17-سبتمبر-2024
أنتوني بلينكن

يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى مصر الثلاثاء لمناقشة الجهود الأخيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بحسب وزارة الخارجية الأميركية، في زيارة هي الـ10 للمنطقة منذ بداية الحرب على غزة. تأتي الزيارة وسط جمود في حالة المفاوضات وعدم إحراز أي تقدم فيها خلال الأسابيع الماضية. 

ولم يعلن عن أي خطط لوزير الخارجية الأميركي للسفر إلى إسرائيل. وتأتي زيارته إلى المنطقة بعد يوم واحد فقط من زيارة المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين إلى إسرائيل لمناقشة الجهود الدبلوماسية لتهدئة الجبهة الشمالية.

وفي تصريحات، ظهر اليوم، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: إن "الاتصالات متواصلة في إطار وقف الحرب على غزة"، مضيفًا: "من المهم وضع الاحتلال الإسرائيلي أمام مسؤولياته في وجه الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة".

وأضاف الأنصاري: لا مستجدات في موضوع الوساطة والجهود مستمرة وتجسير الفجوات مستمر والوسطاء يقومون بكل ما يملكون للتوصل إلى وقف إطلاق النار".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن "الوزير سيلتقي مسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح الرهائن جميعهم، ويخفف معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد على إرساء الأمن الإقليمي على نطاق أوسع".
ومن المتوقع أن تستمر الزيارة حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، حيث سيشارك في رئاسة الجلسة الافتتاحية للحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي. 

قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: إن "الاتصالات متواصلة في إطار وقف الحرب على غزة"، مضيفًا: "من المهم وضع الاحتلال الإسرائيلي أمام مسؤولياته في وجه الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة"

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحفيين في واشنطن، يوم الإثنين، إن الولايات المتحدة تواصل "التواصل مع شركائنا في المنطقة، وتحديدًا مع مصر وقطر".

وقد جاءت تصريحاته بعد أسبوعين فقط من اجتماع رفيع المستوى عقد في الدوحة، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، لكنه فشل في تحقيق أي نتائج ملموسة.

وقال ميلر إنه "ليس لديه جدول زمني"، وأضاف "نحن نعمل بشكل سريع لمحاولة تطوير هذا الاقتراح، ومحاولة العثور على شيء من شأنه أن يدفع الطرفين إلى القول ’نعم’، وتقديمه رسميًا".

وقال المفاوضون الأميركيون، بما في ذلك بيرنز، إن 90% من المرحلة الأولى متفق عليها، وأن الصعوبة تكمن في تأمين الـ10% المتبقية.

وقبل الزيارة، قال مصادر للتفلزيون العربي، إن "بلينكن سيبدأ زيارة إلى المنطقة يلتقي خلالها الرئيس المصري لطرح مقترحات جديدة لاستئناف المفاوضات"، مشيرةً إلى أنه "سيناقش مقترحات لتجاوز الخلاف المصري الإسرائيلي بشأن محور صلاح الدين ومعبر رفح"، كما سيناقش ضمانات تقدمها واشنطن للالتزام بتنفيذ كل مراحل صفقة التبادل".

بدورها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن بلينكن لن يزور إسرائيل لـ"تقليل فرصة المواجهة العلنية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي"، فيما سيركز نقاشه في مصر على محور صلاح الدين/ فيلادلفي. وقال مسؤول إقليمي لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن "الزيارة تهدف إلى إيجاد حل بشأن منطقة فيلادلفيا".

وبحسب تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن بلينكن يعتزم إجراء محادثات "صريحة" في القاهرة حول قضية محور صلاح الدين/فيلادلفيا. وتذكر الصحيفة الأميركية، دون أن توضح بشكل صريح ارتباط ذلك بالموضوع، أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستقدم لمصر كامل المساعدات العسكرية المخصصة لها - مبلغ 1.3 مليار دولار - التي كانت "تتعثر جزئيًا" نتيجة المخاوف على حقوق الإنسان.

