21-يونيو-2024
حجاج عالقون

حجاج عالقون من ظهر اليوم في مدينة الحجاج الأردنية بعد إغلاق الجسر (الترا فلسطين)

منذ ساعات ظهر اليوم الجمعة، يتواجد مئات الحجاج من أسر الشهداء والجرحى والأسرى الفلسطينيين عالقين في "مدينة الحجاج" في الجانب الأردني، دون أن يتمكنوا من العودة للأراضي الفلسطينية، بعد ساعات سفر طويلة، في ظل إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معبر "اللنبي".

ويشكو الحجاج من وجودهم في منطقة "غور نمرين" في مدينة الحجاج الأردنية دون توفر "أبسط الخدمات"، فيما تظهر صور وصلت إلى "الترا فلسطين" افتراشهم للأرض. 

وبحسب ديانا خالد صلاح من نابلس وهي ابنة شهيد وشقيقة شهيد، يصل عدد الحافلات العالقة في الطرف الأردني إلى 16 حافلة بمجموع نحو 600 حاج من مختلف محافظات الضفة الغربية، كلهم من أسر الشهداء والجرحى والأسرى.

أكد محمد صبيحات مدير مؤسسة الشهداء بأن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي تسبب في إشكالية المواعيد وأغلق الجسر، في وجه كافة الحجاج وليس فقط أسر الشهداء والجرحى والأسرى

وأكدت صلاح في اتصال مع "الترا فلسطين"، بأنهم يتواجدون في ظل ظروف سيئة ودرجات حرارة مرتفعة، "نتيجة سوء تنسيق وإدارة من قبل الجهات الرسمية الفلسطينية"، بحسب قولها.

من جانبه، قال مكتب وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب إن "الوزارة غير مسؤولة عن أي خلل في التنسيق، لأن هذه البعثة عبارة منحة يجري الترتيب لها من مؤسسات الشهداء والأسرى والجرحى، وليس من خلالهم".

بدوره، أكد محمد صبيحات مدير مؤسسة الشهداء بأن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي تسبب في إشكالية المواعيد وأغلق الجسر، في وجه كافة الحجاج وليس فقط أسر الشهداء والجرحى والأسرى.

وأضاف صبيحات في تعقيب لـ"الترا فلسطين"، بأنه وفق المواعيد المعلنة كان من المفترض أن يستمر عمل الجسر حتى الساعة 5 بعد عصر اليوم الجمعة، ولكن سلطات الاحتلال بدأت صباح اليوم بالسماح بمرور الحجاج عند الساعة 10 صباحًا، وعند الساعة 2 ظهرًا قاموا بإغلاق الجسر، ولم يسمحوا بدخول حافلات جديدة، ما أجبر العديد من الحافلات التي خرجت من الأردن للعودة إلى مدينة الحجاج الأردنية من جديد، ومن كان فيها لم يغادر.

وأقر صبيحات بوجود تقصير من بعض المرشدين وبأن هناك شكاوى وصلت إليهم، وسوف يعملون على متابعتها و"محاسبة أي تقصير"، لتفادي تكرار أي سوء تنظيم.

حجاج الشهداء والجرحى

وتروي صلاح، بأن طائرتهم وصلت إلى مطار الملكة علياء قبل الساعة 8 صباحًا، وبعد استلام الحقائب وعبوات مياه زمزم تم نقلهم بواسطة حافلات إلى جسر الأردن لمدينة الحجاج.

وأضافت صلاح، بأنهم وصلوا في حوالي الساعة 12 ظهرًا إلى الجسر وكان حتى ذلك الوقت يعمل بشكل طبيعي، وجرى أخذ الجوازات منهم من قبل المسؤولين الأردنيين وبعد غياب طويل عادوا لهم بالجوازات وهي مختومة، ولكن أبلغوهم بأن إسرائيل أغلقت الجسر من ناحيتها وعليهم المبيت هذه الليلة في مدينة الحجاج الأردنية.

وأكدت صلاح، أن المسؤولين المرافقين معهم مرت حافلتهم وعادوا إلى الضفة، لكنهم ظلوا في نفس المنطقة، ومن ذلك الوقت وهم يحاولون التواصل مع المدراء والمسؤولين دون "أي يرد عليهم" سوى من صبيحات الذي اعتذر منهم وأبلغهم بأنه سوف "يحاسب من يثبت تقصيره، على سوء التنسيق".

وفق صلاح، فإن "التقصير ليس فقط في طريق العودة، بل شملك تواجدهم في السعودية، إذ لم يكن معهم أي مرشد إداري أو ديني فلسطيني كي يتابع أمورهم، لدرجة أنهم قاموا بأداء مناسك الحج والعمرة باجتهاد منهم ومن بعض المتدينين معهم الذين قاموا بشرح المناسك لهم"، بحسب وصفها. وتضيف: عن سوء التنسيق والتنظيم، قائلة "كان فيه الكثير من الأخطاء". 

وحول وضعهم الحالي، قالت إنه طلب منهم مغادرة الحافلات، وهم الآن في العراء بدون تكييف لدرجة، والبعض منهم لديه أمراض والأدوية في الحقائب داخل الحافلات.

وبسبب ختم الجوازات فهم لا يستطيعون العودة والمبيت في الأردن أو التقدم نحو الضفة، وسوف يضطرون للمبيت هذه الليلة في العراء وعلى الأرض في مدينة الحجاج الأردنية.