الترا فلسطين | فريق التحرير
قالت القناة 12 الإسرائيلية، ليلة الجمعة، إن اجتماع المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت"، يوم الثلاثاء الماضي، شهد نقاشًا ساخنًا بسبب صفقة التبادل وتأخر اجتياح رفح في جنوب قطاع غزة.
اجتماع "الكابينيت" سبقه انتقادات من أعضاء مجلس الحرب، الذين رأوا أن النقاشات في "الكابينيت" قد تحبط مفاوضات الصفقة، بل إن مسؤولين كبار في الجيش قالوا إن نتنياهو عقد "الكابينيت" من أجل إحباط الصفقة
وكان اجتماع "الكابينيت" عُقد بعد جولة مفاوضات في القاهرة رافقها أحاديث عن ضغوط أمريكية شديدة لإتمام الصفقة، وسبقه انتقادات من أعضاء مجلس الحرب، الذين رأوا أن النقاشات في "الكابينيت" قد تحبط مفاوضات الصفقة، بل إن مسؤولين كبار في الجيش قالوا إن نتنياهو عقد "الكابينيت" من أجل إحباط الصفقة، بحسب التلفزيون الإسرائيلي "كان".
جدل اجتياح رفح مستمر
وجاء اجتماع "الكابينيت" بعد ساعات من انسحاب الجيش من خانيونس، ولذلك تساءل وزير القضاء ياريف ليفين عن موعد الانسحاب قُبيل عيد الفطر، في إشارة أن الانسحاب ربما يكون مرتبطًا بتخفيف المجازر في العيد، فرد رئيس الأركان هرتسي هاليفي بأن الانسحاب تم بسبب انتهاء العمليات في خانيونس واستنفاد الأهداف المعلنة، ومن أجل إنعاش القوات والاستعداد لاجتياح رفح.
وأوضحت القناة 12، أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تدخل في النقاش متسائلاً عن أسباب التأخر في اجتياح رفح، بينما قالت وزيرة المواصلات ميري ريغيف إن اجتياح رفح كان يجب أن يتم قبل شهر من الآن.
ورد هرتسي هاليفي بالدعوة إلى تجنب الحديث عن توقيت الاجتياح، "لأن معرفة العدو موعد الهجوم وكيفية حدوثه، سيُترجم إلى خسائر بين الجنود ومزيد من العبوات الناسفة والمنازل المفخخة" حسب قوله.
دعوة هرتسي هاليفي هذه جاءت بعدما قال بنيامين نتنياهو، في تصريحات مسجلة قبل ساعات من اجتماع "الكابينيت"، بأن موعد اجتياح رفح تم تحديده بالفعل، غير أن يوآف غالانت نفى تحديد أي موعد للاجتياح في مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
وبحسب القناة 12، فإن الوزير في مجلس الحرب غادي آيزنكوت تدخل في النقاش قائلاً إن "عضوًا في الكابينيت ادعى أنني وبيني غانتس نمنع الحملة في رفح، وهذا كذب"، مضيفًا أن شخصًا آخر يجلس في هذه الغرفة هو من يمنع الاجتياح، دون أن يوضح الشخص المقصود.
جدل حول صفقة التبادل
ملف خلافي آخر أثير في جلسة الكابينيت، وهو مفاوضات صفقة التبادل، بعد الأنباء بأن شرط حركة حماس عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة هو أحد أكبر المسائل الخلافية التي تحول دون التقدم في المفاوضات.
وقالت القناة 12، إن وزيرة المواصلات ميري ريغيف دعت إلى السماح بعودة النازحين إلى الشمال إذا كان هذا هو الخيار الوحيد لإعادة الأسرى أحياء، إلا أن وزير القضاء ياريف ليفين رد عليها بأنه لا يجوز السماح بعودة النازحين إلى الشمال، "لأن عودة النازحين تؤدي إلى تآكل إنجازات الحرب".
وعاودت الوزيرة ميري ريفيف الحديث قائلة: "يا رئيس الأركان، قلت في مؤتمر صحفي بمناسبة مرور نصف عام على الحرب، إنك تملك الجواب العسكري. يجب ألا يطلقوا النار من شمال غزة على سديروت. لدينا طائرات بدون طيار في الجو، لتقضوا عليهم من الجو".
ورد رئيس الأركان هرتسي هاليفي: "عندما تختارون الحل سنعرف كيف نترجم قراراتكم إلى عمل عسكري حازم وصحيح. إننا نعرف كيف نرد". فتدخل وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير ساخرًا: "رأينا ذلك. إنكم حقًا تعرفون كيف تردون".
رئيس الموساد ديفيد برنيع: "في هذا الوقت من المستحيل استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة. هذه صفقة إنسانية مقابل 40 أسيرًا"
بينما قال وزير التعاون الإقليمي دودي أمسالم، "يجب ألا نتفق على صفقة على مراحل، نحتاج إلى صفقة واحدة للجميع". فرد رئيس الموساد ديفيد برنيع، وهو أحد أعضاء فريق التفاوض، "في هذا الوقت من المستحيل استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة. هذه صفقة إنسانية مقابل 40 أسيرًا".
يُذكر أن جولة المفاوضات الأخيرة لم تحقق أي تقدم، فبحسب يارون أفراهام، المراسل السياسي للقناة 12، فإن مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن فرص الحصول على رد إيجابي من حركة حماس ضعيفة للغاية، فالمؤشرات ليست جيدة على الإطلاق. كما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن "المواقف التي صدرت عن حماس بشأن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل أقل من مشجعة".