17-سبتمبر-2018

انتقد أكاديميون ونشطاء في النمسا، دعوة وزير تعليم البلاد، هاينز فاسمان، إلى توسيع نطاق حظر الحجاب الساري في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، ليشمل المعلمات جميعهن.

والأسبوع الفائت، دافع الوزير النمساوي، في تصريح تلفزيوني له حول السنة الدراسية الجديدة، عن حظر الحجاب في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، قائلا إنه "فرض من أجل حرية التعليم وحماية الطلبة اللأطفال الذي يقلدون معلميهم".

وجدد "فاسمان"، مطالبته بحظر الحجاب على المعلمات، مضيفا أنه "يتعين على العاملين في القطاع العام عدم ارتداء رموز دينية أو أيدولوجية أثناء أدائهم مهامهم، لكن هذا الموضوع يجب مناقشته على نطاق واسع في البلاد".

تصريحات وزير التعليم، أثارت قلقا في أوساط المسلمين وأكاديميين ونشطاء بالنمسا التي تعترف رسميا بالدين الإسلامي.

ويرى منتقدو هذه الخطوة من قبل الوزير المنتمي إلى حكومة اليمين المتطرف، أنه يقيّد حريات العديد من فئات المجتمع، كالمهاجرين واللاجئين، فضلا عن المسلمين.

ويفسّر البعض في النمسا، الدعوة إلى توسيع نطاق حظر الحجاب، على أنها استهداف مقصود للمسلمين، وممارسة العنصرية تجاههم، إضافة إلى انتهاك حقوقهم وحريتهم في العبادة.

ومن ناحية مقابلة، يعتبر آخرون أن حظر الرموز الدينية من داخل الأماكن العامة يسهم في تكوين مجتمع أكثر تقاربًا. 

وبحسب الكاتب الصحفي ويلهالم لاغثر، فإن النمسا وصلت إلى هذه النقطة نتيجة السياسات العنصرية المنتشرة في البلاد خلال السنوات الـ10 الأخيرة.

وأشار لاغثر، خلال حديثه للأناضول، إلى أن اتهام المسلمين، والمهاجرين واللاجئين في البلاد، بالتسبب في جميع المشاكل التي تعانيها النمسا على مر السنين الماضية، تهدف إلى صرف النظر عن الأزمات الحقيقية.

"لاغثر" الذي يقطن في النمسا منذ سنين طويلة، ويُعرف عنه معارضته لسياسات العنصرية والتفرقة ضد المسلمين، قال إنه يعارض بشدة حظر الحجاب أينما كان.

ضد الضغوط لخلع الحجاب وضد الضغوط لارتدائه أيضًا

وأوضح أن اختيار الإنسان لنمط اللباس الذي يشاؤه، حق أساسي وعالمي. مشددًا على اعتراضه بشدة ممارسة الضغوط لارتداء أو خلع الحجاب في أي مكان من العالم.

واعتبر لاغثر، أن سَن دولة ما قوانين وتشريعات حول ماهية لباس مواطنيه، أمر غير مقبول.

وانتقد دعوة وزير التعليم النمساوي، المعلمين والمعلمات لعدم ارتداء رموز دينية أو أيدولوجية أثناء أدائهم مهامهم.

وتابع قائلا: "المعلمون هم عاملون يمثلون الدولة. المعلم المسلم فرد يتبع الدين الإسلامي، الذي يعد جزءا من هذا البلد. ومن الطبيعي جدا ممارسة عمله أينما كان في القطاع العام، بهويته الدينية. الشرطي المنسوب للديانة السيخية في الهند مثلا، يمارس عمله وهو يرتدي عباءته."

وذكر أن المسلمين الآن يتعرضون للضغوط، شأنهم شأن اليهود قبل الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، معتبراً أن هذا الأمر ينتهك أسس السلام والعيش المشترك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رجل يهجم بسكين على دورية شرطة أيقظته من النوم

هكذا استنجد أطباء إدلب بدول العالم من الأسد (صور)