الترا فلسطين | فريق التحرير
قال ألون بينكس، المحلل الإسرائيلي والقنصل العام السابق لإسرائيل في نيويورك، إن صبر الأمريكيين تجاه بنيامين نتنياهو نفد، وأصبحوا مقتنعين بضرورة تجربة مسار سياسي مختلف، نتيجة التحدي الذي يبديه نتنياهو للإدارة الأمريكية في الحرب على غزة.
دعوة الأمريكيين لغانتس لزيارة واشنطن تهدف إلى الإضرار بمكانة نتنياهو عمدًا
ورأى ألون بينكس في مقال نشرته صحيفة هآرتس، الثلاثاء، أن إدارة بايدن مازالت ترى إسرائيل حليفًا لها، لكنها لا ترى بنيامين نتنياهو كذلك، وفي هذا السياق جاءت الدعوة الأمريكية لعضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس لزيارة واشنطن، معتبرًا أن اللقاءات التي عقدها غانتس في زيارته إلى واشنطن ترقى في جوهرها وشكلها إلى اللقاءات التي تجرى مع رؤساء الوزراء.
وقال: "الأمريكيون يعرفون جيدًا أن غانتس ليس الرئيس الرسمي للمعارضة لكنهم يعتقدون أن لديه فرصة ليصبح رئيسًا للحكومة أو على الأقل يرغبون في رؤيته في المستقبل في هذه المنصب".
وأضاف بينكس، أن دعوة الأمريكيين لغانتس لزيارة واشنطن تهدف إلى الإضرار بمكانة نتنياهو عمدًا، "الذي أوهم نفسه لسنوات طويلة وإسرائيل بأكملها أنه المتحكم بالسياسة الأمريكية فيما يتعلق بالشرق الأوسط، ورغم ذلك فإنه لم يزر واشنطن ولم يُدع إليها منذ تشكيل حكومته الحالية".
وأشار ألون بينكس إلى أن مواجهة نتنياهو مع جو بايدن ليست الأولى من نوعها له مع رئيس أمريكي، بل إنه منذ انتخابه لأول مرة رئيسًا للحكومة الإسرائيلية في عام 1996، سعى إلى الدخول في مواجهات مع رؤساء الولايات المتحدة، "لكي يصور نفسه أمام الإسرائيليين على أنه مصنوع من الفولاذ وأنه يعرف كيف يتحمل الضغوط الأميركية" حسب قوله.
واستدرك: "الحقيقة هي أن نتنياهو لم يتعرض يومًا لضغط أمريكي جدي، وادعاءه بأنه قادر على الصمود أمام الضغوط الأمريكية تفاخر كاذب ونصوص جوفاء".
وتحدث ألون بينكس عن "سؤال مزعج" حسب وصفه يتم طرحه في واشنطن بعد 150 يومًا من الحرب على غزة، وهذه السؤال يتعلق "بالمساهمة الاستراتيجية التي تشكلها إسرائيل للولايات المتحدة"، مضيفًا أن الإجابة على هذه الأسئلة "تؤدي إلى نتيجة مثيرة للقلق لها آثار سياسية بعيدة المدى".
والنتيجة المثيرة للقلق بحسب بينكس، أن نتنياهو ليس حليفًا أو شريكًا لواشنطن، بل إنه يسعى أيضًا إلى تخريب خطط إدارة بايدن فيما يتعلق بغزة والجغرافيا السياسية الإقليمية والبنية الأمنية والسياسية التي تحاول الولايات المتحدة ترسيخها في المنطقة".
وتابع: "من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، فإن نتنياهو يعمل بشكل متعمد ضد المصالح الأمريكية، بطريقة متعجرفة وإنكار صارخٍ وبجحود للمساعدات الأمريكية منذ 7 أكتوبر".
وتحدث ألون بينكس عن عدة نقاط الخلاف الجوهري بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو في الحرب على غزة، الأولى أن واشنطن سعت إلى صياغة الأهداف السياسية التي سيتم التخطيط للحرب على أساسها، لكن إسرائيل تجاهلت ذلك، وتحدثت فقط عن "هزيمة حماس" و"تدمير حماس" و"النصر الكامل"، وقد قبلت الولايات المتحدة ذلك وطلبت توضيحًا حول كيف سيتم تحقيق ذلك ومتى، لكن إسرائيل تجاهلت هذا الطلب.
وبيّن بينكس، أن إحدى نقاط الخلاف الجوهري بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو في الحرب على غزة، هي الطلب الأمريكي بضبط النفس وأن يكون الرد العسكري مناسبًا، ولكن مرة أخرى تجاهلت إسرائيل هذا الطلب.
من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، فإن نتنياهو يعمل بشكل متعمد ضد المصالح الأمريكية، بطريقة متعجرفة وإنكار صارخٍ وبجحود للمساعدات الأمريكية منذ 7 أكتوبر
وأوضح، أن إدارة بايدن طلبت إعادة النظر وحساب المخاطر والفوائد المترتبة على غزو واسع النطاق لشمال قطاع غزة، وتجاهلت إسرائيل ذلك مرة أخرى.
وأضاف، أن إدارة بايدن طلبت أيضًا هدنة إنسانية، وتجاهلت إسرائيل ذلك. كما طلبت إدارة بايدن وضع خطة لليوم التالي للحرب وتجاهلت إسرائيل الطلب.
يُذكر أن زيارة غانتس إلى واشنطن أثارت غضب نتنياهو لعدم التنسيق بينهما حولها، وعدم إخطاره من غانتس بالزيارة إلا قبل ساعات قليلة فقط من انطلاقه إلى واشنطن، وإثر ذلك أمر بايدن، السفارة الإسرائيلية بعدم التعاطي مع الزيارة أو مرافقة غانتس في لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين.