدّر إسرائيل السلاح إلى 60 دولة، وقد أقامت بفضل ذلك علاقات دبلوماسية مع دول لا تعترف بها
ويتحدث التقرير عن عدد من منظومات السلاح التي جرى تطويرها في إسرائيل، يقول إنها أدخلت تغييرات على وجه الحروب في العالم مع مرور السنوات، إحداها منظومة الدفاع متعددة الطبقات؛ وهي منظومة مضادة للصواريخ والقذائف، وكذلك القبة الحديدية، إضافة إلى الطائرات بدون طيار، وأقمار صناعية نوعية.
اقرأ/ي أيضًا: "القسام" كشفت عورة القبة الحديدية بدون ثمن
وتحظر الرقابة العسكرية الإسرائيلية الحديث عن أغلب الأسلحة التي تم تطويرها في إسرائيل، وفق ما أورده التقرير.
ويظهر التقرير جنودًا من الأرجنتنين يتدربون على تشغيل طائرات الاستطلاع في مهبط صغير شمال حيفا. يعلق على ذلك مدير عام وزارة جيش الاحتلال ديفيد عبري بالقول، إن إسرائيل تملك الخبرة الأكبر في العالم، في مجال تشغيل الطائرات بدون طيار.
ويضيف، "لدينا طائرات من كل الأحجام، بدءًا من تلك التي تزن عدة كليوغرامات، وحتى الطائرات بدون طيار الكبرى التي تزن أكثر من خمسة أطنان. منظوماتنا تعمل تقريبًا في كل القارات، سواء كان في أفريقيا أو آسيا أو أوقيانوسيا، أو جنوب أمريكا، وطبعًا أوروبا".
ويستشهد التقرير بأقوال ضابط أسترالي في إطار الحديث عن دور الطائرات بدون طيار الإسرائيلية في الحرب على أفغانستان. يقول الضابط: "طائرات هارون غير المأهولة، ربما هي أكبر قصة نجاح لنا في أفغانستان. على مدار سنوات كان الطائرات بدون طيار غير المسلحة تدعم وتحافظ على حياة الجنود الأستراليين في ميدان القتال".
رافق عبري – المذكور سابقًا – رحلة تطور التصنيع العسكري في إسرائيل من إنشائها، وهو يبين أن تصنيع السلاح بدأ من "الحاجة العملياتية لدولة إسرائيل الصغيرة التي تفتقر لعمق استراتيجي، ولأن إسرائيل كانت تجد دائمًا من يرفض بيعها السلاح، فيما كانت لديها حاجات عملياتية وخطوة تسبق الجميع".
كانت إسرائيل تجد دائمًا من يرفض بيعها السلاح، أو منحها منصاته لإطلاق أقمار صناعية، ما دفعها لتصنيع ذلك بنفسها
ويقول إن الصناعات العسكرية الإسرائيلية فيها إبداع ومرونة وسرعة، وتجربة مؤلمة في ميدان القتال، ولذلك فإن الجميع يرغب بشراء السلاح من إسرائيل.
اقرأ/ي أيضًا: فيديو | عندما تبخرت مجنزرة إسرائيلية في حي الزيتون
ويضرب عبري مثلاً يوضح فيه سبب الإنجازات التي حققتها إسرائيل في مجال تصنيع الأقمار الصناعية، بالإشارة إلى أن دولاً عديدة رفضت منح إسرائيل فرصة استخدام منصاتها التي يتم عبرها إطلاق الصواريخ، فصنّعت إسرائيل منصات صغيرة، ثم منصات تتراوح زنتها 250 إلى 350 كغم، "وبعد ذلك أصبحت رائدة في مجال منصات إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة" على حد قوله.
ويكشف عبرى أن قصف الجيش العراقي حيفا و"تل أبيب" بصواريخ الحسين، خلال حرب الخليج الأولى، دفع جيش الاحتلال إلى التفكير لأول مرة في تصنيع صواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ المعادية، لينتهي الأمر بإنتاج منظومة الدفاع الجوية متعددة الطبقات، وهي تتكون من صاروخ "حيتس" المخصص لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى، ثم إنتاج القبة الحديدية المخصصة لاعتراص الصورايخ متوسطة وقصيرة المدى، و"مقلاع ديفيد" المخصص لاعتراض القذائف الصاروخية.
ويضيف، "صاروخ حيتس الذي بدأنا بتطويره عام 1991 بعد حرب الخليج، هو جد القبة الحديدية".
ووفق التقرير، فإن إنتاج منظومة القبة الحديدة أثار إعجاب الكثير من دول العالم، ولم يكن لدى أي جيش في العالم منظومة مشابهة لها، وقد وقفت الدول في "طابور" لشرائها، على حد تعبير معد التقرير، ما جعل إسرائيل تواصل طويرها وإنتاجها بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى يُحظر الكشف عنها.
وأشارت القناة في تقريرها إلى أن الصادرات العسكرية الإسرائيلية سمحت بإقامة علاقات دبلوماسية مع دول مختلفة قبل الاعتراف بها، وإحدى هذه الدول، الهند، "وكذلك في دول أخرى قريبة وبعيدة لا زالت أسماؤها سريّة" وفق التقرير.
اقرأ/ي أيضًا:
بورما ضالة إسرائيل وسوق أسلحتها