05-يوليو-2023
شبّان يجلسون أمام جدارية عليها صور لشهداء ارتقوا برصاص إسرائيلي في مخيم جنين -  AHMAD GHARABLI/Getty

شبّان يجلسون أمام جدارية عليها صور لشهداء ارتقوا برصاص إسرائيلي في مخيم جنين -  AHMAD GHARABLI/Getty

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنّ المقاتلين الفلسطينيين في مخيم جنين "طبّقوا مبادئ حرب العصابات"، فيما رأت "يديعوت" أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية لم تزد على أنها "حبة اسبرين" في إشارة لمحدوديّة أثرها وفاعليتها، وذلك في تعقيبهما على العمليّة الإسرائيلية التي بدأت فجر الإثنين، واستمرّت لنحو 48 ساعة، وهدفت للقضاء على المقاومين.

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنّ المقاتلين الفلسطينيين في مخيم جنين "طبّقوا مبادئ حرب العصابات"، فيما رأت "يديعوت" أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية لم تزد على أنها "حبة اسبرين" في إشارة لمحدوديّة أثرها وفاعليتها 

ورأى المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن المقاومين في جنين طبّقوا مبادئ حرب العصابات نظرًا لضعف إمكانيّاتهم في مواجهة سلاح الجو، وأن الهجوم الإسرائيليّ لم يُسفر عن تغيير إيجابي بالنسبة لـ "إسرائيل".

وقال هرئيل إنّ الفلسطينيين أثبتوا مجددًا خلال اليومين الماضيين قدرتهم على تنفيذ عمليات انتقامية خلال عمليات الاقتحام العسكرية (هجوم طعن في بني براك، وهجوم دهس وطعن في تل أبيب)، الأمر الذي يؤشّر إلى أنّ هذه الرقصة الدموية لم تنته بعد، وأنه ليس بمقدور عملية عسكرية إسرائيلية تغيير هذا الوضع في المدى المنظور.

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أنّ قرار "تدمير البنى التحتية" للمقاومين في مخيم جنين كان "مبيّتًا"، وجرى اتخاذه من قبل الرتب العليا في الجيش الإسرائيلي، ولم يكن مرتجلًا، وذلك في أعقاب تفجير عبوة ناسفة ضد مركبة عسكرية إسرائيلية تابعة لحرس الحدود في الاقتحام السابق للمخيم، ما أسفر حينها عن أضرار بالغة في المركبة، وإصابة 7 جنود بجروح، وتبين أن العبوة الناسفة كانت مدفونة في الأرض تحت الطريق.

وتوقع المعلّق العسكري هرئيل أن يواصل وزراء الحكومة الإسرائيلية الثناء على بنيامين نتنياهو، وأن تواصل المعارضة الاصطفاف خلف الجيش، رغم أن العملية لم تُحدث تغييرًا جوهريًا.

ورأى أنّ الوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف الحاكم سيثنون على "حكمة" رئيس الحكومة الذي أمر بإطلاق عملية عسكرية "غير مسبوقة". وفي المقابل سيفضّل معظم أعضاء المعارضة الإسرائيلية أيضًا الاصطفاف خلف الجيش، وسيغمرونه بالثناء كالعادة. وقال هرئيل إنّ الأفضل النظر إلى الأمور بشكل متوازن؛ فمن وجهة نظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذه "عملية ناجحة حتى الآن"، لكنّها لا تحمل أي فرصة حقيقية لتغيير جذري للوضع في الضفة الغربية، وفي أفضل الأحوال، هناك احتمال "لتقليص مؤقت للإرهاب الناشئ من جنين، ربما مع تحسّن معين في حالة الردع الإسرائيلي في مناطق أخرى".

ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي: كل عملية اعتقال بسيطة في جنين باتت تتحول إلى قصة على غرار "بلاك هوك داون"

ونقلت "هآرتس" عن ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إنّ كل عملية اعتقال بسيطة في جنين باتت تتحول إلى قصة على غرار "بلاك هوك داون"، وذلك في إشارة إلى الكمين الذي وقعت فيه قوة أمريكية في العاصمة الصومالية مقديشو، أثناء إحدى العمليات التي نفذت خلال سنوات تسعينيات القرن الماضي، وتم توثيقها في كتاب وفيلم.

وكان البيان المشترك لجيش الاحتلال ومخابراته "الشاباك"، تضمّن الإقرار بالعجز عن تحقيق أحد أهداف العدوان على مخيم جنين، والذي تمثّل باعتقال عناصر الخلية التي نفذت عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "حرميش" جنوب جنين قبل نحو شهر، ما أسفر عن مقتل مستوطن.

أمّا الكاتب الإسرائيلي آفي يسخاروف، فقد نشر مقالًا تحليليًا في صحيفة "يديعوت أحرنوت" تحت عنوان: "العملية في جنين هي "أكامول (مسكّن ألم) لمريض ميؤوس من شفائه".وجاء في مقاله أن "الفلسطينيين فهموا ما لا تستوعبه إسرائيل؛ أنها بعيدة جدًا عن عملية "السور الواقي 2"، وأنّ المسلحين سيعودون بعد وقت قصير إلى المخيّم ويستأنفون الهجمات من هناك".

آفي يسخاروف: يمكن اعتبار العملية في جنين عملية تكتيكية ناجحة حققت هدفًا عسكريًا رئيسيًا يتمثّل في تقليل كمية الذخيرة في أيدي المسلحين الفلسطينيين في جنين"

وأضاف: "يمكن اعتبار العملية في جنين عملية تكتيكية ناجحة حققت هدفًا عسكريًا رئيسيًا يتمثّل في تقليل كمية الذخيرة في أيدي المسلحين الفلسطينيين في جنين"، وأشار إلى أنّ هذه العملية قد تعطي بنيامين نتنياهو بضعة أسابيع أو أشهر أخرى من الاستقرار في حكومته غير المستقرة للغاية، وسيكون شعبه قادرًا على نسيان حقيقة أنه منذ بداية ولاية الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية، نشهد زيادة كبيرة في الهجمات، وهجوم أمس في تل أبيب مجرّد مثال آخر على ذلك.

وختم معلق الشؤون الفلسطينية والعسكرية في الصحيفة العبرية مقاله بالقول: "يبدو أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وحماس في غزة قد فهموا ما لا تستوعبه إسرائيل كثيرًا: هذه ليست عملية عسكرية واسعة النطاق وذات مغزى. إنها عملية قد تخدم أهداف نتنياهو السياسية، لكن لسوء الحظ، بعد وقت قصير من مغادرة الجيش الإسرائيلي أزقة المخيم، سيعود المسلحون إليه ويستأنفون الهجمات من هناك".