أكد محللون وخبراء إسرائيليون، أن حزب الله مازال قادرًا على تنفيذ ضربات موجعة لإسرائيل، وجرها إلى حرب استنزاف مؤلمة، رغم الضربات الكبيرة التي تلقاها منذ تصعيد العدوان على لبنان، وذلك خلافًا لتصريحات كبار المسؤولين في إسرائيل حول حالة الحزب بعد هذه الضربات. وأكدت صحيفة "معاريف" أن حزب الله مازال قادرًا على جر إسرائيل إلى حرب استنزاف مؤلمة.
صحيفة معاريف: الجيش كان يقول إن حزب الله "أصبح منظمة منهكة وفي حالة فوضى"، صار يقول إن "الحزب استعاد قوته ويخطط لحرب طويلة"
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال غيَّر روايته حول حزب الله، فبعدما كان يقول، إن الحزب "أصبح منظمة منهكة وفي حالة فوضى"، صار يقول إن "الحزب استعاد قوته ويخطط لحرب طويلة".
بينما قلل المحلل السياسي، نير كيبينيس، من تأثير الضربات الإسرائيلية على قوة حزب الله، مبينًا أنه "منذ عملية تفجير أجهزة البيجر وسلسلة الأحداث التي تبعتها، فإن الشيء الرئيسي الذي تغير على الأرض هو أن دائرة النار التي شملت المستوطنات الشمالية، توسعت إلى منطقة حيفا الكبرى وحتى جنوبها" وفقًا لقوله في حديث مع موقع "واللا".
وأشار الصحفي إليئور ليفي إلى أن الأيام الماضية شهدت إطلاق مسؤولين إسرائيليين "خطابًا متغطرسًا ومتبجحًا" عنوانه أن "حزب الله ينهار، وأننا دمرنا معظم قدراته الصاروخية".
وأكد إليئور ليفي، لهيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن حزب الله لم ينهار، بل إنه يتمتع بقدرات لا حصر لها في الترسانة الكبيرة التي راكمها، "ومن يعتقد أن بالإمكان تدمير كل هذا في شهر واحد فهو واهم".
وقال: "إن إدخال الطائرة بدون طيار الليلة الماضية إلى قلب إسرائيل وإطلاق الصواريخ على وسطها (تل أبيب) وحيفا هو مجرد مثال على ذلك، وهناك المزيد في الطريق".
من جانبه، نشر المحلل العسكري يوآف ليمور مقالًا في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أكد فيه أن "حزب الله لم يُهزم ومايزال قادرًا على إلحاق الضرر بإسرائيل"، وأن الحديث عن انقراض حزب الله "يُعدُّ خطيرًا، لأنه قد يدفع إسرائيل إلى حرب طويلة ومكلفة في لبنان".
وقبل أسبوع، حيث أتمت الحرب على قطاع غزة وجبهة الإسناد اللبنانية عامهما الأول، كانت التغطية في وسائل الإعلام الإسرائيلية تحذر أن سلسلة الاغتيالات لقيادات حزب الله، وتفجير البيجر، لا تعني أن إسرائيل قريبة من الانتصار على حزب الله.
وأكد يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقًا، أن "الاشتباك المباشر مع مقاتلي حزب الله معقدٌ للغاية. ورغم الخبرة التي اكتسبتها القوات في غزة، إلا أن الجغرافيا في لبنان تختلف كثيرًا، كما أن العدو هنا مختلف، والتكتيكات كذلك مختلفة"، وفق قوله.
بينما قال يوسي يهوشع، محلل الشؤون العسكرية في القناة i24، إن "بالرغم من توفر الكثير من المعلومات الاستخباراتية حول خط المواجهة، إلا أن القوات واجهت قدرات أكبر مما كان متوقعًا على مستوى المنشآت التي تستخدم للوصول إلى القرى".
وأضاف يوسي يهوشع، أنه "رغم كل التقديرات السابقة وعمليات التطهير التي نفذتها الوحدات الخاصة، تم رصد عدد كبير من المنشآت التي لم يكن من المتوقع أن العدو قد تمكن من بنائها".
من جانبها، نقلت صحيفة "هآرتس"، عن المحللة أورنا مزراحي، التي أمضت عقودًا تعمل في الجيش الإسرائيلي وفي مجلس الأمن القومي، وهي اليوم باحثة بارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قولها "إنها فقدت القدرة على توقع سلوك حزب الله". وأوضحت "خلال تلك الفترة، شعرت أنها قادرة على قراءة حزب الله من خلال تتبع زعيمه، حسن نصر الله، الذي قاد المنظمة منذ عام 1992، والذي اغتالته إسرائيل في بيروت في 27 أيلول/سبتمبر" .
وقالت مزراحي لـ"هآرتس": "نصر الله كان العدو الذي أعرفه. كنت أستمع إليه، وأقرأ خطاباته، ونتيجة لذلك شعرت وكأنني أفهم منطق حزب الله واستراتيجيته. لقد شرحها".
وأوضحت: "لقد ولت تلك الأيام. والآن أصبح أمامنا التحدي المتمثل في فهم من هم القادة الجدد، وهل هناك حتى إرشادات جديدة لنشاط المنظمة؟ وما إذا كان هناك أي تغيير في استراتيجية المنظمة". واستمرت في القول: إن "إسرائيل لا تعرف حتى من ينبغي لها أن تراقبه بعد أن اغتالت على الأرجح الرجل الذي كان من المفترض أن يصبح خليفة نصر الله، هاشم صفي الدين، حتى قبل أن يتمكن من تولي منصبه ليوم واحد. ونتيجة لهذا فإن المنظمة، ربما بحكمة، تعمل على إبقاء هوية زعيمها الجديد، إن كان لديها زعيم بالفعل، سرًا".
وكان بنيامين نتنياهو صرح أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي، إن "إسرائيل وجهت خلال الأيام الماضية لحزب الله ضربات لم يكن يتخيلها" حسب قوله.
أما وزير الجيش يوآف غالانت، فصرح في بداية شهر تشرين أول/أكتوبر، إن حزب الله "يتلقى ضربات موجعة جدًا، وقد تم القضاء على مقر السيطرة وتشكيلات الاتصال وجميع القيادة العليا" لقوة الرضوان، التي توصف بأنها "وحدة النخبة" لدى حزب الله.
وادعى غالانت أن صواريخ حزب الله "تعرضت لأضرار بالغة وتم تدمير جزء كبير منها نتيجة لعمليات عالية الجودة ودقيقة".