الترا فلسطين | فريق التحرير
فوجئ مواطنون بتغيير ملحوظ على تسعيرة المياه في الضفة الغربية مع بداية العام الجديد 2024، الأمر الذي زاد من قيمة ما كانوا يدفعونه لقاء ما يحصلون عليه من مياه، وذلك تطبيقًا لقرار رسميّ صدر عن مجلس الوزراء نهاية العام الماضي.
إقرار تعرفة جديدة ورفع سعر المياه، يأتي تزامنًا مع الحرب المستمرة على غزة، وانعكاسها على الأوضاع الاقتصادية الصعبة في الضفة الغربية
وأكّد مصدر في مصلحة مياه محافظة القدس لـ "الترا فلسطين" حدوث تغيير بالفعل على أسعار المياه، وأن سبب ذلك اعتماد تعرفة جديدة لكل مزودي المياه في الضفة الغربية.
الصحفي المختص بالشأن الاقتصادي محمد خبيصة عبّر عن استغرابه في منشور على "فيسبوك" من اتخاذ مثل هذا القرار في ظل الظروف الحالية من استمرار للعدوان في قطاع غزة، والظروف المعيشية الصعبة في الضفة الغربية. وأشار إلى أنّ قرار مجلس وزراء بدأ تطبيقه مع أول فاتورة تصدر في 2024، والمتعلّقة بآخر شهرين من السنة الماضية (تشرين ثان/ نوفمبر، وكانون أول/ ديسمبر).
وعن تفاصيل التعرفة الجديدة، شرح الصحفي خبيصة أن فاتورة المياه في "مصلحة مياه محافظة القدس" كانت من صفر متر مكعب وحتى 10 متر مكعب، تبلغ 62 شيقلًا، وهو مبلغ ثابت مقابل الحد الأدنى من الاستهلاك، وإذا زاد استهلاك المياه عن 10 أمتار مكعبة، يلغى مبلغ الـ 62 شيقلًا، ويُحاسب المستهلك على أساس سعر كوب المياه الرسمي.
وبعد قرار مجلس الوزراء، جرى خفض مبلغ الحدّ الأدنى للاستهلاك من 62 شيقلًا وصار 42 شيقلًا، لكن سيتم احتساب كل متر مياه يتم استهلاكه بسعر 5.5 شيقل، بصرف النظر عن الكمية حتى 20 متر مكعب، وأي سحب جديد لمتر مياه فوق الـ 20 مترًا، يعني أنّ سعر المتر الواحد صار 7.2 شيقل، ويضاف إلى ذلك كلّه مبلغ الـ 42 شيقلًا.
ودلل خبيصة على قوله بأنه إذا كانت أسرة ما تستهلك 10 أمتار مكعبة من المياه شهريًا (الحد الأدنى)، فإن فاتورتها السّابقة كانت قيمتها 62 شيقلًا. أما اليوم فقبل كل شيء هناك مبلغ ثابت يساوي 42 شيقلًا، وبعدها يتم احتساب 10 أمتار بقيمة 5.2 شيقل لكل متر، ويكون المجموع: 42 + 55 = 97 شيقلًا، أي زيادة قدرها 35 شيقلًا على قيمة الفاتورة إذا استهلكت الأسرة 10 متر فقط.
وعلاوة على كل ما سبق، تم رفع سعر متر المياه من 4.5 شيقل سابقًا إلى 5.5 شيقل وفق التعرفة الجديدة، وأي كميّة يتم استهلاكها بعد 20 مترًا مكعبًا، يصبح سعره 7.2 شيقل.
وكان مجلس الوزراء الفلسطيني قرر في جلسته يوم السابع من آب/ أغسطس الماضي، الموافقة على تعرفة المياه والصرف الصحي لمقدمي الخدمات.
اقرأ/ي أيضًا: سياسات الجفاف والتهجير الإسرائيلية.. كيف تسيطر إسرائيل على المياه الفلسطينية؟
ويُشار إلى أن 79 في المئة من المياه المتاحة مصدرها المياه الجوفية، ويسيطر الاحتلال على معظم مصادر المياه، ويمنع الفلسطينيين من الوصول إلى مياه نهر الأردن التي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب، منذ عام 1967.
ووفق الإحصاء الفلسطيني فإن 20 في المئة من المياه المتاحة في فلسطين يتم شراؤها من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت". ويبلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي من المياه أقل من المعدل الموصى به عالميًا إذ بلغ 84.2 لترًا في اليوم، بمعدّل 82.4 لترًا في الضفة، و86.6 لترًا في قطاع غزة، وقد انخفض الرقم في القطاع منذ العدوان الإسرائيلي وقطع مصادر المياه، ونزوح الآلاف، إلى أقل من 3 لترات للفرد يوميًا، إن توفّرت.
وتُعطّش إسرائيل الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية، بتقليل الكميّات الواصلة لهم صيفًا، حتى باتت بعض المناطق تعاني من غياب المياه لعدة أشهر.
وما يزال معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من الحد الأدنى الموصى به عالميًا حسب معايير منظمة الصحة العالمية وهو 100 لتر في اليوم، وذلك نتيجة السيطرة الإسرائيلية على أكثر من 85% من المصادر المائية الفلسطينية.