الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
رأت صحيفة "هآرتس" العبرية أنّ فعاليّة التفوّق الاستخباري التكنولوجي الإسرائيلي تتراجع على نحو يسفر عن مزيد من الخسائر في القوات المتوغلة في قطاع غزة.
وجاء في تقرير مطوّل للمعلّق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرائيل أنّ الميزة النسبية للجيش الإسرائيلي تقلّصت في الشجاعية، وما تزال إمكانية السيطرة الإسرائيلية على هذا الحيّ بعيدة جدًا، ورغم ذلك لا يبدو أن القيادة الإسرائيليّة في وضع حرج.
ورأى كاتب المقال أنّ من المهم لـ "إسرائيل" المسارعة في الوقت الحالي للتوصّل لاتفاق، ولا توجد دلائل تشير إلى أن حماس تشعر بأن قدرتها على المساومة قد انتهت.
وأشار المقال إلى أنّ حي الشجاعية شرق غزة ما يزال معقلًا رئيسًا لحركة حماس، وهناك تتواصل المعارك العنيفة، ويبدو أن الجيش الإسرائيلي بعيد عن السيطرة على الحي، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء مقتل 10 ضبّاط وجنود في المعارك هناك، بينهم قائد كتيبة في جولاني، وقائدا سرية في اللواء، وقائد سرية في الوحدة 669. كما قتل جندي آخر في معركة أخرى شمال قطاع غزة. وأصيب القتلى في الشجاعية خلال الاستيلاء على حي القصبة القديم والمزدحم. ويبدو من التحقيقات الأولية أنهما وقعا في كمين مشترك شمل إطلاق قذائف آر بي جي وإطلاق عبوات ناسفة.
ومضى عاموس هرائيل في توصيف التطورات الميدانية قائلًا: "في مخيم جباليا للاجئين، وفي مناطق أخرى في شمال قطاع غزة، والتي سيطر الجيش الإسرائيلي على بعضها منذ فترة طويلة، تتواصل عمليات البحث المكثفة عن ممرات الأنفاق والأسلحة ومساكن حماس المخفية، ومن وقت لآخر تحدث أيضًا حادثة محلية. ما يشير إلى أن عناصر التنظيم ما يزالون ينشطون في المنطقة.
وقال إنه في جنوب قطاع غزة، يواصل الجيش تركيز نشاطه في منطقة خانيونس، وتعكس مقاطع الفيديو التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن المعارك صورة معقدة للوضع، حيث يتحدث المقاتلون العائدون من القطاع عن تقدم بطيء ومدروس، وأن القوات تقضي جزءًا كبيرًا من الوقت في انتظار التعليمات لاحتلال مناطق إضافية. لكن القتال نفسه، سواء بالنسبة لمقاتلي المشاة أو بالنسبة للدبابات أيضًا، يتم من مسافة قريبة جدًا وفي منطقة مكتظة بالمباني، ولم يتم تدمير سوى جزء منها. تسمح المنطقة المبنية، بجوار فتحات الأنفاق، والتي لا يزال الكثير منها صالحًا للاستخدام، لخلايا حماس بالاشتباك مع الجيش الإسرائيلي، حتى من مسافة بضعة أمتار أحيانًا. وهذا واقع يقلل من الميزة النسبية التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا والاستخبارات، كما يزيد من الخسائر في صفوفنا.
وفيما يتعلق بالتقديرات حول إمكانية التوصّل لاتفاقية جديدة لتبادل الأسرى، أشار الكاتب إلى أنه لا يبدو أنه جرى إحراز تقدم متجدد في المفاوضات الخاصة بصفقة الرهائن. ويحاول الوسطاء القطريون، إلى جانب دول أخرى مشاركة في هذا الأمر، التوصّل لاتفاق جديد يتضمن إطلاق سراح بعض المختطفين الـ 135، والأولوية الأولى هي للنساء والرجال المرضى والجرحى وكبار السن. ومع ذلك، في الوقت الحالي، لا تظهر حماس رغبة مُلحة للتوصل لهذه الصفقة، بعد أن قال مسؤولون كبار في حماس خلال الأيام الأخيرة إنه لن يتم إطلاق سراح المزيد من المختطفين إلا في إطار صفقة شاملة، يتم بموجبها إطلاق سراح جميع الأسرى ووقف إطلاق النار. وفي الوقت الحالي، لا توجد دلائل تشير إلى أن المنظمة تشعر بأن قدرتها على المساومة في المفاوضات تضعف. من ناحية أخرى، لا يبدو أن القيادة الإسرائيلية في عجلة من أمرها لإبرام الصفقة. وهناك أيضًا صعوبة سياسية، إذ يخشى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو انتقادات محتملة من اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي حول صفقة أخرى سينظر إليها هناك على أنها تنازل لحماس ووقف للحرب البرية".