كشف موقع "أكسيوس"، اليوم الجمعة، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن زادت من ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية للامتثال لمجموعة من المطالب الأميركية لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة. ويأتي هذا الضغط في ظلّ احتمالية تعليق المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، إذا لم تلتزم إسرائيل بشكل كامل بالمطالب بحلول 13 تشرين الثاني\نوفمبر، حسب مسؤول أميركي.
وبعث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن في 13 تشرين الأول\أكتوبر رسالة لنظرائهم الإسرائيليين، حددوا فيها شرط التحسينات الإنسانية في غزة خلال 30 يومًا، وإلا فقد تتأثر إمدادات الأسلحة الأميركية لإسرائيل. وتشير الرسالة إلى أن الإدارة الأميركية ترى أن إسرائيل لم تفِ بعد بالتزاماتها الإنسانية التي قدمتها كتابيًا للإدارة في آذار\مارس الماضي.
أشار مسؤول أميركي إلى أن من الصعب "الدفاع عن" الإجراءات الإسرائيلية الحالية، مؤكدًا على تصاعد الانتقادات داخل الوزارة
وخلال الأسابيع الماضية، قلّصت قوات الاحتلال، التي تشنّ عملية عسكرية في شمال غزة، المساعدات الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الحرب، وذلك وفقًا لمصادر أميركية. وتزعم إسرائيل أن هدف العملية، التي تتركز في منطقة جباليا، هو منع تجمعات جديدة لحركة "حماس"، فيما يعاني سكان المنطقة من نقص حاد في المواد الغذائية والإمدادات الطبية وسط قصف مكثف.
وأفادت مصادر بأن المنظمات الإغاثية تعتبر العملية الإسرائيلية مشابهة لخطة قدمها جنرالات إسرائيليون سابقون لعزل شمال غزة، رغم نفي الحكومة الإسرائيلية تنفيذ هذه الخطة. ومع ذلك، يشكك مسؤولون أميركيون متزايدًا في الأساليب الإسرائيلية.
وكان بلينكن قد ناقش المطالب الأميركية في اجتماعاته بإسرائيل الأسبوع الماضي، بينما أجرى أوستن محادثات هاتفية متعددة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت لمتابعة تنفيذ المطالب الإنسانية. وأكد بلينكن خلال مؤتمر صحفي مع أوستن على أهمية إيصال المساعدات إلى غزة وتوزيعها بشكل فعال داخلها.
وفي نفس السياق، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا في شمال غزة، وأسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال، كما ناقشت التحديات التي تواجه وصول المساعدات إلى جباليا وسط قيود جديدة مفروضة على عمل وكالة الإغاثة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة في غزة.
وأشار مسؤول أميركي إلى أن من الصعب "الدفاع عن" الإجراءات الإسرائيلية الحالية، مؤكدًا على تصاعد الانتقادات داخل الوزارة. وكُلف الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، بصياغة الرد على رسالة بلينكن وأوستن، مع توقعات بأن يتم إرسال الرد بعد الانتخابات الأميركية، حيث قد تؤثر نتيجتها على مضمونه، بحسب موقع أكسيوس.
من جانبها، أكدت المصادر أن جيش الاحتلال ووزارته نفذا بعض المطالب الأميركية، لكن لا يُرجح تلبية مطلب دخول 350 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة بحلول 13 تشرين الثاني\نوفمبر.