الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالًا مطوّلًا بعنوان "كيف سيطرت حماس على شبكات التواصل الاجتماعي؟"، أعدّه المؤرخ المتخصص بالشؤون الفلسطينية، ورئيس قسم أبحاث شبكات التواصل الاجتماعي في مركز موشيه ديان في جامعة تل أبيب، هرائيل حوريف.
سيطرت حماس بشكل منهجي ومقنع على تركيز الخطاب على الشبكات الاجتماعية، والتي أصبحت الآن المصدر الرئيس للمعرفة للشباب الفلسطينيين
وكتب حوريف أن إصرار الجيش على أن حماس ليست وراء أحداث الأسابيع الأخيرة، وأنها تركب الموجة فقط، يكشف عن فجوة كبيرة، فعلى مدار العقد الماضي سيطرت حماس بشكل منهجي ومقنع على تركيز الخطاب على الشبكات الاجتماعية، والتي أصبحت الآن المصدر الرئيس للمعرفة للشباب الفلسطينيين، وهذه السيطرة تخدم حماس في صياغة المسموح والممنوع والشرعي وغير الشرعي، وإملاء أجندة وسائل الإعلام التي تؤثر بشكل مباشر على الأجندة السياسية، بما يؤدي في النهاية لصياغة الواقع.
وأضاف أن حماس مثل المنظمات الأخرى حول العالم، تواجه عزلة متزايدة عن جيل الشباب منذ أكثر من عقد، ومعظم منفذي العمليات المنفردين 2016-2015، لم يكن لديهم انتماء تنظمي، ورفض مئات الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم في ذلك الوقت، العيش في غرف الفصائل الفلسطينية، وحتى اليوم تبلغ نسبة التأييد لحماس أقل من 30% بينما تبلغ نسبة الذين لا ينتمون لأي فصيل أكثر من 50%، لكن الأهم من ذلك هو أن شبكات التواصل الاجتماعي تخلق ساحات اجتماعية يتم فيها تبادل الأفكار والمعلومات بسرعة، وتشكيل مجتمعات متطابقة حول أجندات متنوعة، بما يوفر الشرعية للكثير من العمليات، بما في ذلك الهجمات الفردية.
ويقول المختص الإسرائيلي إن حركة حماس وجدت تحديًا في شبكات التواصل، ولكنها أيضًا وجدت الحل، إذ أنها ومن خلال "القوة الناعمة" الموجهة ضد "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية استطاعت حماس حشد الشباب حول قضايا متفق عليها مثل المسجد الأقصى، النضال ضد "إسرائيل"، وقف التنسيق الأمني، معارضة أبو مازن، والفساد في السلطة الفلسطينية، مضيفًا أنّه يمكن للعين المحترفة أن تدرك على سبيل المثال أنّ جزءًا كبيرًا من المضامين التي توزِّعُها صفحات حماس المقنّعة هي مواد إعلامية، تم استثمار مجهود في إنتاجها لا يستطيع المستخدم العادي إنتاجه، ومن الأمثلة البارزة على ذلك، المواد التي تظهر محبة منفذي عمليات الطعن المنفردين التي تنُشر في أعقاب العمليات.
الصفحات التي تديرها حماس هي الأهم في الخطاب الفلسطيني
ويرى ورئيس قسم أبحاث شبكات التواصل الاجتماعي في مركز موشيه ديان في جامعة تل أبيب، أنّ الأمر الحاسم هو أن الصفحات التي تديرها حماس هي الأهم في الخطاب الفلسطيني، وعلى رأسها كبريات الشبكات الفلسطينية التي تحظى بملايين المتابعين، واعتبر أن هذا يشبه الوضع الذي كان من الممكن أن يسيطر فيه عامل واحد على مواقع "هآرتس" و"واي نت" و"واللا" والمزيد من المواقع الإخبارية الأكثر متابعة في "إسرائيل".
واعتبر أنّ هذه السيطرة المركزية على الشبكات تجعل من الممكن إطلاق الحملات الإعلامية وتوجيه الخطاب العام، ونشر التلقين والإشاعات، وفي نفس الوقت منع روايات معينة من الوصول إلى الجمهور".