يواصل اللواء احتياط غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، الإدلاء بتصريحات يُبرر فيها استهداف المدنيين وقتل الأطفال في شمال قطاع غزة، وهو ما يَظهرُ في اقتراحه المعروف باسم خطة الجنرالات التي تخضع للدراسة لدى حكومة نتنياهو من أجل تنفيذها في شمال قطاع غزة.
عندما سُئل عن العدد الكبير من الأطفال الذين قتلوا في غزة، أجاب آيلاند: "ما العمل؟ معدل الولادة في غزة مرتفع جدًا، ولهذا هناك الكثير من الأطفال
وتحدث غيورا آيلاند أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بهدف الترويج لخطة الجنرالات التي أشرف على إعدادها مع "منتدى الضباط ومقاتلي الاحتياط"، حيث قال أمام اللجنة، إن "الحل العسكري وحده لن يجلب النتائج المرجوة، وحسم الحروب في القرن الـ21 يعتمد بشكل كبير على التأثير على السكان المدنيين".
ودعا آيلاند إلى فرض السيطرة الكاملة على شمال قطاع غزة، "فإذا استمرت الحرب لثلاث أو أربع سنوات، سنخلق واقعًا دائمًا يتمثل في تحويل شمال غزة إلى منطقة خالية من سكان مدينة غزة".
وفي مقابلة له مع صحيفة "هآرتس"، اعترف غيورا آيلاند أنه استخدم عبارات غير مسؤولة عندما دعا إلى سياسة التجويع، لكنه برر ذلك قائلًا: "تجويع العدو حتى الموت أمر جائز ومفضل، بشرط منح المدنيين فرصة للمغادرة".
وأشار إلى أن خطة الجنرالات التي يقترحها تنص على منح 300 ألف شخص في شمال قطاع غزة أسبوعًا واحدًا لمغادرة منازلهم قبل إعلان الشمال منطقة عسكرية مغلقة وقطع المساعدات عنها. وتنص الخطة، أن كل من يمتنع عن المغادرة في هذا الأسبوع سيُصنف أنه "عدو"، ولن يكون هناك مانعٌ في تجويعه بعد ذلك.
وقال غيورا آيلاند، إنه يرفض فكرة أن الفلسطينيين في قطاع غزة أبرياء، بينما حماس فقط هي "الإرهابية"، مضيفًا "سكان غزة مثل سكان ألمانيا النازية، يدعمون قائدهم. لا أقول إنه يجب معاقبة الجميع، ولكن يجب تسمية الأمور بمسمياتها. هذه حرب بين دولة إسرائيل ودولة أخرى (غزة) شنت علينا الحرب."
وعندما سُئل عن العدد الكبير من الأطفال الذين قتلوا في غزة، أجاب آيلاند: "ما العمل؟ معدل الولادة في غزة مرتفع جدًا، ولهذا هناك الكثير من الأطفال. الحديث عن قتل الكثير من الفلسطينيين هو تصريح سياسي يُستغل من قبل السياسيين والصحفيين، لكن لا يوجد أي جنرال غربي يتحدث بهذا الشكل."
ورغم دعوته للتهجير، ودفاعه عن التجويع واستهداف المدنيين، إلا أن غيورا آيلاند يقول إنه لا يمانع في إنهاء الحرب على غزة، "ليس لأجل الأسرى، ولا لأن الحرب بلا فائدة، بل بسبب تأثيرها الكبير على الساحات الأخرى، فنحن نغرق في حفرة استراتيجية، ونحفرها بأنفسنا أكثر فأكثر" على حد قوله.
وانتقد آيلاند سياسات حكومة الاحتلال، وقال إن نتنياهو كان عليه مواجهة جو بايدن بشكل صارم، وإبلاغه أن إسرائيل لا يمكنها استعادة الأسرى من غزة، بينما يدخل الطعام إلى غزة بلا حدود، وأن يطلب منه دعم قطع المساعدات عن قطاع غزة.
وأضاف، أن نتنياهو "يعيش في عالم خيالي، فهو يشبه نفسه بتشرشل أو روزفلت الذي حارب ألمانيا واليابان حتى النصر، ويراهن على وجود دولة إسرائيل بجنون عظمته".
وتابع آيلاند: "رغم علاقتي الطيبة السابقة معه، غير أني أعتقد الآن أنه فقد البوصلة. في الواقع، الدولة تُدار حاليًا من قبل شخصين: بن غفير وسارة نتنياهو".
وكان بنيامين نتنياهو أعلن أن حكومته تدرس تنفيذ خطة الجنرالات في قطاع غزة، وذلك بعدما أعلن أعضاء كنيست دعمهم للخطة، كما أيد قادةٌ في الجيش تنفيذ الخطة أو أجزاء منها.