الترا فلسطين | فريق التحرير
نقلت صحيفة واشنطن بوست، في تقريرٍ لها، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن 20 موظفًا في البيت الأبيض طلبوا لقاء كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لإجراء مناقشة بشأن قطاع غزة.
وبحسب المصادر، فإن الموظفين طرحوا ثلاث قضايا رئيسية أرادوا مناقشتها مع رئيس موظفي البيت الأبيض جيف زينتس، وكبير المستشارين أنيتا دان، ونائب مستشار الأمن القومي جون فاينر.
مصادر أمريكية: البيت الأبيض يتحمل الكثير من الأعباء بسبب "إسرائيل".
وتركزت القضايا في معرفة استراتيجية الإدارة الأمريكية للحد من عدد الوفيات بين المدنيين، والرسالة التي تخطط لإرسالها بشأن "الصراع"، ورؤيتها لما بعد الحرب في المنطقة.
وأضافت المصادر أن تأثير حرب "إسرائيل" على غزة في البيت الأبيض، هي أكبر من أي قضية أخرى خلال رئاسة جو بايدن، وتتحمل الإدارة الأمريكية كثيرًا من الأعباء بسبب "إسرائيل".
ويسلط اجتماع المسؤولين، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقًا، الضوء على كيفية تعامل جو بايدن، مع ما يمكن القول إنها أكبر أزمة في السياسة الخارجية خلال رئاسته، وأدت إلى تقسيم البيت الأبيض، الذي لطالما افتخر بإدارة عملية منضبطة وموحدة، وأضافت الصحيفة أن الحرب التي تقودها "إسرائيل" على قطاع غزة، قد أزعجت الإدارة الأمريكية أكثر من أي قضية أخرى في السنوات الثلاث الأولى لجو بايدن في منصبه، وذلك وفقًا للعديد من المساعدين والحلفاء داخل البيت الأبيض وخارجه، وفي الوقت الذي "يتألم فيه الموظفون من موقف إدارتهم".
وقال مساعدون إن ما يزيد من الحساسية هو أن الاحتضان الثابت لـ"إسرائيل"، الذي يجده العديد من الموظفين مزعجًا، ينبع في جزء كبير منه من ارتباط جو بايدن الشخصي طوال حياته بتل أبيب.
وذكرت الصحيفة، نقلًا عن خبراء، أن هناك حدودًا لمدى قدرة الولايات المتحدة للتأثير على تصرفات "إسرائيل"، حيث تمتنع واشنطن إلى حد كبير عن انتقاد تل أبيب علنًا، وقال إيفو دالدر، الرئيس التنفيذي لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية والذي شغل منصب سفير الناتو في عهد الرئيس باراك أوباما: "أعتقد أن الإدارة أدركت منذ وقت مبكر أنها كانت في مأزق، بسبب التكاليف السياسية للانفصال عن إسرائيل".
مصادر أمريكية رفيعة المستوى: الإدارة الأميركية تعتقد أن لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ولوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تأثيرًا مقلقًا على حكومة بنيامين نتنياهو.
ويستند هذا الوصف لكيفية تعامل الإدارة مع الحرب على غزة إلى مقابلات مع 27 من مسؤولي البيت الأبيض وكبار مسؤولي الإدارة والمستشارين الخارجيين، لم يتم الكشف عن هويتهم.
ويتكون الانقسام داخل البيت الأبيض إلى حد ما بين كبار مساعدي بايدن القدامى ومجموعة من الموظفين الأصغر سنًا من خلفيات متنوعة، لكن حتى كبار المستشارين قالوا إنهم "يدركون أن الصراع أضر بمكانة الولايات المتحدة العالمية"، وقال أحد كبار المسؤولين: "إننا نأخذ الكثير من اللوم نيابة عن إسرائيل".
ويشعر البعض في دائرة جو بايدن بالقلق من أنه لا يميز بين الصورة المثالية لدولة "إسرائيل" وواقع حكومة بنيامين نتنياهو التي تضم عدة ممثلين من اليمين المتطرف، وقال أحد حلفاء الإدارة: "إن الالتزام التاريخي الشخصي للرئيس تجاه إسرائيل لم يتم تعديله من خلال حقيقة أن إسرائيل هذه لديها حكومة هي أسوأ حكومة واجهتها على الإطلاق".
كما قالت المصادر إن الإدارة الأميركية تعتقد أن لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ولوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تأثيرًا مقلقًا على حكومة بنيامين نتنياهو.
وأشار أحد كبار المسؤولين في الإدارة إلى أن الأيام الخمسة الأولى بعد عملية طوفان الأقصى كانت مثيرة للقلق بشكل خاص، إذ كان المسؤولون الإسرائيليون غارقين في الغضب، ولديهم قناعة بأن حزب الله وإيران يقفان وراء العملية، وساعد المسؤولون الأميركيون في ردع "إسرائيل" عن شن هجوم على حزب الله المتمركز في لبنان، وهو ما كان من الممكن أن يفتح جبهة أخرى في الحرب.
وأكدت المصادر المطلعة أن جو بايدن اتخذ نهجًا أكثر صرامة تجاه "إسرائيل" سرًا وعلنًا خلال الأسابيع الأخيرة، في حين عبرت عن خشيتها من ألا تظهر "إسرائيل" ضبط النفس عندما تنقل عملياتها إلى جنوب قطاع غزة، وعن قلقها من أن يزيد طول أمد الصراع في غزة الضغط السياسي والدبلوماسي على جو بايدن.