01-سبتمبر-2020

صورة أرشيفية - gettyimages

يشتكى مخالطون لمصابين بفايروس كورونا، ومشتبه بإصابتهم، من أن طواقم الطب الوقائي في وزارة الصحة ترفض إجراء فحص كورونا لهم إلا بعد دفع مبلغ 150 شيقل، وذلك بعد أن كان هذا المبلغ مخصصًا للراغبين بالحصول على وثيقة رسمية تؤكد عدم إصابة بالفايروس، وهي تُطلَب غالبًا من أجل السفر.

مخالطون وأشخاص ظهرت عليه أعراض كورونا طلب منهم الطب الوقائي 150 شيقل لإجراء الفحص

مهاب دبور، شاب ظهرت عليه أعراض مشابهة لأعراض الإصابة بفايروس كورونا، وهي السعال والالتهاب في الحلق والوجع في المفاصل، فتوجه إلى مديرية الصحة كي يجري فحص كورونا، إلا أنهم طلبوا منه دفع مبلغ 150 شيقل مقابل الفحص.

اقرأ/ي أيضًا: أوبئة غيرت وجه الحياة في فلسطين

وأوضح دبور لـ الترا فلسطين، أنه سأل أحد الموظفين في الوزارة حول سبب دفع المبلغ رغم ظهور أعراض عليه، فردَّ عليه قائلاً إنه إذا لم يملك المبلغ فبإمكانه إجراء الفحص وترك هويته الشخصية حتى يعود في اليوم التالي لدفع المبلغ واسترداد هويته.

وأشار لوجود محاسبين اثنين متفرغين ليتم الدفع عندهم، مضيفًا أنه شاهد داخل المديرية ورقة عليها تسعيرة الفحص 150 شيقل.

رفض مهاب دبور الدفع "لأني أولى بالمبلغ" وفق قوله. وبيّن أنه توجه في اليوم التالي وطلبوا منه مجددًا دفع المبلغ لإجراء الفحص، لكنه جدد الرفض، وأبلغهم أنه استمع إلى لقاء صحفي مع مدير الرعاية الصحية في وزارة الصحة كمال الشخرة صرح فيه أن الفحص مجاني، لذلك رفض الدفع.

إجراء الفحص كان مجانيًا في السابق - gettyimages

وتابع، "أخبرتهم أن لدي أولاد وظهرت علي الأعراض منذ ثلاثة أيام، ولا أريد نقل العدوى لأحد، وبعد جدال طويل أجريت الفحص مجانًا.

ويرى دبور أن "من يريد أخذ سعر الفحص عليه أن يأخذ مبلغًا رمزيًا، وليس 150 شيقل في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة".

الشاب (ج. ق) -رفض ذكر اسمه- لكن كانت لديه تجربة مشابهة لتجربة دبور، فيروي أن أعراض انفلونزا ظهرت عليه ولكن بسبب مخالطته لأشخاص كثر، ولأجل الأطمئنان توجه لإجراء الفحص في مديرية الصحة، فطلبوا منه دفع مبلغ 300 شيقل لإجراء الفحص له ولطفله الذي رافقه.

قبل أسبوعين كان إجراء الفحص مجانيًا حتى لغير المخالطين، لكن الأمور تغيرت

يرى أنه كان من الأولى أن يسأله من استقبله عن الأعراض التي يعاني منها ولماذا ينوي إجراء الفحص، قبل طلب دفع المبلغ.

اقرأ/ي أيضًا: الكارنتينا: تاريخ الحجر الصحي في فلسطين

وأضاف، أنه بعد جدال سأله ما هي الأعراض التي ظهرت عليه وإن كان يعاني من ضيق في التنفس أو سعال جاف، فأجاب بلا، فطلب منه إجراء الفحص مدفوع الثمن.

قبل أسبوعين، لم تكن الأمور على هذا النحو، فالصحفي أمير أبو عرام أفادنا بأنه أجرى الفحص مجانًا عندما توجه لمديرية الصحة بعد ظهور الأعراض عليه، وكانت النتيجة موجبة.

