11-نوفمبر-2024
جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي

جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي - أرشيف

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، عن تراجع كبير في عدد جنود الاحتياط الذين يمتثلون لأوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية الاحتياطية في جبهتي غزة ولبنان. وقالت إنّ الإحصائيّات الأخيرة أظهرت الإحصائيات أن العدد انخفض بنسبة 20 في المئة، ما يعكس رفض آلاف الجنود الانضمام إلى الخدمة.

قلق بالغ في قيادة الجيش الإسرائيلي مع تراجع أعداد من يقبلون المثول لأوامر استدعاء الاحتياط للخدمة في الجيش

وأوضح مصدر عسكري للصحيفة، أنّ هذا التراجع جاء نتيجة الاستنزاف الذي يعاني منه الجنود بسبب استمرار العمليات العسكرية، إذ يسعى الجنود لتجنّب الإرهاق الذي عانى منه آخرون في وقت سابق. وأكد المصدر أن هذا النقص في الجنود يعد عاملًا مهمًّا في اتخاذ القرارات العسكرية، خاصة بعد تصاعد العمليات البرية في لبنان.

وعبّرت مصادر قيادة الجيش عن قلقها البالغ إزاء هذا الانخفاض في عدد جنود الاحتياط الذين يمتثلون للاستدعاء، بما في ذلك الوحدات التي تقاتل في غزة وشمال الضفة الغربية.

وأشارت يديعوت أحرونوت، إلى أنّ هذا الوضع يتزامن مع توجّهات الحكومة الإسرائيلية نحو تشريع قوانين تمنح المتدينين اليهود (الحريديم) فرصة التهرّب من الخدمة العسكرية، وهو ما يؤثّر بشكل مباشر على القرارات العملياتية للجيش.

وفيما يتعلق بنسبة الالتحاق، أفاد معلّق الصحيفة بأن الجيش يعاني من نقص في الجنود بسبب الإصابات والوفيات، إذ انخفضت نسبة الالتحاق في صفوف ألوية الاحتياط من أكثر من 130 في المئة في 7 أكتوبر إلى ما بين 75 – 85 في المئة فقط. وأضاف أن بعض الألوية التي تقاتل في جنوب لبنان، على سبيل المثال، شهدت انخفاضًا كبيرًا في نسبة الجنود الملتحقين.

نقص جنود يؤثّر على اتخاذ القرارات

وأكدت مصادر عسكرية لـ"يديعوت أحرونوت"، أن هذا النقص في الجنود يؤثّر على اتخاذ القرارات العسكرية وتقييم الوضع، وهو ما ينعكس على استخدام القوة في كل من لبنان وغزة. كما أشارت إلى أنّ جنود الاحتياط "دفعوا ثمنًا باهظًا في حياتهم الأسرية والعملية"، وباتوا غير مستعدين للوصول إلى نقطة الانهيار، وهذا الشعور بالضياع وعدم الوضوح في المستقبل يصيبهم بالقلق ويعرقل خططهم المستقبلية.

من جانب آخر، تأمل وزارة المالية الإسرائيليّة في أن يؤدي تقديم حوافز اقتصادية للمجنّدين من الاحتياط لارتفاع امتثال جنود الاحتياط لأوامر الاستدعاء للخدمة، إلا أنّه من غير المرجّح ما إذا كانت هذه الحوافز كافية لتعويض الجنود، مع تقليص المنح المخصصة لجنود الاحتياط العام الماضي.

ناقشت اللجنة الخاصة لتعزيز وتطوير النقب والجليل في الكنيست اليوم، قضية استنزاف جنود الاحتياط 

وفي السياق ذاته، ناقشت اللجنة الخاصة لتعزيز وتطوير النقب والجليل في الكنيست اليوم، قضية استنزاف جنود الاحتياط، حيث ألقى جندي الاحتياط يوناتان كيدور كلمة أمام اللجنة، أوضح فيها أن الجنود تم استدعاؤهم لأداء الخدمة في أيلول/ سبتمبر الماضي، وكان من المفترض أن تكون فترة خدمتهم محددة، لكن تم تمديدها بشكل غير محدد بسبب الوضع الميداني، وأشار إلى أن الجنود في بعض الألوية يخدمون ما بين 300 إلى 350 يومًا متواصلًا، ما أدى إلى تآكل معنوياتهم، وطالب بإنهاء الحرب بأي وسيلة، سواء من خلال تقدم عسكري حاسم أو اتفاق ينهي الصراع.

كما عبّرت ميشال باركاي برودي، ممثلة مؤسسة "متمرنيم" التي تمثل النساء وأسر جنود الاحتياط، عن قلقها من الوضع الحالي، مشيرة إلى أن الأطفال يسألون عن مصير آبائهم الجنود، ويتساءلون إن كانوا سيعودون أم لا.