الترا فلسطين | فريق التحرير
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، اليوم الجمعة، أن كبار المسؤولين الإسرائيليين في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرسون خطة موسعة لغزة ما بعد الحرب.
وبيّن التقرير أن "إسرائيل" ستعرض تقاسم الإشراف على القطاع مع تحالف من الدول العربية، بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، وكذلك الولايات المتحدة، وفقًا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين وخمسة أشخاص ناقشوا الخطة مع أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
وفق الاقتراح، سيُقدم الاحتلال على هذه الخطوة مقابل تطبيع العلاقات بينه وبين المملكة العربية السعودية
وطوال أشهر، تجنب نتنياهو إجراء نقاش عام تفصيلي حول مستقبل غزة بعد الحرب في محاولة لاسترضاء حلفائه من اليمين المتطرف.
ووفقاً للاقتراح، فإن الاحتلال سيقدم على هذه الخطوة مقابل تطبيع العلاقات بينه وبين المملكة العربية السعودية. وكانت الحكومة السعودية أكدت أنها لن تقوم بتطبيع العلاقات مع الاحتلال ما لم يتخذ الإسرائيليون خطوات لا رجعة فيها نحو إنشاء دولة فلسطينية.
وقالت الصحيفة إن أعضاء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو سيرفضون الاقتراح، وكذلك الدول العربية المذكورة كمشاركين محتملين.
ووصف مسؤولون ومحللون عرب، لصحيفة نيويورك تايمز، خطة تقاسم السلطة بأنها غير قابلة للتنفيذ لأنها لا تخلق طريقًا واضحًا نحو إقامة دولة فلسطينية، فيما رحّب آخرون بالاقتراح لأنه يطرح "مرونة أكبر بين القادة الإسرائيليين مما توحي به تصريحاتهم العلنية".
بموجب الاقتراح، سيقوم "التحالف العربي الإسرائيلي"، بالتعاون مع واشنطن، بتعيين قادة في غزة لإعادة تطوير المناطق المدمرة وإصلاح نظامها التعليمي والحفاظ على النظام
وقال مسؤولون ومحللون إماراتيون وسعوديون للصحيفة إن الاقتراح الجديد لن يضمن مشاركة دول عربية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات، خاصة لأنه لم يصل إلى حد ضمان السيادة الفلسطينية وسيسمح بمواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة.
وبموجب الاقتراح، سيقوم "التحالف العربي الإسرائيلي"، بالتعاون مع واشنطن، بتعيين قادة في غزة لإعادة تطوير المناطق المدمرة وإصلاح نظامها التعليمي والحفاظ على النظام.
وبعد سبع إلى عشر سنوات، سيسمح التحالف لسكان غزة بالتصويت على ما إذا كان سيتم استيعابهم في إدارة فلسطينية موحدة تحكم في كل من غزة والضفة الغربية، وفي هذه الأثناء، تشير الخطة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن يستمر تواجده داخل غزة.
وذكرت الصحيفة أن الاقتراح لا يذكر صراحة ما إذا كانت تلك الإدارة الموحدة ستشكل دولة فلسطينية ذات سيادة، أو ما إذا كانت ستشمل السلطة الفلسطينية.
رفضت الإمارات المقترح، فيما لم تعلق مصر حتى اللحظة
وبحسب مسؤول إسرائيلي، فقد وضعت الخطة مجموعة من رجال الأعمال، معظمهم إسرائيليون، وبعضهم مقرب من نتنياهو، في تشرين الثاني\نوفمبر الماضي. وقد تم اقتراحه رسميًا لأول مرة على المسؤولين الإسرائيليين في كانون الأول\ديسمبر.
وقال رجال الأعمال لنيويورك تايمز إنهم أطلعوا مسؤولين من عدة حكومات عربية وغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، على الخطة، فيما تم عرضها على رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي يدير معهدًا يقدم المشورة للحكومة السعودية. كما شارك رجل أعمال فلسطيني، لم يتم الكشف عن هويته، في الترويج للفكرة لدى المسؤولين الأميركيين.
ورفض مكتب نتنياهو التعليق على الاقتراح، فيما ردت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، أن الحكومة الإماراتية "لن تشارك في أي جهد لإعادة إعمار غزة حتى يتم التوصل إلى اتفاق على خارطة طريق لحل سياسي للصراع، والتي تتضمن حلًا شفافًا ومسارًا ملزمًا لجميع الأطراف ويؤدي إلى إقامة حل الدولتين مع الدولة الفلسطينية المستقلة".
فيما رفض مسؤول سعودي الاقتراح لأنه لم يخلق "مسارًا موثوقًا ولا رجعة فيه" نحو إقامة الدولة الفلسطينية أو يضمن مشاركة السلطة الفلسطينية، ونفى أن تكون السلطات السعودية على علم بالخطة من قبل، كما أفادت صحيفة نيويورك تايمز، كذلك رفض متحدث باسم الحكومة المصرية التعليق للصحيفة.