02-أغسطس-2024
حرف استنزاف في إسرائيل

(Getty)

تحدثت عدة تحليلات إسرائيلية عن "الخشية" من الوصول إلى حرب استنزاف في المنطقة، ستواجه خلالها إسرائيل سيناريوهات صعبة، وأزمة كبيرة. وعبر كل من عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، ونوعام تيفون، قائد اللواء الشمالي السابق في جيش الاحتلال، عن خشيتهم من "نجاح إيران في استدراج إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة".

وقال المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" والقناة الـ12 الإسرائيلية، يوآف ليمور: "حاليًا، الكرة ليست في ملعبنا، بل لدى الطرف الآخر، وهو من سيقرر كيفية الرد. ردهم سيحدد ما إذا كان الحدث قد انتهى أو سيستمر ويتوسع. يبدو أننا نرغب بشدة في إنهائه، لكن هذا لم يعد بيدنا".

تحليلات إسرائيلية، تعبر عن الخشية من سيناريو حرب الاستنزاف المفتوحة في المنطقة

أمّا نوعام تيفون قائد اللواء الشمالي السابق في جيش الاحتلال، حذر في لقاء مع القناة الـ13 الإسرائيلية، من أن يؤدي اغتيال هنية على حرب طويلة مع إيران، بقوله: "الحروب الطويلة وحروب الاستنزاف ليست في مصلحة إسرائيل، فنحن أمة صغيرة، ونرى العبء الحالي على قوات الاحتياط".

وأضاف تيفون: "يجب الآن السعي لإبرام صفقة تبادل الأسرى تنهي الحرب في الجنوب، والاستعداد بشكل جدي لاحتمالية اندلاع صراعات أخرى. ما عدا ذلك فهو مجرد كلمات، مثل ’النصر المطلق’، وغيرها من الشعارات التي تم بيعها لنا لفترة طويلة".

وقال تيفون إن إسرائيل فقدت عنصر المبادرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، موضحًا: "هذه هي مشكلتنا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. زمام المبادرة ليس بيد إسرائيل بسبب قيادتنا الفاشلة. استراتيجيًا، يجب علينا الآن البحث عن تغيير اتجاهنا بما يتماشى مع أهداف الحرب. أهداف الحرب هي استعادة الأسرى، وتهيئة وضع يسمح لسكان الشمال والجنوب بالعودة بأمان إلى منازلهم. الاغتيالات، مهما كانت ناجحة، لن تقربنا بمليمتر واحد من أهداف الحرب الحقيقية، لذلك فإن حالة النشوة لا مبرر لها".

وفي القناة الـ12 الإسرائيلية، طرح السؤال التالي: "ما هي الاحتمالات التي نواجهها؟"، على عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال "أمان" سابقًا، ورد بالقول: "السؤال الأهم في هذا السياق هو التوقيت. شعوري أن الإيرانيين سيأخذون وقتهم، فهم بحاجة للوقت لاتخاذ القرار، ودراسة الجدوى مقابل المخاطر. بعد أن يتخذوا القرار، سيتوجب عليهم الاستعداد؛ لأنهم يريدون تنفيذ عملية هجومية استعراضية مبهرة، وهذا يتطلب إعداد وتجميع القوات وتنسيق الجهود العملياتية. لذلك، من ناحية الوقت، بحسب تقديراتي أمامنا عدة أيام قبل أن يأتي الرد".

ويضيف يادلين، قائلًا: "بعد ذلك يأتي السؤال حول نوعية الأهداف. أعتقد أنه من الواضح أن الأهداف ستكون عسكرية. الإيرانيون لا يريدون دخول حرب مدنيين مقابل مدنيين. في المرة الماضية، حاولوا استهداف قاعدة نفاطيم الجوية، وهذه المرة سيحاولون ضرب هدف أو عدة أهداف عسكرية أخرى".

وينوه يادلين الى أن استراتيجية إيران تقوم على تطبيق مبادئ حرب الاستنزاف، واستمر في القول: "الاستراتيجية الإيرانية هي استنزاف إسرائيل تدريجيًا في حرب استنزاف لا تكبد الإيرانيين ثمنًا باهظًا. حرب طويلة لا نرى أفقًا لنهايتها، ودون رؤية استراتيجية حول كيفية إنهائها. المخطوفون لا يزالون هناك، سيدي رئيس الحكومة، وعلينا أن نستعيدهم ونوقف الحرب. حرب الاستنزاف الآن تخدم الإيرانيين ولا تخدمنا".

وحذر أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من "فشل مأساوي" حال أقدم الجيش على التوغل البري في لبنان. جاء ذلك في رسالة سرية أرسلها 3 أعضاء من لجنة الخارجية والأمن البرلمانية إلى نتنياهو، وفق ما نقلته هيئة البث العبرية الرسمية، الجمعة.

وقالت هيئة البث "حذر كل من أعضاء الكنيست عميت هاليفي، وزئيف إلكين، وأوهاد تال، من لجنة الشؤون الخارجية والأمن البرلمانية، أعضاء الحكومة من التوغل البري إلى لبنان وفقًا لخطة الجيش الحالية، التي يزعمون أنهم تعرفوا على تفاصيلها".

ونقلت عن النواب تأييدهم "التوغل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكن الخطة التي عرضت عليهم ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم". وأشارت إلى أن النواب الثلاثة "بعثوا برسالة سرية إلى رئيس الوزراء والى وزراء الحكومة قبل شهر ونصف، كتبوا فيها: بحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن تنفيذ خطة العمليات التي أعدها الجيش قد تقود إسرائيل إلى فشل مأساوي له عواقب غير مسبوقة، ورؤساء الأجهزة الأمنية مخطئون بشدة في فهم استراتيجية العدو" (في إشارة إلى حزب الله).

من جانبه، قال عوزي رابي، رئيس مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، إن "ما نجحت إيران في القيام به على مدى أربعين عامًا هو بناء حلقة من النار هنا، تجعل الحرب أمرًا لا مفر منه".