لكن أبو عرام تحفّظ على رفض إجراء الفحص الثاني بعد انتهاء فترة الحجر الصحي، وذلك للاطمئنان على شفائه بشكل تام. يقول: "أخبروني أن مدة الحجر عشرة أيام تكفي ولا داعي لإجراء فحص ثاني، فحجرت نفسي 13 يوم من باب الاطمئنان".

تراجع عدد المخالطين الذين يتم فحصهم - gettyimages

ما جرى مع أبو عرام حول فترة الحجر الصحي مرَّ به أيضًا، الشاب وسيم شبانة الذي حجر نفسه عشرة أيام بعد ظهور نتيجة الفحص موجبة، ولم يتم إجراء فحص ثانٍ له بعد انتهاء الحجر، بل أُعلن عن شفائه.

الطب الوقائي أخذ 16 عينة من الأشخاص الذين خالطهم أبو عرام، و10 عينات من الأشخاص الذين خالطهم شبانة، علمًا بأنه في الأشهر الأولى لظهور الجائحة لدينا في فلسطين كان يتم أخذ عشرات العينات لمخالطي الشخص المصاب.

تراجع عدد المخالطين الذين يفحصهم الطب الوقائي

في المقابل، يقول مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة علي عبد ربه بأن ما تقوم به وزارة الصحة يوافق توصيات منظمة الصحة العالمية، التي تنص أن الشخض المصاب إذا لم تظهر عليه أعراض، يتم إعلان شفائه بعد عشرة أيام من تسجيل الفحص دون حاجة لإعادة الفحص.

اقرأ/ي أيضًا: فيديو | أوبئة قاتلة مرت بفلسطين

أما المصاب الذي تظهر عليه أعراض، فبعد انقضاء فترة الأعراض بثلاثة أيام يتم إعلان شفائه، بشرط أن لا تكون عليه أي أعراض ولا يستخدم أي علاج، ثم بعد انتهاء هذه الفترة -في اليوم الرابع عشر- يتم إعلان شفائه دون حاجة لإعادة الفحص، وفق عبد ربه.

وأضاف، "مثلاً إذا ظهرت على المصاب أعراضٌ واستمرت عشرين يومًا وانتهت على اليوم العشرين، يضاف ثلاثة أيام على العشرين يومًا دون حاجة لاستخدام أي علاج، ثم على اليوم الرابع والعشرين يتم إعلان شفائه دون حاجة لإعادة الفحص".

وبيّن عبد ربه، أن المخالطين يُحددهم الطب الوقائي، "وليس كل من مر بالشارع أو الممر أو من مكتب يعتبر نفسه مخالط، فهناك معايير محددة من منظمة الصحة العالمية ومعمول بها في كل العالم حول تعريف المخالط" على حد قوله.

وزارة الصحة: إجراءاتنا تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية ونظامها المعمول به دوليًا

وأكد، أن من تنطبق عليه معايير المخالط من الدرجة الأولى يتم تتبعهم وإجراء الفحوصات لهم. أما المخالطين من الدرجة الثانية والثالثة "فلا داعي لإجراء الفحص لهم، ومن يريد أن يطمئن عليه أن يجري الفحص على نفقته".

وحول قلة إجراء الفحوصات للمخالطين عن ما كانت عليه في السابق، فإن ذلك يرجع إلى زيادة عدد الإصابات، وفق عبد ربه الذي اعتبر أن الفحص "مهم لكن ليس هو الهدف، لأنه لا فائدة من إجراء فحص لحوالي 300 شخص، ثم بعد إجراء الفحص لهم يحضرون حفلات زفاف".

وشدّد عبد ربه أن الأهم هو الالتزام بالمعايير الوقائية بكل الضوابط وكل ما يمنع من نقل العدوى، من حيث عدم التجمهر، وعدم التواجد في الأماكن المكتظة المغلقة، وارتداء الكمامة، وكل السبل التي تمنع الفايروس من الانتقال من شخص لآخر.


اقرأ/ي أيضًا: 

تأملات في زمن الطوارئ

إلى أي ساعة دوام الملائكة