وأوضحت الصحيفة: "على الرغم من آمال الأميركيين في التوصل إلى اتفاق يعتقدون أنه قد يؤدي إلى إنهاء الحرب، فإنهم يؤجلون في الوقت الراهن اقتراح الوساطة الذي تحدثوا عنه في الأيام الأخيرة، خوفًا من أن تصل الاتصالات إلى انفجار كامل في حال رفضه". وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "لا، أود أن أقول إن الصفقة شيء فوري". وقال مسؤول إسرائيلي في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال": "أنا متفائل بأن ذلك سيحدث، لكن ليس في وقت ما في المستقبل القريب".

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم غير محبطين من أن بلينكن لن يأتي إلى إسرائيل، لأن بلينكن يواصل الحفاظ على اتصالات وثيقة مع كبار المسؤولين في القدس؛ ولأن الاتصالات مستمرة على مستوى الرتب الفنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن، موجود بالفعل في إسرائيل، والذي يركز على قضية الشمال.

ومن المتوقع، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن يقوم بلينكن بعد زيارته للقاهرة بزيارة سريعة إلى باريس حيث "يتبادل الانطباعات" مع زملائه الفرنسيين الذين "يتعاملون مع حزب الله". 

وبحسب الخبراء الذين نقلت الصحيفة عنهم، فإن تجنب بلينكن زيارة إسرائيل "يقلل" أيضا من احتمال المواجهة مع نتنياهو، في حال قال وزير الخارجية شيئًا علنًا ​​عن حالة الاتصالات وعدم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق.

أكّدت مصادر فلسطينية مواكبة لملف المفاوضات لـ"العربي الجديد"، يوم الأحد، أنّ الوسيطين القطري والمصري يحاولان مع الولايات المتحدة الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من أجل العودة إلى مسار التفاوض للوصول إلى اتفاق ينهي حرب غزة ويعيد المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين.

وقالت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، إنّ المفاوضات "غير فعالة" منذ أسابيع، وإنّ "الجميع بات مقتنعًا بأنّ نتنياهو لا يريد من المفاوضات الوصول إلى اتفاق، لذلك تسعى كل من الدوحة والقاهرة للضغط على الإدارة الأميركية من أجل الضغط على نتنياهو للعودة إلى التفاوض وتنفيذ متطلبات الوصول إلى الصفقة".

وذكرت المصادر أنّ "هناك فجوة حقيقية بين ما تريده حماس وما يريده نتنياهو وهو ما يعطل الوصول إلى اتفاق"، إضافة إلى ذلك أنّ "الجميع يلمس تغيّرات في موقف نتنياهو بين اللحظة والأخرى".

وأشارت المصادر إلى أنه بخلاف ما ذكر في وسائل الإعلام الإسرائيلية "لم تقدّم حماس تنازلات جديدة، لكنها أبدت استعدادها في حال وصول أي جديد من إسرائيل أن تدرسه بجدية وانفتاح".

ووفق تقرير لـ"هآرتس"، صدر يوم أمس، تقول مصادر معنية بمفاوضات التبادل إنه بعد تفنيد حجج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ضرورة البقاء في محور صلاح الدين/فيلادلفيا، عليه أن يكون مرنًا في المفاوضات. وقال دبلوماسي شارك في المحادثات لصحيفة "هآرتس": "لا أعتقد أن نتنياهو لديه أي أساس للإصرار على فيلادلفيا الآن".

وأضاف دبلوماسي أجنبي يشارك أيضًا في المحادثات أن "الإصرار على فيلادلفيا كان ولا يزال العقبة الرئيسية أمام الاتفاق". جاءت كلماته بعد اجتماعه مع وفد حماس في الدوحة الأسبوع الماضي. 

وأوضحت "هآرتس": "لقد فقد نتنياهو منذ فترة طويلة ثقة كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وقطر ومصر فيما يتعلق باستعداده للتوصل إلى اتفاق".