الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
أكدت صحيفة واشنطن بوست في تقرير نشرته، الأحد، أن هناك اعترافًا داخل إدارة بايدن بأن الدعم الثابت لقرار إسرائيل تدمير حماس رغم الاعتراف "بالتجاوزات" الإسرائيلية يُمكن أن يفرض ثمنًا على مكانة جو بايدن في الداخل والخارج.
نقلت واشنطن بوست عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله، إن واشنطن بدأت تسمع انتقادات من أصدقائها في جميع أنحاء العالم بسبب تدهور الأوضاع في قطاع غزة
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله، إن واشنطن بدأت تسمع انتقادات من أصدقائها في جميع أنحاء العالم بسبب تدهور الأوضاع في قطاع غزة، مضيفًا: "نريد من الدول أن تنظر بشكل إيجابي إلى الولايات المتحدة، وأن تكون على استعداد لدعمها والتعاون معها، لكن عندما يكون الرأي العام في العديد من البلدان معاديًا، فإن هذا يجعل من الصعب كسب الدعم بشأن القضايا التي نهتم بها".
وأقرّ المسؤول الأمريكي أن إدارة بايدن تواجه عزلة دولية بسبب إسرائيل والعدوان على قطاع غزة، وهذا يظهر بوضوح في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، حيث كانت الولايات المتحدة وحدها في معارضة قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، ثم كانت بين 9 دول فقط صوتت ضد قرار وقف إطلاق نار في الجمعية العامة.
لكن "هذا ليس شيئًا جديدًا" بحسب رئيس مجلس شيكاغو للشؤون العالمية إيفو دالدر، وهو السفير الأمريكي السابق لدى حلف الناتو، الذي أكد أن واشنطن كانت دائمًا ضمن أقلية صغيرة في الأمم المتحدة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فمنذ أوائل عام 1970، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد عشرات القرارات التي تعتبر منتقدة لإسرائيل.
وبيّن دالدر، أن الحرب على قطاع غزة تبدو مشابهة للحرب الروسية على أوكرانيا، "ورغم أن إسرائيل تعرضت لهجوم ولها الحق في الدفاع عن النفس، إلا أنها تفعل ذلك في منطقة تحتلها، ويعتقد العالم بأسره أنها أرض محتلة. ونحن من ناحية نحاول إقناع مزيد من الدول بمعارضة الحرب الروسية على أوكرانيا، وفي ذات الوقت نجعل هذه الدول تدعم ما تفعله إسرائيل في غزة. وهذا يجعل من الصعب الحفاظ على الحجة" حسب قوله.
وأوضح التقرير، أنه بالإضافة إلى انتقادات الشركاء الأجانب، فإن مسؤولي المساعدات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية يواصلون الاعتراض على دعم بايدن الثابت لإسرائيل، بحجة أن الصراع في غزة قد يكون له تداعيات أكبر على القيادة الأمريكية.
بالإضافة إلى انتقادات الشركاء الأجانب، فإن مسؤولي المساعدات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية يواصلون الاعتراض على دعم بايدن الثابت لإسرائيل
وأضاف، أن مسؤولين أمريكيين يعترفون "بالآثار غير المباشرة" التي تتعرض لها واشنطن مع تعمق الصراع، لكنهم في ذات الوقت يعتقدون أن هناك تأثيرًا إيجابيًا محتملاً، إذ تظهر أمريكا بأنها تقف إلى جانب أصدقائها حتى عندما لا يحظى موقفها هذا بشعبية.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن كثيرًا من الانتقادات العربية تعود إلى حاجة تلك الحكومة لتهدئة غضب مواطنيها الذين يظهرون دعمًا صريحًا للفلسطينيين.
ورغم ذلك، تؤكد واشنطن بوست أن الشركاء الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط "غير سعداء للغاية، وهذا قد يُفشل تحقيق تقدم إلى الأمام"، مشيرة إلى الموقف الأردني، "وهو حليفٌ حاسم في هدف واشنطن المتمثل إلى تحقيق سلام طويل الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين" وفقًا للصحيفة، إذ قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مؤخرًا: "كيف يمكن لأي شخص أن يتحدث عن مستقبل غزة عندما لا نعرف أي نوع من غزة سيترك بمجرد انتهاء هذا العدوان؟".